إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أخلاقنا بين الماضي والحاضر

عاش أجدادنا في قبائل متناثرة حُكمًا وإدارةً، وقد كانت نتيجة ذلك التشرذم الديمغرافي والإداري في تلك المرحلة من الزمن هي الحرب وقتل بعضهم البعض على الماء والكلأ، حتى توحدت المملكة عام ١٣٥١هجريه، حيث أصبح الأمن مستتبًّا، وفي تلك المرحلة أصبحت الحكومة هي الحُكم والإدارة وهي سيدة الموقف، فانتقل جيل تلك الفترة من الأبناء إلى التخاصم فيما بينهم وقد كان جُل اختلافاتهم على الأرض وسبل الأملاك المتداخلة ببعض وذلك نتيجةً لحسن نوايا الأجداد في التفاف والتحام القرابة ببعض بسبب الداوعي الأمنية، وأصبح جيل آبائنا يتراجمون بالسباب والتلاسن وقد تركوا العنف إلا ما ندر وذلك لخوفهم من الوقوع تحت طائلة القانون في المحاكم، وقد تركوها وذهبوا إلى ماقدّموا غفر الله لهم، ثم أتى جيل مرحلة هذه الأيام (الأحفاد) وهجروا ما كان يتخاصم عليه آبائهم وهاجروا إلى المدن، وأصبح التواصل بينهم بالتوافق أو الاختلاف يُدَار من خلال تطبيقات العالم الافتراض(النت) وهم بعيدون جغرافيًّا عن بعضهم البعض (أجسادًا، وأرواحًا) ولكن النفسيات المتضاربة لا تزال تأخذ الحيز الأكبر لدى بعض الناس هداهم الله، ولا أُعمم بل أقول إلا مَن رحم الله، والواجب علينا جميعًا بلا استثناء أن نسموا بأنفسنا عن كل ما يجرح الآخرين من الأقوال والأفعال، حتى يسود الود بين قلوبنا وإن كان ذلك غيابيًّا من خلال العالم الافتراضي، فكم من عوائل تفككت وتفرقت بسبب كلمات كُتِبَت وأُرسِلت في وسائل التواصل الإجتماعي ثم تعاظمت حتى سببت النُفرَة في القلوب والقطيعة بين الناس!، قال تعالى: {فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون}. سورة البقرة آية ٧٩.

بقلم/ سالم سعيد الغامدي

مقالات ذات صلة

‫20 تعليقات

  1. لم أتوقع أن يكون الموضوع عن ذلك، فالعنوان عن الأخلاق، لكن المضمون يتحدث عن صفة أو ظاهرة متكررة بتغير الزمان والمكان.

  2. {فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون}. هذه الآية فعلا تنطبق على واقعنا الحالي و عصر التكنولوجيا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88