شكلًا ومضمونًا

إِقدام البنك المركزي الجزائري على خُطوةِ تغيِير شكلِ العملة الخاصّة بفئة 2000دج، تعتبر التفاتة تاريخيّة لأبطالٍ فجّروا ثورةً عظيمةً، ونحن اليوم نحتفل بالذكرى (58) لِعيديْ الاستقلال والشباب، فضلًا عن كونها تحاول لمّ شمل الجزائريين، وهذا ما يجعل لها رمزية وقيمة معنوية لا نُنكِرُها.

فكثيرًا ما أدخلت تلك الصور المتواجدة على عملتنا مِنْ (فِيَلةٍ وغِزلانٍ …) وغيرها مِن أشكال الحيوانات، الإحباط لدى المواطن الجزائري؛ الأخير الذي لا يعتبرها في قرارات نفسه ووطنيتِهِ التي يحملها في قلبهِ ونبرتهِ، يجاهر بها وبحبه ووفائه وإخلاصه لإرثِ الأجدادِ والآباءِ، مجدِّدًا بذلك عهده معها، على أن يحميها بالغالي والنّفيس، ويقف في سبيلها أمام وجوه أعداء الوطن في الخارج والمندسين منهم في الداخل، ولو كانوا من أبناء جلدته، فالحُرُّ لا يرضى إلاَّ بحُرٍّ على شاكلته -لا يعتبرها- تَمُتُّ بصلةٍ إلى أصالته وتاريخه الثوري النضالي المجيد.

ما يحدث نهار اليوم (05 جويلية 2020) وهي كما سبق وذكرت، الذكرى (58) للاحتفال بالذكرى الوطنية المجيدة لعيديْ الاستقلال والشباب، هو عبارة عن ردّ اعتبار لأولئك الأشاوس الأبطال المغاوير، الذين رخّصوا أرواحهم من أجل إعلاء راية الحق أولًا، وردع آلة الاستدمار الفرنسي الغاشم، الذي يعيش حسبي هذه الأثناء، لحظات عصيبة ومؤلمة، كيف لا؛ وهو يُسلِّم رُفاتَ وجماجم أبطال الجزائر، الذين فاق عددهم (150) جمجمة، تحتجزها فرنسا البغيضة، الناقمة، الحاقدة، والمغتصبة لأرضٍ يُذكر فيها اسم الله بكرةً وأصيلًا.

هي لحظات استثنائية؛ حريٌّ بنا جميعًا الوقوف عندها، واستنباط دروسٍ وعِبرٍ منها، فيالها من رمزية ميّزت عيد استقلال هذه السنة، ويالها من مفخرة ورسالةٍ تدعو إلى التمسك الشديد بحبِّ الجزائر، كما تدعو إلى ضمِّ الصفوف أكثر فأكثر، وتوحيد الكلمة والجهود، من أجل الوقوف والتصدي للمتربصين بهذا الوطن شرًّا.

من جهةٍ أخرى، لو تحدثنا عن القيمة الاقتصادية للدينار الجزائري، فنحن بحاجة ماسة إلى الرفع من قيمته لأن وضعه الحالي لا يَسر، وكما وجّهت الحكومة أنظارها إلى الشكل وغيّرته وأحسنت اختيار رموزٍ يعبّرون بحق عن تاريخ الجزائر، فكُلُّنا أملٌ في أن تخص مضمون الدينار الجزائري بالاهتمام والعمل بجد؛ ليستعيد قيمته التي لا نجدها إلاَّ منحدرةً أمام غيرها مِنَ العملات.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت