إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تنائي المسافات.. وتقارب اللهجات.

 رغم تنائي المسافات ، وتغير الظروف والحالات ، وحدوث تغيرات في أنماط الحياة، وتشكل الدول الإقليمية في وطننا العربي ، إلا أننا نلمس إشارات لا تزال ثابتة تقترب من بعضها كثيرًا.
سأحاول هنا أن أجري مقاربة بين نقطة توافق بين الإنسان العربي في الجزيرة العربية وتحديدًا المملكة العربية السعودية ، ونظيرة الإنسان العربي في شمال أفريقيا وتحديدًا في دولة ليبيا.
هذه النقطة التي اخترتها لموضوعي، تعتبر أهم ما يمكن للإنسان أن يتواصل به، ويخلق تماسًا واضحًا مع غيره من البشر، ألا وهي اللغة والتي تعتبر أهم أداة للتفاعل البشري، في هذه النقطة نجد تقاربًا كبيرًا بين اللهجتين في السعودية وليبيا، خصوصا في إقليم برقة بليبيا ( الشرق الليبي) وهنا سأختار كلمات عشوائية من اللهجتين وتبيان مدى تقاربهما، مع الأخذ في الاعتبار عدم قدرتي على تحديد مناطقها في السعودية.
مثلا هناك كلمة دائمًا تطرق مسمعي منذ أن كنت صغيرًا لها جرس موسيقي جميل وهي ( من العايدين والفايزين ) أسمعها في السعودية بصوت مطرب العرب “محمد عبده” في أغنيته الشهيرة ، وهذه العبارة تلتصق بأذهاننا كلازمة مهمة في الأعياد بليبيا، لايزال كبار السن والأجيال القديمة تستعملها في هذه المناسبات.
أيضا الإبل في ليبيا والسعودية تشكل مورورثًا مهمًا، وتتطابق أوصاف الإبل في البلدين مثلًا عبارة ( حاشي ) نجدها في كليهما للتعبير عن صغار الإبل.
أيضًا من طرائف الكلمات في اللهجتين الليبية والسعودية ، هي ما وجدته من توافق في المعنى تاما في كلمة ” أملط ” فهي تعني من ضمن معانيها الرجل الذي لم ينبت له شارب أو لحية .
من غرائب التوافق وجدت أيضا عبر شبكة الانترنت، كلمة يتم تداولها في السعودية وأيضا في ليبيا، وهي ذات أصول إيطالية وهي كلمة ( بسطــاردي ) هذه الكلمة تقال بكثرة في ليبيا عامة، نظرًا لوجود الاستعمار الإيطالي فترة بليبيا، وهي تعني في ليبيا نفس المعنى الذي وجدته باللهجة السعودية وهو معنى ( النذل ) .
أيضًا وجدت كلمة ” مواعين” للدلالة على الصحون في اللهجة السعودية، وهذه الكلمة لها نفس المعنى في لهجة ليبيا خصوصًا في إقليم ( طرابلس الغرب) أو غرب ليبيا .
ومن أطرف الكلمات التي تتوافق في المعنى بين اللهجتين ما وجدته من توافق في كلمة ( صْفَقهْ على وجهه ) وهو نفس المعنى أي ضربه على وجهه، وحتى كلمة ( كف ) تعبيرًا عن الصفع أيضًا بنفس المعنى في اللهجة الليبية.
كما أثارتني كلمة ( شْلونك ) في اللهجة السعودية للسؤال عن الحال ، وهي في ليبيا موجودة بلهجة أهل برقة “شرق ليبيا” رغم أنها بدأت تندثر من الأجيال الحالية إلا أنني أدركت زمن استعمالها بكثرة في مناطق شرق ليبيا.
أيضًا التوافق الغريب والذي ربما لا يتطابق إلا في اللهجة السعودية ولهجة ليبيا من إقليم برقة، هي كلمة ( مردود ) فهي بنفس المعنى ، وللتوضيح أكثر تقال على الباب ( الباب مَرْدودْ ) أي موارب ليس مقفولًا أو مفتوحًا.
ختـــاما…. هذه مُصافحة عابرة بين لهجتي القطرين السعودي والليبي، أمل أن تكون فاتحة لبحوث أكثر عمقًا وتطورًا؛ لرصد مدى التقارب بين القطرين في مختلف المناحي الحياتية.

— ———————————–

بيت القصيـــد للكاتب / عبدالعزيز الرواف *

*كاتب وصحفي من ليبيا

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اسلوب طرحك لقضية اللغة اللهجات منفرد
    اعجبني النقاش والحماس لثل هذه القضية
    لك تحياتي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88