هنا وطنُ الإيمـــانِ والوحيِ والمَسْرَى
هنا وطنُ الإيمـــانِ والوحيِ والمَسْرَى
هنا القِبْلَةُ الغَرّا هنا القُبَّــــةُ الخَضْرَا
أنــارَتْ شمـوسُ الوحي قلــبَ محمدٍ
وجبريلُ يُمْلِي (اقرأ) فيمتثلُ الأمــرَا
وغــــارُ حــراءٍ يشمـــخِرُّ وينتشــي
بمنعطَفِ التاريخِ فيه، ومــا أَحْرَى!
سَرَتْ رِجْفةُ الإسلام في مُلْكِ قيصرٍ
فخَرَّ كمـــا قد خَــرَّ من قبله كِسْـرَى
ومِنْ أَلَقِ البيتِ الحرامِ سَرَى السَّنَى
إلى المسجدِالأقصَى فسبحان من أَسْرَى
وسبحـــــان مَنْ أَدْنَى إليــــه حبيبَهُ
وأَصْفَاه عند المنتهى الحُظْوَةَ الكبرَى
تفجّـــرَ نبعُ الحـــقّ يُخْصِــبُ طَيْبَــةً
ومِنْ رَبْعِها ارْفَضَّ الهدى للورى طُهْرَا
فمــــا ذَرَّةٌ في الكـــونِ إلا تَعَطّـــرَتْ
بِعطْرِكِ يا أرضي وما أطيبَ العطرَا!
فيـــا لَكِ من أرضٍ تَبــــاسَقَ مَجْدُها
ثمـــارًا وسِتْرًا مـــا تجوعُ وما تَعْرَى
يَنِــزُّ اخضــرارًا للمحبــــين ليـــــنُها
ولكنْ على البــــاغين قـــاسيةٌ حَمْرَا
تَنَــوَّرَها الأفــــذاذُ طِيــــلةَ عُمْرِهـا
فَيَـــــا بارك اللهُ العظيمُ لها العُمْرَا
وفي كَنَــــفِ الرحمـــنِ عَزَّ جَنابُها
على الرُّغْم ممن أَدْمَنوا الكيدَ والغَدْرَا
ومــــا دام ذِكْــرُ الله فيها مُجَلْجِلًا
فلن يستطيعَ البَغْيُ أن يُخْمِدَ الذِّكْرَا
وفي الحزمِ والعزمِ الأكيدِ لأرضنا
سيــاجٌ بعون الله يمنحُها النصرَا
جازان ١٤٣٩/١/٧
شعر / أحمد بن يحيى البهكلي / مدير جمعية حقوق الإنسان في جازان .