نحتاج قمة لشحذ الهمة

الحمد لله وحده.. الذي جعل لهذا البلد مكانة عالمية ترجح كفته في الأزمات، ويُبين فضله في النكبات، وتتهافت إليه الأمم لحل المكربات.

عندما اشتد الخطب وزاد البلاء في العالم وخاصة الغربي نادت الدول العظمى (G20) نحتاج قمة يا أيها الملك العظيم؛ لإيجاد حلول لما حل بالعالم من وباء تساقطت أمامه عنجهية الغرب الرأسمالية، فدب في أوروبا وأمريكا الوباء وانتشر البلاء، وتهاوت الاقتصاديات، وتعطلت عجلات الصناعة، وانكفأت كل دولة على نفسها، تقول: نفسي نفسي، ولا حول لي ولا قوة بمساعدة من كانوا بالأمس أخوة؛ أغلقوا الحدود وألغوا الوحدة.

احتار العالم فيما يجب؛ فضاع المفكرون واحتار المنظرون، فدارت الوجوه واستدارت للبحث عن مخرج وملجأ، فلم تجد إلا صرحًا أعزه الله بالإسلام، صرح العقيدة والقيادة الحكيمة، فنادوا: يا سلمان نحتاج إلى قمة نشحذ بها الهمم ونجد حلًا لما أحل بالأمم؛ فلبَّى نداء الواجب الإنساني، انطلاقًا من قوله تعالى في الآية ١٣ من سورة الحُجُرات: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ …﴾.

عقدت قمة الدول الـ (٢٠) عبر الدوائر التلفزيونية لبحث قضايا العالم، وترأس الاجتماع، سلمان الحزم، وقد أوجز -حفظه الله- الحلول في كلمته التي هزت العالم وأيقظت ضمائر الغرب الذي عمته الأنانية وحب الذات، وذلك بالتذكير بأن الحلول الطبية والاقتصادية إن لم تكن مبنية على الأفكار الإنسانية -بمساعدة بعضنا البعض والنظر إلى الدول الفقيرة وإيجاد الحلول لها قبل فوات الأوان- فلن نفلح أبدًا.

من هنا أقول: إن الفضل لله الذي جعل لهذا البلد فضلًا على سائر الأمم، وجعل له قيادة صادقه فيما تقول وتعمل حكيمة بما أتاها الله من حكمة، لم تنكفئ على نفسها وتقول: (نفسي نفسي) كما فعل الكثير، بل قامت بما يجب في الداخل وانطلقت لواجباتها الخارجية تجاه العالم الإسلامي والعالم أجمع.

بارك الله في قائد الأمة سلمان بن عبد العزيز، والعقل المفكر الشاب المظفر ولي العهد محمد بن سلمان.

سيروا فنحن نفخر بكم.

بقلم/ م. محمد الأصلعي