الاختناق

عندما نقرأ أو نسمع كلمة اختناق يتبادر إلى أذهاننا جميعًا “ عدم القدرة على التنفس “، ولكن المفهوم الآخر  للاختناق هو  عدم القدرة على التعبير أو التفكير، عدم القدرة على العيش بشكل طبيعي أو عدم القدرة على التحكم بالمشاعر أو الظروف أو المواقف والسيطرة عليها، قد تشعر في بعض الأوقات بأن هناك ما يسيطر على تفكيرك وعقلك، وأنه هو محور حياتك واهتمامك أو حتى حديث قد سمعته من شخص ما، وقد تشعر كثيرًا بأنك تختنق ولا تستطيع بأن تشعر بأنك في حالة جيدة بسبب ما قد تعرفه وقد تجهله كما لو أن شيئًا قبض قلبك فجعل نبضاته مضطربة، ولا تعلم ماذا تفعل… كل ماتعرفه بأنك حزين، وقد تحكم عليك بعض المواقف والظروف من شدتها بأن تشعر بـ “ الاختناق “ في بعض الأوقات تكون مصاحبة للمواقف المحرجة وبعضها يكون مصاحب للحزن أو الفرح في أمر معين، كفقدان شخص عزيز في حياتك وعدم القدرة للوصول إليه أو عدم القدرة على التخفيف عن من تحب يجعلك تشعر باختناق فأنت لاتعلم أخباره ولاتستطيع التواصل معه ولاتستطيع نسيانه ويؤلمك  غيابه، أو كوجود أشخاص معينين في حياتك أما المهنية أو العائلية وأنت مضطر للتعايش معهم وتقبلهم، أو قد تكون بسبب موقف معين من أشخاص وثقت بهم وصدمت بهم فقابلوا عطائك بالنكران أو معروفك بالجحود والخذلان هنا تشعر بأنك تختنق حقًا، وإن كانت تلك المواقف بسيطة في نظر البعض فالبعض الآخر يراها سببًا في حزنه، فنحن بشر خُلقنا مختلفون مايهمك لايهم الآخر، وما يهمك قد لايهمني فلا يوجد هنالك مقياس لأسباب حزنك، كما أن هنالك مقياس للحزن نفسه فأقصى مراحل الحزن الوصول لمرحلة الاختناق، ‏فإذا شعرت بأن الحياة تُزيد من اختناقك، فاختبئ عنها، واعتزِل الخلق، وخُذ نفسك في رحلة إلى السماء، حيثُ الدعاء، استعذ بالله وتوضأ، ومارس ماتحب أو اصنع معروفًا لشخص يحتاجك، تنفس بعمق واستشعر الجمال من حولك في كل شيء، وكل ماتمر به ستتجاوزه لأنك الأقوى ولأن قوتك بداخلك، ولأنك أقوى مما تتخيل؛ ولأن الله لايكلف نفسًا إلا وسعها، وكل مارغبت به سيتحقق فقط استشعر الجمال بداخلك وفيما حولك وستشعر براحة عظيمة.

مها السليم