قصة “الاستعداد لرمضان في زمن الكورونا”
جمع الأب أسرته بعد أن أدوا صلاة القيام في المنزل، التزامًا بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، يحدثهم عن فضل شهر رمضان الكريم.
هتون / فاطمة الزهراء علاء
قال محمد بحزن: يا أبي كنا نقضي شهر رمضان في صلاة الجماعة وصلاة القيام في المسجد، ولكن الآن لا صلاة في المساجد، فكيف نفرح برمضان؟
الأب: يا ولدي شهر رمضان شهر احتفاء بالطاعة وليس بالمظاهر، ولله النوايا، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، ورغم أن فضل الجماعة أكبر، لكننا في أيام وباء الأفضل فيها التزام البيت، والحرص على عبادتك فيه، وهذا من عظيم الجهاد يا محمد.
عائشة: كيف يا أبي يكون التزام المنزل جهاد عظيم؟ وكيف نفرح برمضان وفرحة رمضان في التجمعات؟
الأب: يا حبيبتي، إن مداومتك على الطاعة في البيت وإخلاصك النية لله عز وجل، هو جهاد للنفس، لأن الجماعة تُشجعك على فعل الطاعة، وعندما تكونين وحدكِ ربما تتكاسلين. أما عن البهجة فنحن معًا نصلي معًا في جماعة ونفطر معًا ولم نمرض، وهذا يستحق منّا الفرح وشكر الله عز وجلّ على نعمه العظيمة.
الأم: يا أبنائي، إن الدين دين يُسر لا عُسر، ودين عبادات وليس عادات، فمن حضر قلبه وهو يؤدي العبادة أخذ ثوابها، ومن خرج من الشهر الفضيل وقد غفر الله له فقد فاز، ولا يُهم في ذلك إن كنا في جماعة أو غيرها، فنحن مأمورون بالصبر على الابتلاء وأخذ الأسباب التي تمنع التضرر منه، ابتهجوا بقدوم شهر رمضان وادعوا الله أن يرفع عنّا هذا المرض.
محمد وعائشة: وكيف ذلك يا أمي؟ ما معنى أن يكون الدين دين عبادة وليس عادة؟
الأب: سنقيم مسابقة يا أولاد طوال الشهر الفضيل لتفهموا منها كيف يكون الدين دين عبادة وليس عادة، ومن سيفوز منكما فله جائزة كبيرة.
محمد وعائشة: وما هي هذه المسابقة يا أبي؟
الأم: غدًا بإذن الله سنخبركما بها بعد صلاة القيام.
