القمر معلّم الحساب
القمر كوكب معتم، يعكس الضوء القادم من الشمس، لذلك يبدو كأنه مضيء، وسُمي معلّم الحساب؛ لأنه يدور حول كوكب الأرض الذي يدور بدوره حول الشمس، فاعتمد الإنسان على القمر في عد الأيام.
فقد لاحظ الإنسان منذ القدم أن شكل القمر يتغير باستمرار، بحسب موقعه بالنسبة للأرض والشمس، وحساب الإنسان لمراحل وأطوار القمر التي ياغير فيها، هو الذي جعل القمر معلّم الحساب، وتتكرّر أطوار القمر مرّة كل شهر، ويسمى شهرًا قمريًّا، وبهذا التكرار تنتج عندنا منازل القمر، يقول تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”.
وروي أنه كانت هناك مجموعة من الصيادين ذهبوا إلى النهر ليصطادوا السمك، وظلوا ينتظرون حتى اصطاد أحدهم سمكة، ولكنها كانت صغيرة جدًّا، فقال لأصدقائه: يبدو أن السمك لا يتناول غذاؤه جيدًّا وهو يحتاج إلى ضوؤ القمر كي يأكل في الليل، ولا يكون ذلك إلا عندما يصير القمر بدرًا، لذا يجب أن نعرف متى يصير القمر بدرًا.
فبدأت مجموعة الصيادين بعدّ الأيام من اليوم الذي يكون فيه القمر بدرًا، ولم يكن التقويم قد ظهر بعد، وكانوا يضعون على حجر مقابل كل يوم علامة، زهكذا حصلوا على ثلاثين علامة، وهي تساوي عدد أيام الشهر القمري، وبذلك وُضع نظام الحساب القمري من مجرد ملاحظة حركة القمر.
