سفر وسياحة

“واحة الأحساء” جنة بطبيعتها وبينابيعها المُذهلة.

واحة الأحساء من أكبر وأشهر واحات النخيل الطبيعية في العالم من خلال أكثر من 3 مليون نخلة منتجة لأجود التمور تحتضنها الواحة بين ثناياها، فضلًا عن الموقع الجغرافي والتاريخي الهام الذي تتميّز به وأهلها لتكون صلة الوصل بين الحضارات القديمة منذ آلاف السنين، الأمر الذي استحقت عليه الواحة وبجدارة أن تكون ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي (اليونيسكو) كخامس موقع سعودي تقوم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتسجيله في القائمة,وذلك بتاريخ 15 شوال 1439هـ (الموافق 29 يونيو 2018م).

جغرافية الواحة :

الواحة سهل خصب محصور بين شاطئ الخليج العربي وصحراء الدهناء والصمان، وتشمل مساحات واسعة مزروعة بأشجار النخيل وبعض الموالح والخضراوات، فهي أراض زراعية منبسطة ترتفع عن سطح البحر ما بين 120 و160م مع انحدار بسيط من الغرب إلى الشرق وتمتاز الواحة بمياهها الجوفية، كما أنها تنتمي إلى منطقة الأحساء والتي تعد من المناطق المدارية الجافة، حيث تنقسم السنة إلى فصلين، أحدهما صيف طويل يستمر خمسة أشهر من السنة، والآخر شتاء يتراوح بين البرودة والاعتدال، ولا يزيد الربيع والخريف عن بضعة أيام تندمج في مناخ الفصل الرئيسي الذي يليه وتهطل الأمطار في الواحة بمتوسط يتراوح بين 50 و100 ملم.

المياه :

تتوفر الينابيع المتدفقة طبيعيًا في واحة الأحساء عن طريق تكوين النيوجين في معظمها، وهي مياه قادمة من الجهة الغربية والجنوبية الغربية، كما يكمن سبب تجمع المياه في الواحة بالذات بسبب إحاطة صدع الغوار بالواحة بشكل هلالي بحيث يبدأ من الجنوب الغربي ابتداءً من جبل الخرماء جنوب الواحة بحوالي 20 كيلومتر، ثم يتجه شمالًا مع انحراف قليل للشرق ثم يتجه شمالًا مع انحراف قليل للغرب إلى أن ينتهي شمالًا عند بالدلاليس على بعد 20 كيلو متر من الواحة، أما ينابيع الأحساء الشهيرة في تقع في منطقة محدودة وشريط متتابع من الجهة الغربية للواحة حيث يبدأ من الجنوب الشرقي مجموعة عين برابر (وتشمل: اللويمي، أم الخيس، بهجة، ثعلبثة، أم الليف، المشيطية وغيرها) ثم يتجه غرباً ليضم (عين الخدود، وأم جمل، والحقل) ثم يتجه شمالاً ليضم (عين باهلة، والجوهرية)، ثم يخرج من الواحة بالاتجاه الشمالي الغربي ليحتضن مجموعة (عين الحارة، ومنصور، وأم سبعة، والحويرات).

التراث والمباني الأثرية بها :

انضمت واحة الأحساء إلى قائمة التراث العالمي للمنظمة الدولية اليونسكو 2018م، الواحة التي تنمو فيها أكثر من مليون ونصف المليون نخلة، وتعد أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم تقام بجوارها أعمال زراعية واسعة لوفرة المياه والعيون العذبة فيها، حيث يشتمل الموقع على عدة معالم وهي: مسجد جواثي، وقصر إبراهيم، وقصر صاهود، وميناء العقير، وجبل قارة، وسوق القيصرية. ​

مسجد جوثا :

أحد أقدم المساجد الإسلامية بعد المسجد النبوي وهو أول مسجد أقيمت فيه صلاة جمعة في الإسلام بعد المسجد النبوي، يقع في وسط منتزه الأحساء الوطني، ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة، بناه بني عبد القيس بعد وفادتهم الثانية من رسول الله.

ميناء العقير :السياح والزوار الذين يصلون إلى ميناء العقير يصابون بالدهشة والانبهار، فميناء العقير الذي يقع على الخليج العربي شرق السعودية هو أقدم ميناء تاريخي في العالم منذ ألف وخمسمائة سنة و مازالت آثاره باقية حتى اليوم، وميناء العقير بعمارته التي تشهد على تاريخه الحافل يبقى أشهر ميناء تاريخي لم تستقبل أرصفته سفينة واحدة منذ أكثر من نصف قرن.​

آثار الواحة :

تضم الواحة مجموعة من الأماكن والأبنية الأثرية التي تعود لحقب زمنية بعيدة، كمستوطنة جواثا التي تعود لزمن القرامطة, وقصر الحزم والمقابر التي يمكن رؤيتها في عدة أنحاء من الواحة.

سوق القيصرية :


وسط الأحساء يقع شيخ الأسواق، أقدم الأسواق الشعبية في الخليج العربي، له تاريخه الذي يُناهز الستة قرون، وحكايته الخاصة حيث كان ذا أهمية اجتماعية، اقتصادية، ومُلتقى للحرف اليدوية التقليدية كصناعة المنسوجات، والصناعات الأخرى التي تشتهر بها المنطقة، وبيع الملابس المصنوعة يدويًا بالإضافة إلى محلات العطارة، والأعشاب، والأدوية الشعبية، وتجارة التمور، أضف إلى ذلك جمال و اختلاف طراز المباني في ذلك المكان، الذي جعلها معلمًا سياحيًا يقصده الزوار لاعتباره إرث تاريخي، وعمراني فريد مِن نوعه.

الحرف والصناعات اليدوية:

تعد صناعة النسيج ذات أهمية اقتصادية في المنطقة، حيث يتم صناعة العباءات من وبر الإبل أو الصوف، وإلى جانب هذه الصناعة يقوم الرجال بمزاولة صناعة الفخار بشكل كبير في القارة، بالإضافة لصناعة الجلود والأخشاب التي تتمثل في أبواب المزارع والبساتين، ولصناعة المجوهرات.
جبل قارة :

هو من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة تخالف أجواء الطقس السائدة خارج الجبل فهذه الكهوف باردة صيفًا ودافئة شتاء، يطل الجبل أعلى مساحات شاسعة من أشجار النخيل والبساتين.

الينابيع والعيون :

يتراوح عدد ينابيع وعيون المياه العذبة في واحة الأحساء إلى ما بين 60 و70 نبعًا، ومن أهم هذه الينابيع عين العمارة، بركة الأصفر، عين برابر، عين باهلة، عين بلاه، عين الحقل، عين الجوهرية، تحوي الواحة مجموعة من المياه الدافئة والساخنة التي يمكن أن تصل حرارتها إلى 90 درجة.
جبل الشعبة :
جبل الشُعبة جمع التاريخ والآثار والطبيعة، ويحتضن تراب سطح الجبل جانبًا الجلسات العائلية وجهة لممارسة هواية التطعيس، وفي إطلالة على الجهات الأخرى سترى واحة النخيل تلف الجبل، ويستقبل زواره برحابة وأريحية وكرم أحسائي نبيل.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88