إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الطلاق الصامت

انتشرت في مجتمعنا مؤخرًا ظاهرة أخطر وأشد فتكًا على الأسرة، ألا هي ظاهرة (الطلاق الصامت) أو (الطلاق العاطفي) بمعنى ألا يكون هناك طلاق بين الزوجين بل يبقى عقد الزواج ساريًا، ولكن كل منهما يعيش بعيدًا عن الآخر.
وتأتي هذه الظاهرة فيما تستحيل الحياة الزوجية بين الزوجين ويتعذر جريان جداولها من جديد، فيقرر أحد الطرفين أو كليهما الابتعاد عن الآخر، ظنًّا منهما أن ذلك يحميهما ويحمي أبناءهما من آثار الطلاق العلني، ومن نظرات وأقاويل الناس التي تنظر إلى المطلقة والمطلق بنظرة مختلفة، تحمل الكثير من التساؤلات متى…؟ وكيف…؟ وأين…؟، ولكنهما نسيا قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمةً إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون).
جميع الأشخاص الذين لجأوا إلى هذه الظاهرة، وظنوا أنه الحل، منهكون يحاولون التماسك وإظهار الصمود، بينما حالتهم النفسية تنهار بشكل مؤلم، مما يضطر معه الزوجان بالعيش في حياة شبه منتهية، من أجل مظهر اجتماعي معين أو من أجل الحفاظ على الأطفال من التشتت، فنرى أزواجًا يتألمون، وأبناءً ينحرفون، وبيوتًا تنهار، هكذا ستكون حياتهما بعد أن انحرفا عن المقصد الحقيقي للزواج ألا وهو المودة والرحمة، وإذا استحالت العشرة بين الزوجين فتسريح بإحسان.
ولكن للأسف يتجاهل المجتمع هذه الظاهرة المؤلمة التي تعصف بالأسرة وتؤدي بها إلى التخبط والانحراف.
ولا بد من خلق حوار وتفاهم بين الزوجين، والعمل دائمًا على التوصل إلى حل يرضي كافة الأطراف عند وقوع المشاكل، واللجوء إلى الصراحة والوضوح بينهم لتتمتع العائلة كلها بالاستقرار والعطاء.

الكاتبة / سلوى بن حريز المري

مقالات ذات صلة

‫60 تعليقات

  1. هذا طلاق غير صحيح وليس في صالح الطرفين معا لابد من الوضوح إما معاشرة بالمعروف أو تسريح بإحسان..

  2. الاشد خطر ظاهرة الطلاق بعد اكثر من ثلاثين سنه بين المتزوجين عشرة .. يقولون لك ماطلعت عيوبهم الا بعد هالسنوات
    مقال جميل ويلامس حياتنا .. ننتظر منك الجديد

  3. موضوع في غاية الأهمية ابدعت الكاتبة سلوى المري فيه
    منبع ابداع هذه المبدعه الى الامام حروفك تلامس القلوب
    اتمنى لك شخصيا التوفيق في حياتك

  4. المشكلة ليست في الأضرار النفسية فقط، بل في التفكك الذي مهما حاولواإخفاءه يظهر للجميع

  5. ذكرتني بآية “فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ”، صحيح أنها وردت في غير الموضع المقصود، لكن الأمر نفسه ينطبق على كل العلاقات الزوجية

  6. المشكلة أبعادها أعقد وأخطر كثيرا مما نرى، فهناك ما يصيب الأبناء بالتشوهات النفسية وهم لبنات المجتمع، فنراه مريضا بمختلف الموبقات السلوكية

  7. يتجاهل المجتمع هذه الظاهرة المؤلمة التي تعصف بالأسرة وتؤدي بها إلى التخبط والانحراف.

  8. شرع الله الطلاق وهو أبغض الحلال حتى يحقق الغاية من الزواج، السكن والمودة والرحمة.. وهو محرم مثلا في المسيحية، فصرنا نخاف الحلال حتى ننحرف وينحرف بنا الطريق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88