إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تنبؤات الحمقى أم هذيان مثقف

عندما تجعل حياتك ومستقبلك رهن تنبؤات، وأفكار، وأحلام، ورؤى شاهدها الصالحون ويفسرها أهل الصلاح وأنت فاغر فاك تنظر ذات اليمين وذات الشمال، فأنت تسلم عقلك وكل ما وهبك الله لغيرك، يتلاعبون بك، بأحلامك، بوقتك، بمشاعرك، ويستنزفون طاقتك وكأنك أسير تنتظر يوم الإفراج عنك ورحمة سيدك.

الملاحظ بأن وسائل الإعلام بكثرتها لم تعد بتلك المصداقية والرزانة وتحري الحقيقة، فهي تستطيع أن تنشر خبرين لشخص واحد، يتنبؤ هنا بشيء، ويأتي بعكسه تماما هناك، ويعلم بأنه لن يُسأل كيف ولماذا.
طالما الإعلام يفرد كل هذه المساحة ليقولوا ما يشاؤون لعلهم يلحقون بالخبر اليقين الذي لن يأتي ونحن نسير خلف أكاذيبهم وتخبطاتهم وسبقهم المحموم المتورم المشؤوم المتفرد في شيء واحد فقط، الكذب نقلًا عن فلان ابن فلان في جزيرة الموتى تحت أحافير  المدفونين أحياء دون أن ينطقوا حرفًا واحدًا، فهذا ما صنعت أيديكم فذوقوا صنيعة إعلامكم.

يستضيف أحدهم رجلًا لأتعرف أيهم أقرب نفعًا للبشرية،
الديك أم هو، فيقول: “سرك في ديك أعور، فطوره اليوم سبع حبات من الشعير، ولون عرفة أزرق يميل إلى اليسار دائمًا، فلعله خليفة من الجن؛ خذ ريشة واحدة فقط واقرأ عليها ما تيسر من الشعر «إذا ما الجهل خيم في بلاد، رأيت أُسُودَها مسخت قرودا»”.
رحم الله الرصافي؛ لم يكن يعلم بأن تسود القرود ويعلو شأنها.

فماذا تقول ونِسَب المشاهدة غير متوقعة من أجل من ينبئ بنهاية العالم في يوم الأحد عندما تشير ساعته إلى خلو عقولنا من احترام ذواتنا، وهو يستمر في الهذيان ونحن نربط الأحداث ونعود إلى أقواله نستشهد بها، كل هذا الخواء الفكري يصاحبه شعور بأس وتَرقُّب مُخِيف للمستقبل؛ فنقع ضحية صراع العقل وهوى النفس في سماع ما قد تتوق إليه من أحداث مستقبلية لن تشاهدها إلا على صفحاتهم ومن خلال عروضهم الإعلامية التي يديرها محترفو الإعلام الرخيص.

الظواهر تحدث ويرافقها أزمه أو فعل غير متوقع وهنا لن تجد مفرًّا من ظهور الخوارق والنواطق وأصحاب الكرامات، ومن صام دهرا ثم عاد فيلسوفًا يصنع الحدث ونقيضة بناءً على دراسات في إحدى غرف منزله العامر بالكذب وقصاصات بقايا إنسانيته.

ومضة:
التفاصيل الصغيرة تخلق الريبة والشك.

يقول الأحمد: “لا تظن بأن الجميع سيبادرك بالتهنئة.. فتقف طويلًا هنا”.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الكاتب/ عائض الأحمد

مقالات ذات صلة

‫79 تعليقات

  1. الظواهر تحدث ويرافقها أزمه أو فعل غير متوقع وهنا لن تجد مفرًّا من ظهور الخوارق والنواطق وأصحاب الكرامات، ومن صام دهرا ثم عاد فيلسوفًا يصنع الحدث ونقيضة بناءً على دراسات في إحدى غرف منزله العامر بالكذب وقصاصات بقايا إنسانيته.
    اتييت بما كنت اردده دهرا

  2. وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك

    ونتمتع بما يزرعه قلمك

    من فن وإبداع متقن

    تقبل مرورى وشكرى

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88