فن و ثقافة

” حائل عبر العصور ” كتابٌ ثري يُدون تراثَ المنطقة الثقافي والمادي

قدم كتاب ” حائل عبر العصور “، الذي أصدرته جامعة حائل بمناسبة يوم التراث العالمي، ثروة معرفية، لتراث المنطقة وأهمية الحفاظ عليه والعناية به، والمساعدة في كشف آثارها والإسهام في نشر واستثمار كنوزها الثمينة، دعماً لمسيرتها التنموية، واسترشاداً بمخزونها الحضاري .

خالد عبد الرحمن / واس
وأوضح الكتاب الذي جاء في ” 119 “صفحة من الحجم الكبير، أن منطقة حائل أدت دوراً حضارياً في مختلف العصور بدءاً من عصور ما قبل التاريخ، والعصر الحجري، وتابعت مسيرتها الحضارية في حقبة ما قبل الإسلام مؤثرة ومتأثرة بما حولها، فمارست التدوين والكتابة ممثلة في النقوش والكتابات الثمودية، فيما يعرف بالمسند الشمالي، كما عكست الطرق التجارية القديمة اتصالات بينها وبين المناطق والمراكز الحضارية المجاورة .
وبين الكتاب أنه مع بزوغ فجر الإسلام ودخول المنطقة في بوتقة الحضارة الإسلامية إزدادت الطرق لتشمل دروب الحج والمحطات، ما انعكس على مجمل حضارتها بالقيم الإسلامية من عمارة وفنون أخذت شكلها في المساجد والمساكن المدنية والمنشآت العسكرية، مثل القلاع والحصون، وفي العصر الحديث توارثت تلك القيم المادية والمعنوية في إطارها الإسلامي وتواصل نحو آفاق أرحب .
وتوزعت مادة الكتاب على 8 فصول، إذ جاء الفصل الأول عن ” جغرافية منطقة حائل “، ومصطلح المكان، والمناخ، وجيولوجية المنطقة، مشيراً إلى أن منطقة حائل شهدت استيطاناً مبكراً بعد انهيار سد مأرب في اليمن ” 511 ق.م “، دلت عليه الشواهد الأثرية المادية المنتشرة فيها، ومكتشفات الآثار المادية لإنسان المنطقة، حيث لم تشهد انقطاعاً سكانياً منذ بدايته وحتى الآن، ولا ريب في أن طبوغرافية المنطقة، وتوفر الماء والمراعي والأراضي الصالحة للزراعة والمادة الخام اللازمة للصناعات آنذاك، تشكل العامل الرئيس لتواصل الاستيطان في المنطقة .
ودرس الفصل الثاني ” مصادر دراسات آثار وتاريخ منطقة حائل “، حيث اشتمل أولاً على كتب المؤرخين والجغرافيين العرب، ومن أبرزهم الحموي والحربي وابن خرداذبة وابن رسته والمقدسي والهمداني والفيروز أبادي، وثانياً كتابات الرحالة، إذ حظيت حائل باهتمام عدد غير قليل من الرحالة المسلمين الذين زاروا جزيرة العرب للحج والعمرة أو للتجارة، ودونوا مشاهداتهم وقدموا ثروة ثرية من المعلومات القيمة التي صارت منبعاً ومصدراً للدراسات العلمية في الأبحاث التاريخية والجغرافية والاجتماعية، ومن أبرزهم ابن واضح اليعقوبي والرحالة الأندلسي ابن جبير في القرن السادس الهجري، وابن بطوطة في القرن السابع الهجري، ووصفوا جميع المنازل والمحطات التي نزلوا بها في منطقة حائل، مثل الحاجر وسميراء ووادي الكروش وفيد والأجفر، بالإضافة إلى وصف المنشآت المائية والمعمارية الأخرى فيها .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88