إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أسوار المدارس

القيادة خيط الحرير الناظم، وعنوان الدرس الصفي.

ما تعمد إليه مدارسنا، هو جعل العنوان الدال آخر ما يتم إقراره في تكوين المدارس؛ حيث يتم توفير المستلزمات والمبنى ثم الطالب والمعلم، وأخيرًا يتم إرسال (مدير) كخطوة تكميلية لم تخضع لمعايير مهنية أو قوة استبصار استشرافية لما تحلم به الجهة المرشِّحة لهذا القائد العشوائي.

العناية في اختيار قيادة مدرسية تحمل معرفةً وفكرًا متجددًا، مع قدرة تحويلية على إحداث تحولات نوعية سريعة، حيث الإمكان يورث الممكن.

يتنافس القطاع الخاص في التأثير وتكثيف الأرباح من خلال التباري في استقطاب أكفأ الطاقات البشرية المستنيرة، هذا ما نراه ونقرؤه كل يوم في الصحف والمجلات والشاشات، لكننا يندر أن نرى أو نسمع شيئًا من هذا في حقل التربية والتعليم الحكومي أو الخاص.

فرغم جذرية التأثير في التنمية الذي يحدثه التعليم إلا أن الوعي بخطر القيادات الرديئة أو التساهل في ترك هذا المنصب الحساس للتداول السهل، وعي لم يكتمل بعد.

القيادة هي الوصل والإبداع والعمل المنظم والمشاركة والتقييم الممنهج، والانفتاح على المألوف وغير المألوف. إنها إطار إنساني يتجاوز النمطية نحو أفق المأمول الإنساني الكريم.

ماذا لو لم يستغرق ظهور ثمار التربية وقتًا طويلًا؟ ماذا لو كان الحال سريع النتائج كحال السوق؟

حينها سنكون عجلين في أمرنا لتغيير القيادة واستبدالها بالأكفأ والأفعل.

حال الجهد التربوي والتعليمي بطيء النتائج، لكنه عميق بناءً أو تشويهًا.

القيادة التحويلية ليست النهاية لكنها خطوة أولى يعقبها خطوات في المكان والزمان، يصنعها قادة خلف القائد المدرسي.

مع القيادة تزول حواجز المدارس الجوانية والبرانية؛ جوانية في المدرسة، وبرانية بين مدرسة وأخرى. نعم، هو الانفتاح الذي يصنع تبادل المعرفة وتجددها واتساعها ونموها. انفتاح يغري بتنافسية إيجابية، تنافسية ناقدة تحتكم للأفضل والأتقن.

كان الإذعان شرط الاختيار؛ لأنه ضمان استقرار الهرميات المؤسسية، وضمان الولاء، في زمن العزلة والفضاء المغلق، زمن كثافة جهل المقارنة بوعي اللحظة. اليوم لا غطاء إلا اختيار الهُزال ورفض الوثب والاختيار.

يقول أندرياس شلايشر في كتابه (التميز العالمي) “لكل عصر اقتصادي ثروته الأساسية، وقد كانت هذه الثروة في العصر الزراعي هي الأرض، أما في العصر الصناعي فهي رأس المال، وفي عصرنا الحالي هي المعارف والمهارات وسمات الناس الشخصية”. ثروة لا يهيء ثورتها إلا القادة العظام، قادة الجرأة والتغيير والمسؤولية.

هذا ما نطمح إليه في وطن القِبلة، الوطن القِبلة. طموح ورجاء نحمله لكل زارع؛ فليغرس فسيلته، فإنها ستثمر في دنياه تفوقًا عربيًّا في اقتصاد المعرفة، اقتصاد الابتكار، اقتصاد الأخلاق.

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

[email protected]
حساب تويتر ‏Mansa2099@

مقالات ذات صلة

‫60 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88