الشخصية

في مادة السلوك (وقد مرت علي سابقًا) ، مررت بما يسمى بالشخصية personality، وتطرق الحديث فيها حول تحليل الشخصية ومعرفة خباياها، ليس للفضول ولكن للتعرف على الطريقة المثلى في التعامل مع الأشخاص، وتحدثت المادة عن أساليب كثيرة في تحليل الشخصية، ولكنها وقفت عند أسلوب في غاية الدقة، من خلاله تدرك نمط شخصية المتحدث، سواءً كان صديقًا، أو زميلاً، أو عابرًا. والطريقة بالإمكان استخدامها من الجميع، ولا تتطلب مهارة عالية، إلا أنها تتطلب حدوث نوع معين من المواقف.

في المثل العربي يقولون كل إناء بما فيه ينضح، ويقولون كلٌ ينظر بعين طبعه، وقد صدقت هذه الأمثال.

حينما يسيء أحدهم فهمك، ويعتقد أنك تتحدث في اليمين وأنت تتحدث في الشمال، فاعلم أنه هو من يتحدث في اليمين على حقيقته، لم تفهم قصدي؟

مثلاً؛ لو اعتقد أحدهم أنك تكذب، وأنت لست كذلك فاعلم أنه كذوب، ومن يكثر الشك فيك فاعلم أنه فاقد للثقة أو ليس أهلاً لها، ومن يعتقد بأنك تبحث عن التمجيد فاعلم أنه يبحث عنه، ومن يظن أنك تحب إبراز رأيك فقط (وأنت لست كذلك) فاعلم أنه يحب أن يعلو رأيه ولا يعلى عليه.

قد يتطلب هذا الأسلوب عدة شروط منها، خلو المتلقي من القولبة stereotypes، وأن يكون هناك من فهمك بشكل صحيح في ذات الموقف، ولكن إذا قابلت مسيء الفهم فلا تجعل هذا الموقف يغادر دون اتخاذ موقف، ليس سلبًا ولكن إيجابًا، وذلك بتحديد نوع العلاقة وشكلها وما هو مسموح أو ممنوع فيها، وهذا هدي نبوي، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع كل شخص بحسب ما يناسبه.

بقلم د/ سلطان المطيري