جيل الغدقصص وأناشيد

قصة الهجرة وبناء دولة النبي

الأب: كل عام وأنتم بخير يا أبنائي، غدًا يبدأ عام هجري جديد، ليعيد لنا ذكرى بناء دولة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

عائشة: وأنت بخير يا أبي، ولكن ما علاقة العام الهجري الجديد ببناء دولة رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؟

عمر: أعتقد يا عائشة أن أبي يقصد، ذكرى هجرته -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- من مكة إلى المدينة المنورة.

فاطمة الزهراء علاء

الأب: أحسنت يا عمر، هذا ما كنت أقصده.. ولكن أتعلمان لماذا قلت ذكرى بناء دولة النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- ولم أقل ذكرى الهجرة؟

عائشة: لا أعرف يا أبي، لكنني أظن أنه لو لم يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما تأسست دولة بمفهومها المعاصر، لها حاكم، وقوانين، وجيش يحميها، ونظام قضائي يحكم بين الناس، ولظلت الجزيرة العربية محكومة بالنظام القبلي وأعراف القبيلة.

الأب: ممتاز يا عائشة، لقد فهمتِ ما أريد أن أحدثكم عنه يا ابنتي، فأنتما تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة بعد أن آذاه قومه وأخرجوه وصحبه من مكة، فكان آخر من خرج منها مع الصديق أبي بكر رضوان الله عليه، واختبآ في غار ثور، فكانت قصة العنكبوت والحمامة الشهيرة التي أراد الله بها أن يصرف أذى قريش عنهما، ووصلا إلى المدينة التي كان قد انتشر فيها الإسلام على يد مجموعة من أهلها كانوا قد بايعوا رسول الله على نصرته فيما سُمي ببيعتي العقبة الأولى والثانية.

أضاف عمر: ولا تنسَ يا أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أرسل سيدنا مصعب بن عمير إلى المدينة ليدعو أهلها إلى الإسلام ويعلمهم القرآن، وبذلك مهد لهجرته صلى الله عليه وسلم.

الأب: صحيح يا عمر، كان هذا التمهيد هو بذرة بناء دولة النبي في المدينة، فما إن وصل المدينة حتى استقبله أهلها بالترحاب والقبول، وهذا أساس الحكم يا ولدي، أن يقبل بك الناس ويرتضون ولايتك عليهم.

قالت عائشة منغمة: طلع البدر علينا ** من ثنيّات الوداع.

ابتسم الجميع، أكمل الأب حديثه: وفور وصول رسول الله إلى المدينة، وضع أول دستور في التاريخ البشري، فيما سُمي بصحيفة المدينة، وتألف هذا الدستور من 52 مادة، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولا سيما اليهود وعبدة الأوثان.
وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء.

عمر: ولكن يا أبي، لماذا تحكي لنا قصة بناء الدولة لا قصة الهجرة؟

الأب: سؤالك في محله يا عمر، السيرة النبوية يا عزيزي وكذلك قصص الأنبياء، لم ترد فقط لنتوارثها جيلًا عن جيل، ولكن لكي نستفيد منها، ونعتبر بها، والهجرة كغيرها من الأحداث فيها الكثير من العظات والعبر، لكن كثيرون لا يلتفتون إلى مرحلة بناء الدولة والتمهيد لها، والقبول كشرط أساسي لإقامة الحكم، ووضع الدستور والقوانين التي تحكم علاقة البشر ببعضهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88