إزدحام “الرياض” خلال هذا الصيف إلى أين ؟

إذا كانت مدينة الرياض تُعاني من كثافة سكانية قياسًا بباقي مدن المملكة الأخرى فضلًا عن مكَّة المُكرمة والمنطقة المُقارِبة للحرم المكي والإزدحام خلال رمضان ومواسم العمرة والحج ..

 نقرير / هتون الشمري

 إلا أن ذلك يجعلنا أمام مشاهد من أن الازدحام المروري في الرياض يتنامى بشكل كبير كل يوم عما سبقه وإذا كانت هناك ثلاث جهات حكومية في مدينة الرياض مسؤولة عن تنظيم الطرق والشوارع وحركة السير داخل المدينة، هذه الجهات هي الأمانة والمرور وإدارة الطرق إنشاء الطرق من مهام إدارة الطرق، أما إنشاء وتنظيم شوارع المدينة ومواقفها والإشارات وغيرها فهي مهام الأمانة وتبقى مهام المرور محصورة في تطبيق الأنظمة المرورية فقط .

 وهذه الأيام ومع بدء موسم الصيف نجد أن كثافة وإزدحام في في الحركة المرورية في معظم الأوقات وليس فقط في أوقات الذروة؛ بسبب عدم وجود نقل عام منظم في المدينة التي يقطنها حسب أخر أحصائية 8 مليون نسمة .

 ومعه يزداد الوقت على القائد للمركبة والراكب حيث معدل الرحلة يزداد إلى أكثر من نصف الرحلة وأحيانُا لأكثر وخاصة في الانتقال من الشمال إلى الجنوب أو إلى الشرق ، واختناق بعض المخارج مثل مخرج (13) على الرائري الشرقي

 مشروع القطار والحافلات.

 كما أن التنفيذ لشبكة قطار الرياض وما أرتبط بها من مخطط استراتيجي بدأت بتنفيذه الهيئة العامة للسكة الحديد ومُستلزمات ذلك من حيث اشتمالها على عنصرين رئيسين، هما: (القطار الكهربائي)، ويتضمن إنشاء قطار كهربائي على محورين هما طريق الملك “عبدالله” و”شارع العليا” – البطحاء، حيث يمتد القطار الكهربائي على المحور الأول “طريق الملك عبدالله” بطول ١٧ كيلو مترًا من طريق الملك خالد غربًا حتى طريق خالد بن الوليد شرقًا ويضم ١١ محطة، ويمثّل هذا المحور عصب الأنشطة الحضرية على طريق الملك عبدالله، كما يتمتع الطريق بحرم واسع تم تخصيص مسار للقطار الكهربائي في المشروع الذي يتم تنفيذه حاليًا، أما المحور الثاني (شارع العليا – البطحاء) فيمتد من الطريق الدائري الشمالي إلى الطريق الدائري الجنوبي عند مركز النقل العام، بطول ٢٥ كيلو مترًا ويضم ٢١ محطة وسوف يربط هذا المحور شمال المدينة بوسطها وجنوبها، موضحاً أن تنفيذه يستمر خمس سنوات.

 قيادة المرأة القادمة.

 ومع صدور الأمر الملكي في سبتمبر الماضي بإصدار تراخيص قيادة للمرأة في السعودية، والسماح للمرأة بالقيادة فإننا أمام توسع أكبر في عدد مستخدمي السيارات من الجنسين ومن ثم وجود إزدحام أخر خاصة وأن هذا الأمر سيتم تنفيذه خلال شهر شوال وهو شهر تكون فيه أغلب العوائل السعودية في إجازة صيفية من المدارس .

 المستقبل وطموحات إدارة المرور.

 وفق التوجيهات الصادرة من وزارة الداخلية بأهمية الإجراءات والتدابير الفورية للحد من الحوادث المرورية ويجري حاليًا إعادة تحديد السُرعات على الطـــــرق السريعة للمركبات والشاحنات والحافلات وفق القدرة الاستيعابية والسرعات التصميمية للطريق، وسوف يكون التنفيذ بعد استكمال المتطلبات اللازمة على الطرق وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص.

 ونجد أن هذا الإزدحام له تأثيره على الأسرة والمجتمع و من اللافت للنظر في كل مدينة الرياض أن للازدحام تأثير في الزيارات بين الأهالي وحضور المناسبات والولائم واعتذار بسبب الازدحام أو التأخير بالحضور .

 ومع هذا الإزدحام والبطء في السير فنجد زيادة في تلوث الهواء كما أنه في ضوء حاجة المدينة والنمو المتزايد ومواكبة حجم الزيادة في الحركة المرورية وتأثيرها السلبي في الجوانب الاقتصادية والبيئية؛ فإن توفير النقل العام في المدينة أصبح ضرورة حتمية وأصبح قناعة لدى الجميع.

 أخيرًا لابد أن يؤخذ في الاعتبار أنه كلما قلت أعداد السيارات في المدينة يقل عدد الحوادث والتلوث ويقل الوقت المهدر في الطريق والتأخير واستهلاك الوقود وكل شيء له ثمن، فالوقت المهدر له ثمن، واستهلاك الوقود له ثمن أيضًا،