يحدث في الجزائر.. هاشتاق يكتسح فضاءات التواصل الاجتماعي ويندد باستغلال الشعراء
أطلق الشاعر الجزائري”طارق خلف الله” رئيس جمعية بسمة الثقافية بولاية بسكرة، أمس الجمعة، هاشتاق “أنا شاعر أنا لا أشارك في الملتقيات مجانًا” منددًا من خلاله بعقلية الاستغلال التي تنتهجها المؤسسات الثقافية العمومية، وبعض الجمعيات المدعمة من طرفها على المستوى المحلي والوطني.
الجزائر/ طارق ثابت
جاءت هذه الخطوة الجريئة، على ضوء واقع سوداوي، يعيشه قطاع الثقافة في الجزائر، انعكس سلبًا على المثقف الجزائري عموما، والشعراء خصوصًا، الذين كثيرًا ما يتكبدون عناء التنقل من ولاية إلى أخرى، تلبية لدعوات رسمية تصلهم، محاولة منهم الارتقاء بالفعل الثقافي الجزائري، وإبراز الوجه المضيء له، إلا أن هذه الجهود الشخصية “لا تُكلّلُ حتى بتعويض مادي بسيط، يَحفظ للشاعر الجزائر كرامته وماء وجهه” على حد قول محدّثنا
الهاشتاق، انتشر كالنار في الهشيم؛ حيث تداوله الشعراء والمثقفون، وتفاعلوا معه من مختلف ولايات الوطن عبر صفحاتهم الفيسبوكية، على غرار ولايات (باتنة، ميلة، ورقلة، الجلفة، وغيرها)، مؤكدين مقاطعتهم التامة وعدم مشاركتهم مجددًا في أي ملتقى، أو أمسيةٍ شعرية، أو أي حدث ثقافي يُنظَّمُ داخل أو خارج الوطن، من طرف أي جهة رسمية، دون تعويض مادي يتم الإتفاق عليه سلفا -حسب ما نُشر على صفحة ذات المتحدث-، مضيفا: أعتقد أننا نحتاج احترام أنفسنا أولا لنعيد هيبة الشعر.
هذا، واستنكرت شريحة واسعة من النشطاء الثقافيين الجادين، التهميش والدُّونية في معاملة الشعراء خصوصًا، معتبرين ما يحدث استغلالًا واضحًا لهم، فيما ذهب بعضهم إلى أبعد من هذا، في مقارنة منطقية بين دعوة فنان ليغني بمقابل مادي مرتفع جدًّا، ودعوة شاعر له اسمه ووزنه بالمجان! متسائلين: أين الخلل ولماذا يهان الشعر والشعراء؟
جدير بالذكر،وأن جمعية بسمة الثقافي -الدوسن- ولاية بسكرة (الجزائر) تُعد من الجمعيات الرائدة في الفعل الثقافي (محليًّا، ووطنيًّا، ودوليًّا) استطاعت في ظرف زمني وجيز تبني مشروع “أيام الدوسن الأدبية” الذي استقطب شعراء ومثقفين من داخل وخارج الوطن، على غرار شعراء من المملكة السعودية وجمهورية سوريا؛ أين يتم التحضير لطبعته الخامسة على التوالي -الأخيرة التي تحمل الكثير من الجديد و المفاجآت- حسب تصريح لرئيس الجمعية طارق خلف الله، لتكون انطلاقتها مباشَرة بعد رفع الحجر على الأنشطة الثقافية في الجزائر.
