إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

القوة إمكان ذات (القوة تسبق الوجود)

في الوجود المادي للنفس، إمكان طاقة وحركة في أصل الذرات والخلية، كجزء تركيبي لحركة الإلكترونات حول النواة في الذرة أو الخلية. وفي الكيان المركب للموجودات كذلك مجمل لتلك الطاقات المتمركزة في مجمل الذرات داخل الأعضاء بذراتها وخلاياها تركيب معقد ومدهش من الطاقات.

لذا.. فإن هذه الكينونات للجسد؛ جماد أو نبات أو حيوان أو إنسان، هي طاقة متحركة دفاقة كامنة متغيرة، خاضعة للتغيير، والتأثر والتأثير، والتشكل والتشظي والانفعال، وفق إرادة الإنسان كذات فاعلة، أو الإنسان كذات منفعلة مغيرة.
مثله في الشق الآخر للموجود، الروح كجوهر رباني، له أسراره؛ إمكان قدرة تتحقق، وقوانين ومسبّقات عقلية؛ العلية/ السببية، الكم، الكيف، المكان، الزمان، الربط.. ملكات تجعل من الإنسان ثنائية ناجزة هي مادة وروح، قوة نافذة، متحركة، متحررة بالطبيعة، لا تحتاج لمحرك يحركها أو يدفعها للفعل.. لكنها حركة، وفعل، تخضع مع كونها حرة الإرادة لغاية مندفعة، توجهها قوتان: إلهية إحداها كامن في الذات هي الفطرة، وأخرى خارجة هي تشريع خبري رباني منصوص في الكتاب والسنة على لسان رسول نبي مرسل بتشريع رباني هو الخير كله.

فطرة سابقة كامنة في العقل، يميز بها الإنسان بين الخير والشر، والحق والباطل، والصواب والخطأ. فطرة وحدها تكاد يكون نوعًا أو شكلًا من البرمجة المنقوصة، لا ضمان لتحقق الذات فيه وأيضا لا ضمان لعدم وحشيتها، لكنها قُوى مؤسَّسَة بالطبيعة لعدم التقزّم. فكيف وقد أتت الأديان السماوية بمعجزاتها بشرائع تعزز ذات القوة أو القوى لكنها تؤطّرها في تطابق مع الفطرة بأطر تعزز وجود الذات المتخلقة بحسن الفضائل، متضافرة متكاملة في تركيب اجتماعي يعزز مزيدًا من القوة في انسجام وتماهي، وتبادلية تنافعية آمنة تحقق الحب وتسمو بالجماعة نبلًا وحبًّا، وقوة فاعلة منفعلة تتجاوز كينونات الحيوان والنبات والجماد والشيطان والملائكة.

حين ترى الفرد العربي في كسله وبطء تعلمه، وتراخي عزمه، وشرود ذهنه، وقبوله للتنميط والتقولب؛ يصدمك حاله مع حال الطبيعة التي أوجده الله فيها كذات منطوقة مُقتوية، منفوخة بروح الإله في أصل وجودها..!

الكاتب/ سالم بن عبد الله القرشي

[email protected]
حساب تويتر ‏Mansa2099@

مقالات ذات صلة

‫102 تعليقات

  1. (حين ترى الفرد العربي في كسله وبطء تعلمه، وتراخي عزمه، وشرود ذهنه، وقبوله للتنميط والتقولب؛ يصدمك حاله مع حال الطبيعة التي أوجده الله فيها كذات منطوقة مُقتوية، منفوخة بروح الإله في أصل وجودها..!)

    كم أنت رائع كاتبنا القدير
    ??????

  2. حين ترى الفرد العربي في كسله وبطء تعلمه، وتراخي عزمه، وشرود ذهنه، وقبوله للتنميط والتقولب؛ يصدمك حاله مع حال الطبيعة التي أوجده الله فيها كذات منطوقة مُقتوية، منفوخة بروح الإله في أصل وجودها..!

  3. هي قوة فاعلة منفعلة تتجاوز كينونات الحيوان والنبات والجماد والشيطان والملائكة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88