جيرارد ديبارديو .. “متحرش جنسي” في فرنسا و”بطل” سينمائي في الجزائر
أثار اختيار الممثل الفرنسي الشهير جيرارد ديبارديو لأداء أحد أدوار البطولة في الفيلم التاريخي الجزائري الجديد “أحمد باي“ ضجة كبيرة في الصحافة الجزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصا وأن الفيلم يحكي عن فترة احتلال فرنسا للجزائر ويذكر بمجازر الفرنسيين في حق الشعب الجزائري بل وأبشع من هذا أن ديبارديو متهم حاليا في بلاده بالتحرش الجنسي. ويبدو أن قرار تعيين ديبارديو يتجاوز وزير الثقافةالجزائري عزالدين ميهوبي إذ ليس من المعقول اختيار ممثل وإن كان بحجم ديبارديو في فيلم تاريخي تنتجه الدولة الجزائرية وبأموال الجزائريين وصورته حاليا ملطخة في العالم بتحرشه الجنسي إذ أن هذا الأمر يظهر الجزائر وكأنها تدافع عن المتحرشين في حين أن هؤلاء في الغرب يفرض عليهم حظركلي وتتم محاسبتهم ويسجنون ويمنعون حتى من مواصلة فنهم إذا ثبتت عليهم التهمة.
وتبقى أسباب اختيار هذا الممثل لأداء شخصية “الداي حسين” –آخر دايات الجزائر إبان الحكم العثماني– مجهولة تماما ومثيرة للاستغراب خصوصا وأن الساحة الفنية الجزائرية تعج بالفنانين الكبار الذين بإمكانهم تجسيد هذا الدور ببراعة على غرار الفنان الكبير ومحبوب الجزائريين المقصى منذ سنوات طويلة من الساحة الفنية عثمان عريوات والذي كان قد جسد وبكل إبداع شخصية المقاوم الجزائري “الشيخ بوعمامة“ عام 1985.
ويظهر أن مخرج العملالإيراني جمال شورجة قد قبل بديبارديو مرغما فمعروف عن شورجة أنهسينمائي بخلفية دينية شيعية ومقرب من نظام الملالي ويكن كرها شديدال”أعداء” إيران حيث أن من أبرز أعماله فيلم “33 يوم” الذي يمجد مليشيا“حزب الله” كما عمل كمساعد مخرج في مسلسل “يوسف الصديق” الذيروى قصة يوسف عليه السلام من منظور شيعي بحت ويبدو أن وزير الثقافةقد أعجبه المسلسل –كما أعجبنا نحن– فاختاره لأجل هذا.
إن اختيار ديبارديو يعد إساءة لا مثيل لها للجزائرولتاريخها الثوري ومقاومة شعبها وأيضا لصورتها المدافعة عن الفلسطينيين فديبارديو –الذي كان في الستينيات من القرن الماضي مسلما قبل أن يرتد– معروف عنه اليوم حبه ودفاعه الكبير عن “إسرائيل“ والصهاينة فقد زار مؤخراالقدس المحتلة عدة مرات وأعلن حبه لليهود و“بكى“ معهم مرارا عند حائطالبراق.
ويعتبر “أحمد باي“ –ذي الأصول التركية– أحد أبرز المقاومين الجزائريين في القرن التاسع عشر وقد حكم منطقة الشرق الجزائري في أواخر الفترة العثمانية انطلاقا من مدينة قسنطينة أين خاص معارك ملحمية ضد المستعمر الفرنسي انتصر خلالها في 1836 و1837 قبل أن يهزم في الأخير عام 1848 ليستسلم نهائيا ويعيش في ظل الإقامة الجبرية إلى غاية وفاته عام 1851.
====================
بقلم الكاتب والصحفي الجزائري
إدريس بو سكين