إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

مجموعة قصص قصيرة جدا جدا.. للأديب: خلف القرشي

شهرزاد

اكتنفت شهرزاد في الليلة السابعة حالةٌ من الملل والاكتئاب. حكت لشهريار من غير ما حماسٍ. أنهت الحكاية بلا تشويقٍ. تمنَّت وتوقعت أن يقتلها.
لكنًّه قبَّلها. وأذهلها بقوله:
“من الحماقة قتل إنسانٍ لم يعد لديه ما يحكيه”

خَرَاجٌ

مات الرشيد وهو يتساءل لماذا لم يصله خراج سحابة معينة. ويوم اجتاح هولاكو بغداد، ورمى بالكتب في النهر، ارتسمت على وجه الماء عبارة بالحبر الأزرق:
“أنا خراج تلك السحابة الذي لم يصل الرشيد”!

حِمَارٌ

تنامى إلى سمع الحمار سخريةً من صوته المُنْكَرِ؛ قرر أن يتعلم اللغة البشرية. عَلِمَ صاحبه بذلك؛ انتابه قلقٌ من أنَّ الحمار قد لا يكون مطواعًا له عندما يتقن اللغة. أقبل إليه ليتأكد. رحبَّ به الحمار مغنيًا:
“امتطيني سيدي”!

أطلالٌ

أراد أن يزور مراتع صباه التي تبعد عن مدينته حوالي مئتي كيلومتر، ليتذكر أيام صَبْوَتِه، وليالي عشقه لإحدى الحسناوات، وبقائهما ساعاتٍ يوميًّا قرب رجمٍ عالٍ هناك. ألَّحت عليه الرغبة، فصارت هوسًا.
طلب من صديقين أن يرافقاه، فلبيَّا رغبته حياءً ومجاملةً. كان في ذهنه أن يقول لهما عند وصولهم الرجم: “قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل”. ولما وصلوا، وجدوا قصرًا شامخًا محاطًا بأسوارٍ عاليةٍ. دنا من القصر أكثر وأكثر، ثم شرع في تسلق أحد الجدران لعلّه يرى رجم عشقه الأول، أو مكانه على الأقل، أراد أن يشمَّ قليل عبقٍ منه.
فجأةً أحاط بهم حراس القصر، واعتقلوهم جميعًا؛ حاول أن يشرح لهم سبب مجيئه، فسخروا منه، ثم ما لبثت الشرطة أن حضرت واقتادت الثلاثة للتحقيق معهم بتهمة تسلق القصر الصيفي لسيادة الرئيس.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

الكاتب والمترجم/ خلف بن سرحان القرشي

#خلف_سرحان_القرشي 

السعودية – الطائف – ص. ب 2503  الرمز البريدي 21944

ايميل:  [email protected]

تويتر @qkhalaf

مقالات ذات صلة

‫56 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88