يا كوثر

قفي وتَذكّري بالليل أنّاتي

واستحضري حينًا حماقاتي

أكوثر قلبي أهداكِ ثورتهُ

فهل تذوي بقربك صرخاتي؟

سأرشف من ظلكِ نغمًا

وأدفن في عينيك غصّاتي

سأخفي عن الناس سُمرَتكِ

فالناسُ لا تهوى الجميلاتِ

أكوثر.. لا تستعذبي ألمي

وقداسة الحبّ في كتاباتي

ضاع الكثيرُ من عمري

وأودعت فيكِ مآلاتي

أنعي بعضًا من النورِ

وأنتِ النورُ ومشكاتي

أكوثر.. هاجمني الناسُ زورًا

وليس لي إلاَّكِ ابتساماتي

خانتني كل الخطواتِ جهلًا

وحالت سرابًا علاقاتي

كل العباراتِ قيلت

وهل عانقتِ كل العباراتي؟

سيرفرف حزني كالموتِ

يأتي كصوت المسافاتِ

دعيني إن شئتِ في غرقي

البحرُ أضحى مساءاتي

أعوذُ بالله من نفسي

تضخُّ السمَّ في مناماتي

أعوذُ بالله من كأسي

تلوج بالحزنِ كاساتي

فلتعصري يا كوثر نبضي

ولتُخرِجي منّي غواياتي

وأنت يا كوثر نبضي

كيف السبيلُ للنبضاتِ؟

لا تلومي مغرمًا

ذاق من طعمِ الهوى حكاياتي

وأنا مغرمٌ يا محراب قافيتي

وزورًا صدّقت انتصاراتي

لا تذكريني بين الأهلِ غاليتي

إني مزيجٌ بين الأمس والآتي

ولا تجتثّي عنوة قلبي

أيرضيك موتي بين العفيفاتِ

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت