إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

عزة الإسلام وأهله.. يا من تبحثون عن العز بغيره

الحمد لله الذي جعل خاتم أنبياءه منا، وجعلنا حملة دينه، وبهذا جعلنا خير أمة، قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

عندما يتتبع العاقل مجريات الأحداث منذ خلق الله الأرض ومن عليها، يجد بأن الخير موجود والشر موجود، وهذا من الحكم الكونية التي جعلها الله لحِكم سابقة في علمه سبحانه وتعالى. ولكن الله سبحانه وتعالى عندما أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم، جعل رسالته خاتمة، تحتوي على كل ما يحتاجه الإنسان على هذه الأرض لكي يعيش بكرامة، ويكون ممن يعمرون الأرض بالخير والصلاح، وهنا سوف أستعرض معكم بعض المشاهد والعبر من الدين الإسلامي وأهله عبر الأجيال:

المشهد الأول:

والذي لا مثيل له في تاريخ البشرية لما دخل الرسول -عليه الصلاة والسلام- مكة فاتحًا، وقف عند باب الكعبة وسأل: “أين بلال؟” وقال: “نادوا لي بلالا”.

ثم قال: “والله يا قريش ما زلت أذكر اليوم الذي كنتم تعذبون فيه بلالا عند باب الكعبة”، فلما حضر بلال قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: “أدخل يا بلال، فلا يصلّينّ معي أحدٌ في جوف الكعبة إلا أنت (فكان ذلك تكريمًا وتشريفًا له وردًّا لاعتباره على ما ناله من العذاب في أول إسلامه)

وبعد الصلاة في جوف الكعبة قال الرسول ﷺ لبلال: “تعال فاصعد على ظهرها”!، يعني الكعبة، فلما حاول الصعود ما استطاع لارتفاع سقفها، فنظر رسول الله ﷺ فإذا بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما أقرب الصحابة إليه، فطلب منهما الرسول ﷺ أن يحملاه.. فوضع بلال الحبشي الأسود رضي الله عنه رجله اليمنىٰ على كتف عمر، واليسرىٰ على كتف أبي بكر، وصعد على الكعبة، فقال الرسول ﷺ : “يا بلال، والله الذي لا إله غيره، إن هذه الكعبة عند الله لعظيمة، ووالله إنك اليوم عند الله أعظم وأشرف منها”.

فأذّن بلال الحبشي وهو فوق الكعبة بنداء التوحيد في جيش قوامه 10.000 رجل فيه أسياد العرب وأشراف الصحابة. هذا دين محمد الذي يعطي كل ذي حق حقه، لا فرق بين أعجمي ولا عربي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى، فلماذا نجد منا من يرى بأن قوانين الغرب الكافر، وما يزرعونه في عقول الناس عن طريق إعلامهم وأفلامهم بأنهم الأمة العادلة. انظر كيف التفرقة العنصرية التي يتوارثونها كابرًا عن كابر، بل يزرعون في أبنائهم الحقد والفوقية.

المشهد الثاني:

عندما حضر الفاروق (الخليفة الراشد عمر بن الخطاب) -لعنة الله على كل من يلعنه أو يسب أحدًا من صحابة محمد ﷺ- لاستلام مفاتيح بيت المقدس (كان هو وخادمه فقط، وقد كانوا طول الطريق يركب عمر تارة على البعير وتارة يركب خادمه، فلمّا اقتربوا من الدخول لبيت المقدس كان دور الخادم يركب، فقال: يا أمير المؤمنين لعلك تركب وأنا أقود البعير. قال: أو ليس دورك؛ إذًا أنت تركب وأنا أقود البعير. فوصل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب يقود البعير وخادمه راكب) وهنا تتجلى عظمة الدين الذي وقر في القلب؛ فعلم أن العدل هو أساس الحكم، هذا دين محمد ومنهج أصحابه، فلا يغرنك المتشدقون.

المشهد الثالث:

عندما ذهب الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- لأمريكا في الستينات الميلادية لحضور مؤتمر في الأمم المتحدة وقد حصل وخرج هو والوفد المرافق له إلى مطعم قريب من مبنى الأمم المتحدة وقد كان معه ضمن الوفد رجل أسمر فرفض المطعم خدمته؛ لأن العنصرية في أوجها ضد السمر في أمريكا، فقام الملك وخدمه بنفسه، فقال الرجل: يا جلالة الملك، قال: ليعلموا أن ديننا لا يفرق بين ألوان البشر. غفر الله للملك فيصل وحفظ السعودية وجميع بلاد المسلمين.

ما يحدث في أمريكا هو ليس وليد اللحظة فهو نتيجة لتربية دامت قرون من جيل إلى جيل، يرون أنهم الأفضل والأذكى والأجدر بالسيادة، وأن الأمم الأخرى خُلقت لخدمتهم.

ألا يعلمون بأنهم كانوا يعيشون في عصور الظلام والجهل في أوروبا حتى جاء العلم على أيدي المسلمين، والعدل والتطور والحضارة المبنية على أسس العقيدة فأنقذتهم.

أخيرًا.. أقول هذا غيض من فيض، من عظمة الدين الإسلامي وأهله.

أعيدوا النظر في حضارتكم ودينكم وآدابكم، ولا تلبسوا ثياب أعدائكم وتتخلقون بأخلاقهم.

بقلم/ م. محمد الأصلعي

مقالات ذات صلة

‫85 تعليقات

  1. سلمت يداك إيها الكاتب
    نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فلو ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله
    عمر بن الخطاب

  2. “أعيدوا النظر في حضارتكم ودينكم وآدابكم، ولا تلبسوا ثياب أعدائكم وتتخلقون بأخلاقهم.”
    صدقت

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88