الخائن

الخيانة من أبشع الصفات التى يتصف بها إنسان فهى قبح ورذيلة، هى جريمة أخلاقية، وفساد، وتدنى حياء، وقلة إيمان، هى من صفات المنافقين المتلونين الذين فى قلوبهم مرض والذين لا يحبون إلا أنفسهم، هى خرق أو نقض ما تم الاتفاق عليه لأى عهد أو اتفاقية.

وللخيانة أنواع منها:

– خيانة الأزواج: وتعنى إقامة علاقات عاطفية مع آخرين سواء من قبل الزوج او الزوجة.

– خيانة العمل كالتقصير فى أداء العمل، والخمول والكسل، أو نقل أسرار العمل إلى مكان آخر منافس .

– خيانة الأصدقاء كأن تتحدث عن صديق بسوء أو تتآمر عليه.

– خيانة العهود أو الاتفاقيات وعدم الالتزام بها

– خيانة المسلم لدينه ولوطنه: وهما من أشد أنواع الخيانة فأحد هذه الأنواع كاف لهلاك أمة بأكملها.

والخيانة لا تقتصر على التعاملات بين الأفراد، ولكن أشدها فداحة وإثمًا خيانة الله ورسوله كما جاء فى القرٱن الكريم قوله تعالى فى سورة الأنفال : “يا أيها الذين ٱمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ”

وكذا خيانة الأمة بأن يكون مطيةً لأعداء الله في تنفيذ مخططاتهم وما فيها من دمار للبلاد والعباد، أو دليلاً لهم على عوراتها.

إن خيانة الوطن جريمة لا تغتفر فهي أخلاق الجبناء الأخساء، ومن طباع من فقدوا الرجولة والشجاعة، الوضيعين اللئام، وسمات فاقدي الإيمان وأموات الضمير والوجدان، وهي صفة تختزل معاني السوء الممكن أن تلصق بفاعلها .

لذا، لا تندهش أن يكون رد فعل رأس الدولة المتمثل فى رئيس الجمهورية تجاه هؤلاء الخونة الفارين من وطنهم المعادين للدولة والمحرضين على الفوضى ونشر الأكاذيب هو سحب جنسيتهم، فلا جنسية لخائن يسعى لنشر الفتن فى دولته ويجتهد فى زعزعة أمنها واستقرارها، ويبتهج إذا نالها سوءًا، أو من يختلق الإشاعات والأكاذيب، ويروج لها فى الآفاق، ويفرح بتشويه سمعة دولته والإساءة إليها، ولا لمن فر هاربًا من وطنه وتعاون مع دوله معادية لها، أو مع تنظيمات إرهابية، أومن يدعوا للتظاهر ليجر الناس إلى الكوارث والويلات، ويغرقهم فى بحور من الدماء والتطاحن .. واصطف مع الحاقدين، وارتضى أن يكون خنجرًا موجها فى ظهر وطنه.

فالخيانة من أشد الصفات الممقوتة والذميمة، وفداحة هذا الجرم يلاحق صاحبة فى الدنيا والآخرة.

نعم .. ليس للخائن مكان بيننا، فهو قبل أن يخسر نفسه؛ فقد خسر وطنه وأهله، وخسر قيمه وأخلاقه فلم يبق له إلا الخيانة التي تحيط به من أربع جهات، فما أحوجه إلى مراجعة نفسه.

☘️☘️☘️☘️☘️

بقلم الأديبة العربية/ جيهان السنباطي