أسْرَارُ المُحِبين

تُعتبر الحياة التي لا يظلها الحب ولا تعمها السعادة حياة لا قيمةَ لها، فهي أشبه بالعدم، فالحب هو دواء للحياة الإنسانية، بل للمخلوقات على اختلاف أشكالها وألوانها، وهو مصدر السكن والمودة بين الزوجين الذي أشار إليه القرآن الكريم، أيضًا الحب لا يتعلق بمظهر الإنسان فقط يتعلق بجوهره، ويمكننا اختبار حب الإنسان من خلال إخلاصه للآخرين.

ومن هنا، إذا أردنا أن نُعرِّف الحبَ نجد أن معانيه قد خفيت على الناس إلا الحكيم منهم؛ وذلك لعِظم معانيه وجلالها، فالحب شعور من الصعب وصفه، ولا يُمكننا الوصول إلى حقيقته إلا بعد معاناة ومشقة، وهو ليس قبيحًا ولا ممنوعًا في الشريعة، حيث اختلف العلماء واختلفت الآراء في أصله، ومن هنا نقول:”إن الحب اتصال بين النفوس التي أذن الله لها أن تحب، فالمِثل إلى مِثله يسكن ويأنس.

والجمال الخارجي ليس هو السبب في الحب بل جمال الروح، فلو كان سبب حُبنا والدافع إليه هو جمال المظهر والشكل لكان من الواجب علينا ألا نحب ولا نستحسن من كان ناقصًا، ولكنَّ الواقع غير ذلك تمامًا، ولو كان الدافع وراء الحب هو الموافقة في الأخلاق بين المتحابين لما أحببنا من يخالفنا الرأي، إذن فالدافع وراء الحب هو شيء كامن في النفس البشرية.

ومن أسرار المحبين أيضًا أن للمحبة أنواعًا وأشكالاً أحسنها وأفضلها وأعلاها محبة المتحابين في الله عز وجل ففي الحديث ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم : رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه” ، وأقلها وأخرها محبة العشق ولا سبب لهذه المحبة إلا ما ذكرته من اتصال النفوس وتلاقيها وتآلفها.

أخي القارئ، أختي القارئة …. اعلموا أن الله منحنا فضله ورزقنا علمه، فلنحسن تصرفاتنا ولنُحسن لأنفسنا بالتقرب إلى عباد الله بالخير والعمل الصالح، فلنجعل قلوبنا للحب معبد به نتآلف بين الناس، ولنعلم أن بالحب تصفو الحياة بل هو حياة للحياة وإذا مات الحب أو ضاع ماتت النفوس وضلت البشرية.

الحب يوقظ الضمائر وما أحوجنا في هذه الأيام إلى إيقاظ ضمائرنا، نحن في حاجة لمن يصحح الأخطاء، نحن في حاجة لمن يكون رقيبًا على تصرفاتنا، فقط هو الضمير من يستطيع فعل ذلك وفقط هو الحب من يستطيع إيقاظ ضمائرنا.

فهلا قطفنا وردًة من بستان الحب كي نُحيي بها قلوبَنا .

فلنُحيي  بالحب ضمائرنا ….

بقلم / محمد عبد اللطيف