القلب السليم
من المقاصد الكبرى في الإسلام تهذيب وتقويم الإنسان بتنشئته وتعليمه وتكوينه وتأهيله وتوجيهه وإرشاده، حتى يكون صالحا لنفسه ومجتمعه، فاعلا ومتفاعلا مع وسطه في البيت والمدرسة والعمل..، وحتى يتحقق ذلك كان لابد من الاهتمام والعناية بهذا الإنسان من جميع جوانبه الحياتية، لينمو نموا متكاملا، نموا يشمل، جسمه وروحه، وخلقه وعقله، ونفسه وسلوكه.
عندما نمعن وندقق النظر في مضامين النصوص القرآنية والحديثية التي تتحدث عن تقويم وتوجيه وإرشاد الإنسان، فإننا نجد أن هذا الأخير يعتبر بمثابة الرحى الذي تدور حوله كل هذه النصوص، فهو المنطلق وهو الهدف، بل هو أكثر من ذلك، إنه المعني بالأمر الأول والأخير لهذه النصوص.
ذلك أن الأزمة في الأصل أزمة إنسان إذا ما لبث من دون إرشاد ولا توجيه ولا تقويم ولا تربية وتعليم ولا قلب سليم، فإنه سيتحول لا محالة إلى أداة هدم وردم، وقتل وتدمير، وسيصبح مضرا لوسطه ومجتمعه بدل أن يكون مفيدا ونافعا.
وقد أعلمنا الله عز وجل في كتابه إلى أنه لن ينجو في الآخرة إلا من سلمت قلوبهم، يقول سبحانه وتعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء: 87، 89، ويوضح لنا الله عز وجل صفات القلب السليم، فقال جل وعلا: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) الأنفال: 2، 3.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنَّا جلوسًا مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلع رجل من الأنصار، تَنْطِفُ لحيته من وضوئه، قد تَعَلَّق نَعْلَيه في يده الشِّمال، فلمَّا كان الغد، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرَّجل مثل المرَّة الأولى، فلمَّا كان اليوم الثَّالث، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرَّجل على مثل حاله الأولى، فلمَّا قام النَّبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إنِّي لَاحَيْت أبي فأقسمت ألَّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تُـؤْوِيَني إليك حتَّى تمضي، فَعلتَ. فقال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدِّث أنَّه بات معه تلك الليالي الثَّلاث، فلم يره يقوم من اللَّيل شيئًا، غير أنَّه إذا تعارَّ وتقلَّب على فراشه، ذَكَر الله عزَّ وجلَّ وكبَّر حتَّى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أنِّي لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا.
فلمَّا مضت الثَّلاث ليال، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إنِّي لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هَجْرٌ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مِرَار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلعت أنت الثَّلاث مِرَار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أنِّي لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبدالله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق).
وعن زيد بن أسلم، أنَّه دخل على ابن أبي دُجانة، وهو مريض، وكان وجهه يتهلَّل، فقال له: ما لك يتهلَّل وجهك؟ قال: ما من عملِ شيءٍ أوثق عندي من اثنين: أمَّا أحدهما، فكنت لا أتكلَّم بما لا يعنيني، وأما الأُخْرى: فكان قلبي للمسلمين سليمًا.
وأُثِر عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه أنَّه كان يدعو لسبعين من أصحابه، يسمِّيهم بأسمائهم، وهذا العمل علامة على سَلَامة الصَّدر.
وقد كان أبو موسى الأشعري صوَّامًا قوَّامًا، ربَّانيًّا، زاهدًا، عابدًا، ممَّن جمع العلم والعمل والجهاد وسَلَامة الصَّدر، لم تغيره الإمارة، ولا اغترَّ بالدُّنيا.
نعم إنها سلامة الصدر وحب الخير للآخرين بنكران الذات، وهي مرتبة تتطلب جهدا كبيرا وعملا متواصلا تكون انطلاقة أولى ذرره منذ الصغر، حتى يكون قائما على أساس صلب ومتين لا تؤثر فيه شهوات الدنيا ومغرياتها ولا ينال منه الهوى.
ولذلك، جاء في الآثار، أن الله سبحانه وتعالى يسأل الأب عن ابنه يوم القيامة قبل أن يسأل الإبن عن أبيه، ومعروف بالأدلة والوقائع الثابتة أنه ما أفسد الأبناء مثل إهمال الآباء في تأديبهم وتعليمهم، حتّى يتمكنوا من العبور إلى الدار الآخرة بقلب سليم.
بقلم الكاتب المغربي: زياد القصابي
مميز ومبدع دائماً استاذ زياد
شكرا صحيفة هتون وشكرا لكتاب هتون الرائعين دائماً وأبداً
اذا استطاع كل إنسان ان يصلح ويهذب من نفسه فسوف نكون أمة مميزة وصالحة مثلما كنا في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أدام الله عليك براعة الكتابة وحسن التفكير
وفقك الله استاذ زياد واعطاك العافية
بارك الله فيك استاذ زياد
دائما متالق ومبدع حقا
دائما مقالاتك رائع وتمس موضوعات مهمه جدا
احسنت قولا كلام مهم ومفيد
فعلا سلامه الصدر وحب الآخرين بنكرن الذان تتطلب جهدا كبير ليس بالسهل
شكرا هاون علي طرح هذا الموضوعات المهمه
كلام عميق
ذلك أن الأزمة في الأصل أزمة إنسان إذا ما لبث من دون إرشاد ولا توجيه ولا تقويم ولا تربية وتعليم ولا قلب سليم، فإنه سيتحول لا محالة إلى أداة هدم وردم، وقتل وتدمير، وسيصبح مضرا لوسطه ومجتمعه بدل أن يكون مفيدا ونافعا.
شكرا على هذه الكلمات المعبرات
اتفق معك تماما ان الازمة في جوهرها ازمة انسان
يوم لاينفع لا مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم
شكرا علي هذا الابداع
شكرا لصحيفة هتون علي هذا الطرح الجميل
بسم الله ماشاء الله هذا كاتب ذو بصيرة استطاع ان يشخص الاشكالات الحقيقية التي نعانيها
شكرا لصحيفة هتون وادارتها
وقد كان أبو موسى الأشعري صوَّامًا قوَّامًا، ربَّانيًّا، زاهدًا، عابدًا، ممَّن جمع العلم والعمل والجهاد وسَلَامة الصَّدر، لم تغيره الإمارة، ولا اغترَّ بالدُّنيا.
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لايهدي لاحسنها الا انت
اللهم ارزقنا قلوبا سليمة
قال حبيبنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم :” ألا ان في الجسم مضغة اذا صلحت ، صلح سائر الجسم ، ألا انها القلب”.
كل الشكر والتقدير لصحيفة هتون
الله الله
وأُثِر عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه أنَّه كان يدعو لسبعين من أصحابه، يسمِّيهم بأسمائهم، وهذا العمل علامة على سَلَامة الصَّدر.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنَّا جلوسًا مع الرَّسول صلى الله عليه وسلم فقال: (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلع رجل من الأنصار، تَنْطِفُ لحيته من وضوئه، قد تَعَلَّق نَعْلَيه في يده الشِّمال، فلمَّا كان الغد، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرَّجل مثل المرَّة الأولى، فلمَّا كان اليوم الثَّالث، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرَّجل على مثل حاله الأولى، فلمَّا قام النَّبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إنِّي لَاحَيْت أبي فأقسمت ألَّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تُـؤْوِيَني إليك حتَّى تمضي، فَعلتَ. فقال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدِّث أنَّه بات معه تلك الليالي الثَّلاث، فلم يره يقوم من اللَّيل شيئًا، غير أنَّه إذا تعارَّ وتقلَّب على فراشه، ذَكَر الله عزَّ وجلَّ وكبَّر حتَّى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أنِّي لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا.
رائع رائع هاون مقالات ممتازة
رائع للغاية، بالتوفيق
بالتوفيق دائما، موضوع ممتاز
شيء غاية في الروعة
اللهم طهر قلوبنا من النفاق والغش والرياء والحقد والحسد
قال ابن القيم رحمه الله: القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرئاسة، فسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله.ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص. وهذه الخمسة حجب عن الله، وتحت كل واحدة منها أنواع كثيرة، تتضمن أفرادا لا تنحصر.ولذلك اشتدت حاجة العبد، بل ضرورته، إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس العبد أحوج منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها.
ومن وسائل سلامة القلب: حسن الظن بالمسلمين، فإحسان المسلم الظن بالمسلمين من دواعي سلامة القلب؛ عن سعيد بن المسيب أنه قال: “كتب إليَّ بعض إخواني من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلّك، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًّا وأنت تجد لها في الخير محملاً
نستشهد فضيلتكم بكلام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، حينما قال :
﴿وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
ربنا يبارك فيك استاذي مثل هذه المقالات له الاثر الطيب في نفوس الكثير
موضوع رائع جدا
سلمت يداك أستاذنا
أبدعت أستاذ زياد
أسلوب سلس وموضوع مهم
شئ جيد للغاية
صدقت أستاذ زياد فالأمر يبدأ بالإنسان والإنسان فقط
أبدعت أستاذ زياد
بورك مجهودك أستاذنا
الأزمة في الأصل أزمة إنسان إذا ما لبث من دون إرشاد ولا توجيه ولا تقويم ولا تربية وتعليم ولا قلب سليم..
صدقت أستاذنا
أحسنت أستاذ زياد
موضوع مميز
عظيم جدا، وصدق تعالى إذ قال “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم”.
رائع جدا
الشكر لصحيفة هتون بالتوفيق ان شاء الله
موضوع قيم
احسنت قولا
شئ جيد جدا
متميزين كالعاده