إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

العولمة والنظام الدولي في ظل كورونا

من المتعارف عليه دوليًّا، أن العولمة تهدف إلى اتحاد الدول والأنظمة الدولية في مواجهة التحديات والأزمات والأخطار؛ مكونة عالمًا واحدًا للتصدي للأمراض، والكوارث الطبيعية، والجوع، والفقر.

ويكمن هنا السؤال: هل حققت العولمة هدفها في ظل جائحة كورونا؟

لقد أعطتنا جائحة كورونا درسًا قاسيًا؛ فقد أظهرت هشاشة العولمة على العلاقات الاقتصادية الدولية، ولوحظ تأثر كثير من البلدان بسبب سوء العلاقات الاقتصادية في الأنظمة الدولية وانخفاض هائل في التجارة الدولية. وهذا يحتم علينا إيجاد حلول من شأنها تدارك وهْم العولمة التي لم تؤتِ ثمارها، وذلك من خلال:

١- تعزيز التشاركية داخل الأنظمة الدولية من خلال إيجاد بناء مفهوم التشاركية بين كافة المؤسسات في الدولة، والتي ترمي إلى التمكن من تحقيق الاستقرار الاقتصادي.

٢- الحفاظ على التنمية الاقتصادية من خلال تحديث النموذج الاقتصادي القائم في هذه الأنظمة.

٣- تغيير العديد من المفاهيم الخاصة بتعريف السياسات الاقتصادية.

٤- الاهتمام بالتنمية المجتمعية لكي يرتقي اقتصاد هذه الأنظمة إلى مستوى التحدي، ويعني ذلك (الاعتماد على الذات)

٥- وضع إستراتيجية جديدة في تحقيق التنمية الاقتصادية تبنى على أساس الاعتماد على الذات في تدعيم جهودها الوطنية وذلك من خلال:

أ- الاعتماد على الإنتاج المحلي.

ب- خلق فرص جديدة لزيادة الصناعات المكملة للصناعات الحالية.

ج- دعم التكنولوجيا، والحد من تسرب الكفاءات المحلية ورأس المال إلى الخارج.

د- اعتماد هذه الدول على مواردها الأساسية والتركيز الشديد عليها مثل: قطاعات السياحة، والاستثمار، والتنقيب، والزراعة، بحيث تصبح هذه الدول منتجة لا مستهلكة وتحقق مفهوم الاعتماد على الذات.

وبعد ثبوت وهم مصطلح العولمة، وجب على هذه الأنظمة تحويل جائحة كورونا من تحديات إلى فرص اقتصادية؛ فقد شاهد العالم تقوقع الدول على نفسها، فالعولمة بحد ذاتها لم تكن قرارًا اتخذته قوى عالمية، فالعولمة مرحلة من مراحل تطور المسيرة الإنسانية، أتت تتويجًا لعصر الرأسمالية والنيوليبرالية، سبقتها مراحل وستتبعها مراحل.

ومن المؤكد أن هذا لا يعني أننا يجب أن نتوافق جميعًا مع نموذج واحد للتطور والوجود، وهو أمر تتجنبه الطبيعة البشرية، لكن النظام العالمي المستند إلى القواعد يمكن أن يعني أيضًا وجود مقياس للشفافية والمشاركة الدولية في صنع القرار والتدفق الحر للمعلومات، وتقاسم منهجي للموارد العلمية والتكنولوجية للتعامل مع حالات الطوارىء العالمية.
فالقارىء لمجلة الايكونومست الأسبوعية البريطانية في عددها الصادر بتاريخ 21 مارس، والمشاهد لغلافها، حيث وجدت صورة مبكية مثلت واقع العولمة بصدق وهذه الصورة كانت للكرة الأرضية وكتب عليها بالخط الكبير (مغلق closed)، وذلك في إشارة إلى مناخ الانغلاق والانكفاء على الداخل، الذي أصاب أغلب دول العالم وأدى إلى إغلاق الحدود البرية ووقف خطوط الطيران وانتهاء حركة سفر البشرية والعديد من السلع والبضائع وتأجيل الأنشطة الرياضية العالمية والقارية.

وهنا أقف وأؤكد على ضرورة الاعتماد على الذات ووضع قواعد جديدة للعولمة مع حرص النظام الدولي بالكامل على الالتزام بهذه القواعد لتكرار فشل العولمة في التعامل مع أزمة جائحة كورونا، وأي أزمة أخرى في المستقبل.

المحامي والخبير الدستوري/ د. زياد العرجا

مقالات ذات صلة

‫70 تعليقات

  1. العولمة تهدف إلى اتحاد الدول والأنظمة الدولية في مواجهة التحديات والأزمات والأخطار؛

  2. الحفاظ على التنمية الاقتصادية من خلال تحديث النموذج الاقتصادي القائم في هذه الأنظمة

  3. وضع إستراتيجية جديدة في تحقيق التنمية الاقتصادية تبنى على أساس الاعتماد على الذات

  4. ووقف خطوط الطيران وانتهاء حركة سفر البشرية والعديد من السلع والبضائع وتأجيل الأنشطة الرياضية العالمية والقارية

  5. ووقف خطوط الطيران وانتهاء حركة سفر البشرية والعديد من السلع والبضائع وتأجيل الأنشطة الرياضية العالمية والقارية

  6. كل واحد ساعة الجد بيقول نفسي وفعلا دة اللي حصل حضرتك ذكرت حقيقة ثبتت اكاذيب الأفكار التي يدعون لها على مدار سنين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88