سكبٌ ونبتة

أسكبُ في وعاءِ الأيام ماءً زلالاً
تسكبُ الأيامُ في جعبتي شرابًا مختلفًا ألوانه
تسكبني الخبراتُ فرحًا أو ترحًا في شريطِ الزمن

الكلُ يسكبُ ويملأ
إلا أن انثيالَ التفاؤلِ فيما أسكبُ يجعلهُ سكبَ خير
وتأرجحُ سكبِ الأيام ما بين وابلِ سعدٍ ووابلِ ضِيقٍ يجعله وفقَ محتواه

وذكرياتي تغزوني نهارًا وتدكُ حصوني ليلًا
وقد أفتحُ لها بواباتِ وجداني فتلجُ مسرعةً كطيورٍ فرت من أسرٍ وقفص

ما كان همًّا بالأمس هو ذكرى اليوم
وما كان نشوةً وحبورا في الماضي هو ذكرى كذلك
تتساوى المعطياتُ بعد فواتِ الزمن
فلا يعودُ المثيرُ مثيرًا ولا الباعثُ باعثًا

فقط عناوين باهتة مُحيتْ بعضُ حروفها في ورقةٍ مهترئة من كتابٍ عتيق..

لهذا إن حاصركَ حزنٌ وألم الآن لا تتركه يبتلعك
وإن داهمك فرحٌ وجذلٌ اليومَ فاحتضنه مُقَبِّلا

عِشْ راضيًا
شمسُنا حاضرة
وماؤنا وفير
والتربةُ خصبة
غدًا تنبتُ زهورٌ جديدة
وتستمرُ الحياة

بقلم/ د. فاطمة عاشور