الفنانة التشكيلية: فاطمة البقمي.. لوحتي عن ولي العهد تحكي حكاية مشروع نيوم

بين زواريب ومتاهات الفن والإصرار على تقديم ما تسعى إليه في حالة ثقافية لا تحاول أن تكون شبيهة بما لدى غيرها من الفنانين لتحمل شعلة نور تضئ لمن حولها دروبهم في مجال الفن والجمال الزاهي ولتترك بصمتها أينما حلت لتجعل من الفن رسالة المحبة والسلام في حياتنا، هكذا هي الفنانة فاطمة ابنة مهل بن وصل السمي البقمي، الحاصلة على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية تخصص طباعة ومعادن، ومعلمة التربية الفنية في وزارة التعليم ذات الطموح اللا محدود، وقد لفت انتباهي الواقعية الممزوجة برمزية عذبة في لوحاتها وبالذات لوحة أسمتها (قائد الشباب والتنمية) وهي تمثل صورة لولي العهد السعودي صاحب  السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود التي سألتها عنها وعن مناسبتها، فأجابت بكل ثقة وفخر قائلة:

الفن التشكيلي له دور كبير في التعبير و هذه اللوحة اعتبرها مبادرة أبسط مايمكن أن أعبر بها عن ما قدمه سمو سيدي ولي العهد القائد لطموحات الشباب والمحفز  لخطط التنمية في بلادنا والعرّاب لكل تطور في هذا الوطن حيث رسمت فيها صورته الكريمة وقد لف بعباءته (مشلحه/ البشت) التي يرتديها العالم في مشروع نيوم.

[box type=”note” ]لوحاتي الوطنية تعبر عن حبي لوطني وللحمة بيننا وبين قيادتنا الحكيمة [/box]

لذا.. أحرص في كثير من لوحاتي للتعبير عن حبي لوطني الغالي وعن اللُّحمة التي نعيشها كمواطنين ومواطنات بيننا وبين قيادتنا الحكيمة وما نعيشه في وطننا بفضل الله تعالى ثم بفضل حكامنا من نماء ورخاء وعطاء وما يجب أن نكون عليه من الإصرار  والوقوف مع قيادتنا في التصدي ومواجهة كل ماتتعرض له مملكتنا مملكة الإنسانية من الحملات المغرضة.

وأن أجعل من جميع لوحاتي الوطنية رسالة للعالم بطريقة حضارية عما تعيشه المملكة من أمن وأمان ورخاء وانسجام كبير بين الشعب وقيادته.

كما أني بفني أحرص على أن يكون توثيقًا وتأريخًا للحياة في وطننا وتفاصيلها بكل ما يحصل من خلق وإبداع وتطوير بحلوها ومرها بفرحها وحزنها، وأسعى دائمًا لترك بصماتي أينما حلَّت ليكون الفن رسالة محبة وسلام في حياتنا .

س) كيف كانت بداياتك مع الفن التشكيلي؟

ج) بدايتي مع الفن التشكيلي منذ الصغر لكن لم يتوفر لي من يوجه إمكانياتي نحو دراسة الفن التشكيلي حينها حيث كنت أنفذ أعمالًا فنية بسيطة ومنذ بداية علاقتي بالقلم والورقة أدركت أن لي حب كبير كبير للتعبير بالرسم، وشغف لتعلم التلوين والألوان بكل أنواعها.

لكن –الحمد لله- تعلمت ودرست الفن دراسة أكاديمية وعملت في هذا المجال كما حصلت على عدد من العضويات في هذا المجال الفني فأنا عضوة في جمعيه الثقافه والفنون وعضوة في المجلس السعودي للجودة ومدرب معتمد من الموسسة العامة للتدريب التقني والمهني، فما بين الدراسة والعمل واظبت على التجربة وكان لوالدي دورٌ كبير جدًّا في دعم موهبتي وتشجيعي ولا زال –الله يطيل بعمره– وبعد الزواج كنت أجد السند من زوجي وابني وأغلب المحيطين بي كانوا من المشجعين لي والمهتمين بإنجازاتي الفنية.

س) ماذا يعني لك الفن التشكيلي؟

ج) الفن التشكيلي نوع من أنواع الفنون الذي يعبر من خلاله الفنان عن أفكاره ومشاعره حيث يسعى إلى تحويل المواد الأولية إلى أشكال جميلة كالرسم، الديكوباج، العمارة، والتصوير، والزخرفة، والنحت، ويتم إدراك هذا النوع من الفنون من خلال حاسة البصر لذلك يسمى بالفن البصري أو المرئي.

[box type=”note” ]حين يرن جرس الإحساس ألملم فرشاتي وألواني لأنثرها على سطح اللوحة [/box]

س) هل هناك أوقات معينة للرسم أم متى تأتي الفكرة تبدأ بالرسم؟

ج) لا وقت محدد يغريني على ترتيب عناصر لوحتي فقط حين يرن جرس الإحساس والشعور بقرب ولادة جديدة عندها ألملم ألواني المبعثرة، وأسرح معها في رحاب سطح اللوحة.

س) ما سمات الفن الذي تقدمه فاطمة البقمي؟

ج) الفن بصفة عامة وإن كان يلتزم بسمات تضع الفنان صانع اللوحة في مرتبة القيادة والسبق، فهو واضع النسب الجمالية ومؤطر رمزية التعبير وموثق الطبيعة والحياة اليومية بألوانها الصريحة وخطوطها الرقيقة، مستبعدًا البعد الثالث لتأكيد المباشرة ونقل الواقع بأسلوب خاص وواضع رموز حروفاللغة، كل تلك السمات كانت المعين لكل المدارس والاتجاهات الفنية في ربوع العالم أجمع إلى وقتنا الحالي، وكان من الطبيعي انعكاس تلك السمات في مراحل مشواري الفني الذي بدأ بالدراسة الأكاديمية الكلاسيكية، ثم مشروع التخرج وتوظيف القيم الجمالية للبناء الهندسي لحروف اللغة العربية كشكل جمالي، ثم مرحلة التجريد والبحث عن مفردات وتراكيب إنسانية الروح وصيغ لشفرات تجريدية ورمزية ترسل وشايات الأزمنة والأمكنة وبقايا عناصر تبوح من روح الحياة لتصل المتلقي ويشاركني مواطن الدهشة والحلم في لوحاتي

.

س) الفن التشكيلي غامض بعض الشيء كيف يمكن فهم وقراءة اللوحات من دون أن يشرحها الفنان؟

ج) غموض الفن التشكيلي يكون عندما يشاهد المشاهد العمل الفني بالعين المجردة، وهنا أقصد مشاهدة اللوحة الفنية بدون تفاعل وبدون إحساس فيها ولكن عندما يتفاعل المشاهد مع العمل الفني سوف يراه كما هو يحس به. في قناعتي الشخصية البسيطة أن الفنان واللوحة والمشاهد يكونون مثلث مطلوب حيث إن رأي المشاهد باللوحة هو صحيح كيفما يعتقد؛ لأنه يفسرها كما هو يشاهدها وليس كما رسمها الفنان حتى لو اختلف فيالرؤية مع الفنان. كما أن الغموض في اللوحات هي فرصة يقدمها الفنان للمشاهد بأن يكمل معه الفكرة ويتخيل معه قصصًا أكثر  في كل مرة يشاهد فيها

[box type=”note” ]الألوان اعتبرها مثل أبنائي فلا أفضل لون على أخر ولا أفرق بينها[[/box]

س) بمن تأثرت وما نوع الفن الذي تمارسينه وما علاقتك باللون؟

يجتذبني الفن المعاصر والأساليب الحديثة كثيرًا، وأحببت تجارب الفنانين السعوديين في التجريد المستوحى من التراث بأفكار متجددة. وعلاقتي مع الفرشاة والألوان علاقة أزليه فبدأت بالالوان الزيتيه ثمالإكريليك واستخدمت الديكوباج والترانسفير، والفن الرقمي كان من اجمل التجارب حيث مزجنا الألوان بالفن الرقمي كما استمتعت بفن الريزن في إنتاج الأعمال الفنية، وحين أرسم لا أحدد ألوانًا، بل موضوع اللوحة، وكل الألوان عندي ذات قيمه فنية، وأعتبر الألوان مثل ابنائي لا أستطيع تفضيل لون على آخر.

س) برأيك  كيف يمكن للجمهور الفرز والتمييز بين فنان وآخر في ظل هذا الكم الهائل من الفنانين والفنانات؟

ج) دائمًا الفن الحقيقي والصادق هو من يدل على ذاته.. نعم نحن في فوضى من انتساب عدد هائل للفن التشكيلي ونفتقد للتقييم والتمحيص لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، فإن كان هناك كثير من الحالات التي يُزج بها من جهة ما وتجعلها في ساحات الإبداع وتقدمها على أنها حالة مميزة وحاضرة في كل وقت تجعلنا في حيرة من أمرنا أمام ما نحن فيه وهناك من يمتلك القوة ليكون في الموقع الصحيح وهذا نادر في هذا الزمان، أتوجع كثيرًا عندما أرى أن من ليس له علاقة بالحرف، يكتب كل الحروف وكيفما كانت تكون والكل يصفق له.. ونفس الشيء من يرسم أي شيء ويقال أنه فنان مبدع ومتميز، أعتقد أن الأيام ستكون كفيلة بغربلة كل شائبة في كل المجالات، أما عن النقد والناقد فهناك من يمتهن النقد دون موضوعية بطريقة أو بأخرى بعيدًا عن الموضوعية والمصداقية، وهناك من يكتب النقد ويمتلك كل الصدق والموضوعية ولكن ليس له أي دور في هذا الزمان.. نعم نحن بأمس الحاجة على الأقل للقليل من الصدق والإيجابية.

س) هل شاركت في معارض وماذا عن مشاركتك في معرض عالم الريزن المقبل؟

– لي عدد من المشاركات الجماعيه في معارض (جمعية الثقافة والفنون بجدة، ومعارض وزارة التعليم الخاصة بقسم التربية الفنية وادارت النشاط الطلابي، ومعرض الكتاب بجده) وأرى أن المعارض السعودية أصبحت تطرح فنًّا يضاهي الكثير من الأعمال التي تعرض في المعارض العالمية لذا أنا سعيدة جدًا بهذه الفرصة المثرية في معرض عالم الريزن، وأعتبر أية مشاركة لي في أي معرض هي إضافة وأستمتع جدًّا بما أشاهده من فنون لدى الآخرين ووجود نتاج فني راقٍ أتعلم منه فما زلت أرى أني في طور الدراسة والتعلم يومًا بعد يوم.