زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

الضحية والجلاد

عندما نذوق مرارة الإخفاق ونتجرعُ علقم الفشل في تحمل المسؤولية الكاملة لإنجاز مهمّة ما، فقد يتجه تفكيرنا (ومع الأسف) نحو تقمّص دور الضحية، ونؤمن بنظرية المؤامرة، ثم ننحدر نحو جلد الذات واللوم الذهني لنتوسع قليلًا، ومن ثم نلقي عدم نجاحنا على (العدو الوهمي) الذي يترصّد لنا في دروب تميزنا، ويقطع طريق تفوقنا، حتى تقوقعنا في داخل بوتقة الإحباط، وحصرنا أنفسنا في حيّز التثبيط، فخارت قوى النجاح، وتلاشت مكامن الإنجاز.

إن الإيمان بنظرية المؤامرة أو تصديق خرافتها لهو نتاج الشعور بالعجز في مواجهة الواقع ومجابهة صعوباته، والتكيف مع متغيراته ومستجداته، وعلينا أن نعي أن النجاح الحقيقي رحلةٌ شاقة؛ علينا أن نتعامل معها بعقلية المدى البعيد والتفكير المستقبلي، وتنقية الفكر من شوائب الخمول العقلي والكسل الذهني، والبعد عن ممارسة دور الضحية وتقمص ثياب النظرة الدونية القاصرة لأعداء النجاح ومحاربي التميز، وذلك بامتلاك زمام السيطرة على مكامن الإنطلاق الذاتي والعمل على (تمتين) نقاط القوة في داخلنا، وكذلك تحمّل مسؤولية قراراتنا وخياراتنا المتعددة في شؤون حياتنا، والتحلي بالثقة والشجاعة بعيدًا عن التردد المضطرب والخوف غير المبرر عند مواجهة المشكلات ومجابهة العقبات، مع عدم إغفال كسب احترام الآخرين وتقديرهم حتى نصبح أهلاً للثقة في نظر الجميع، وأن نفتح آفاقًا جديدة مع أنفسنا لندير مهامنا بكفاءة مكتسبين مهارة التغيير وثقافة التطوير، وأن نكون بمنأى عن وصفة الفشل (نظرية المؤامرة)، فالحياةُ قد لا تسير بما نرغب، ولا بالطريقة التي نريدها، ولذا يجب علينا أن نتحمّل كامل المسؤولية ونترك دور الضحية؛ لنحقق ما نصبو إليه ونرتقي نحو سماءات النجاح، وننطلق نحو مداءات التفوق بثقة وثبات.

بقلم/ سعيد عبد الله الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88