أخبار حصرية

الهيئة الملكية بالجبيل تساهم في الاحتفال بيوم البيئة 2020

بينما يعيش معظم سكان العالم فترة الحجر الصحي بمنازلهم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، نجد أنفسنا على موعد بعد عدة أيام مع مناسبة بيئية هامة يحتفل بها العالم أجمع في الخامس من يونيو كل عام، وهي “يوم البيئة العالمي”، ومفهوم حماية البيئة يبدأ من المنزل ويمكن لجميع أفراد المجتمع المساهمة والمشاركة في المحافظة على البيئة من خلال عدة طرق، مثل ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وتقليل النفايات.

الجبيل الصناعية / عبد اللطيف المحيسن

وبالرجوع إلى الماضي، نجد أن عام 1972م كان عام التغيير في السياسات البيئية العالمية، إذ عرف هذا العام باجتماعات عديدة سعت لمناقشة مواضيع بيئية مختلفة، وتضمين لقضايا بيئية في السياسات الدولية، وتم على ضوء تلك الاجتماعات الاتفاق على إقرار يوم عالمي للبيئة تسعى من خلاله الأمم المتحدة إلى إحياء هذا اليوم وتحقيق العديد من المكاسب في المجال البيئي.

وتتمثل المكاسب في زيادة وعي المجتمع والشركات بضرورة الحفاظ على البيئة، من خلال ورش العمل التي ينظمها البلد المستضيف بمشاركة كافة المهتمين في مجال البيئة على الصعيد العالمي، وتقييم المكتسبات والمشاريع التي تم التخطيط لها والتي أُنجزت خلال العام، وتقديم اقتراحات وتوصيات جديدة لتحقيق المزيد من التقدم والتطور مستقبلًا، والمصادقة وتقديم الدعم للمشاريع الهادفة لحماية البيئة، والمساهمة في تحفيز الوعي البيئي، وتشجيع المساهمة الجماعية في الحفاظ على مكونات البيئة.

ووقع الاختيار على دولة كولومبيا بالشراكة مع دولة ألمانيا لاستضافة يوم البيئة العالمي لهذا العام، تحت شعار “حان وقت الطبيعة”، إذ تُعرف كولومبيا أنها واحدة من أكثر دول العالم تنوعًا بيولوجيًّا، كما تُعتبر موطنًا للعديد من أنواع الطيور والبرمائيات النادرة.

ولأن العالم يواجه أزمة انتشار Covid19، فإن فعاليات هذا اليوم لن تكون بوتيرتها المعهودة، بل سيتم الاكتفاء بإحياء هذا اليوم على منصات التواصل الاجتماعي بمشاركة معظم سكان العالم. والفائدة الكبرى التي يمكن تقديمها هي توضيح مصطلح ومفهوم التنوع البيولوجي، وكيفية تحقيق هذا التنوع ومدى تأثيره وأبعاده على صحة وسلامة البيئة، ولماذا تم اختياره موضوعًا لهذا العام؟ وهل هو مهم إلى هذه الدرجة؟

ويعتبر النظام البيئي الصحي نظام غني بالتنوع البيولوجي، وذلك ضرورة لضمان عيشنا في بيئة آمنة، فهو عامل أساسي يحد من تلوث الهواء والماء، وشهد العالم هذا العام  حرائق عديدة في غابات الأمازون، والتي تسببت في موت العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض، وبذلك أصبحنا معرضين لخلل في ميزان التنوع البيولوجي العالمي، مما سيلقي بآثاره السلبية على المجال البيئي. كما أن أزمة (Covid19) أكدت مرة أخرى على أن مختلف الفيروسات التي من الممكن أن تودي بحياة البشر مصدرها حيواني، ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن تدميرنا للتنوع البيولوجي سيخلّف آثارًا كارثية من الممكن تجنبها، ففقدان التنوع البيولوجي دمر نظام الحياة وأتاح إمكانية نقل الأمراض وضاعف فرص انتشارها بسرعة مخيفة.

ويعد الطعام والماء والهواء مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالتنوع البيولوجي، ففي كل يوم يتم إنتاج أكثر من نصف الأكسجين الذي نحتاجه من قبل النباتات البحرية المهددة بالانقراض بسبب التلوث الذي تشهده مختلف محيطات العالم، مما سيحدث اختلالًا في التوازن البيئي العالمي. والشجرة الواحدة تمتص حوالي 22 كيلوجرامًا من ثاني أكسيد الكربون، وتمدنا في المقابل بالأكسجين، لكننا مع الأسف نساهم في المزيد من قطع الأشجار، والرعي الجائر، ما يؤدي إلى تدمير النظام البيئي وتفاقم الأزمة.

ووصلت العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض أو التي انقرضت بالفعل لهذه المرحلة، بسبب تهور الإنسان؛ لذا وجب إعادة التفكير في طرق عيشنا ونمط استهلاكنا، كما أن التغير المناخي يساهم بجزء كبير في تدمير التنوع البيولوجي، ونجد انعكاساته السلبية على حياة الإنسان في الحصول على الأساسيات والضروريات التي يحتاجها للقيام بنشاطاته اليومية من هواء نقي وماء عذب وأكل صحي. وهنا تأتي أهمية المحافظة على التنوع البيولوجي للحد من تلوث الهواء وتجنب التغير المناخي، وهذا ما سعت إليه الهيئة الملكية للجبيل وينبع من خلال تبني عدة سياسات وبرامج مستدامة للمحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية.

وقامت إدارة حماية ومراقبة البيئة بالهيئة الملكية بالجبيل، بعمل دراسات تقيم الأثر البيئي للمشاريع الصناعية واستخدامات الغاز الطبيعي كالقيم لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي واستخدامها في أعمال البستنة والتشجير، لري أكثر من مليون ونصف شجرة وشجيرة وأكثر من 2 مليون متر مربع من المسطحات الخضراء، إضافة الى اعتمادها برنامج رقابي صارم مستند على معايير بيئية عالمية للمحافظة على صحة وسلامة البيئة من تبعات التوسع الصناعي، من منطلق أن المحافظة على البيئة محافظة على الإنسان.

ويأتي هذا كله من خلال برامج رقابية متعددة ودقيقة وشاملة تختص بجودة الهواء والأرصاد الجوية، وجودة مياه الخليج، ومراقبة المياه الجوفية، ومراقبة مياه الصرف الصحي والصناعي وقنوات التبريد بمياه البحر، ومراقبة مياه الري والنفايات الصناعية، ومراقبة الضجيج بالمنطقة الصناعية والسكنية في مدينة الجبيل الصناعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88