11المميز لديناإسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

السعودية… وأمانة المسؤولية

رغم كل ما قيل ويقال وأُشيع ويشاع ورغم كل الحملات الإعلامية المضللة والظالمة والباطلة، فإن ذلك لن يبدل حقيقة أن المملكة العربية السعودية الشقيقة وقفت إلى جانب الأردن والأشقاء الفلسطيينين ومع قضايا الأمتين العربية والإسلامية في العقود الطويلة الماضية مواقف مشرفة يدونها التاريخ ويسجلها في صفحات صدق وشرف ناصعة، ويشهد لها القاصي والداني وقدمت كل أسباب وسبل الدعم المعنوي والمادي والعسكري، ولا يتناسى ذلك إلا ظالم لنفسه وعاق لوطنه وشاهد زور لا يُحترم، ولا يجحده إلا ناكر للجميل ولا ينكره إلا جاحد للمعروف ومنفصم عن الأمة والتاريخ ومنقطع عن أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا.
‏وكانت السعودية وستبقى الشقيقة الكبرى التي تحمل أمانة المسؤولية وخيمة الأمة وحصنها المنيع المدافع عن شرفها وبيضتها وكرامتها وهي عمقنا الاستراتيجي الوحيد، وبخاصة بعد سيطرة قوى عالمية طامعة وإقليمية ضالة حاقدة على دول جوارنا العربي المحورية سوريا شمالاً والعراق شرقًا، وإن بقاء السعودية قوية مهابة الجانب هو مصلحة وطنية وقومية للأردن وإن استدامة قوتها والنأي بها عن الفتن ووحدة شعبها وأرضها والحفاظ على سلامة وأمن وآمان الحرمين الشريفين وحمايتهما من الأخطار والمؤامرات هو استمرار لاستقرار الأردن وصموده ومنعته ووحدة شعبة وأرضه ومستقبل أبنائه، وأن قوة السعودية قوة للأردن والعكس صحيح ولا يمكن أن نعمى أو نتعامى أو نغمض عيوننا في وطننا عن أطماع هذه القوى الدولية والإقليمية التي عاثت في دول العرب فسادًا وإفسادًا وقتلًا وتخريبًا وتدميرًا، واستباحت الحُرمات وارتكبت كل الجرائم والآثام والمعاصي والموبقات، صاحبة التاريخ الأسود الحاقد والأهداف الخبيثة اللعينة والنهج الفاجر المختلف المتخلف والفكر الضال المغاير والعقيدة المنحرفة المعادية لأُمتنا ولشعوبها وحضارتها وتاريخها ورموزها وثقافتها ورؤيتها ومنهجها، وهي لا تتورع عن تدمير تراث الأمة وبناها وتحطيم قواها وهدم أركان دولها وإلغاء مستقبلها وقتل البشر وهدم الحجر وقطع الشجر ومع من تحالفت من الأعداء وبكل ما أوتيت من باطل وقوة وخبث ومكر ودهاء وما ملكت وصنعت من عتاد وسلاح ساحق ماحق يحرق الأرض ويقطع النسل والحرث ويحرق الضرع والزرع ويقتل الشيب والشباب والأطفال والنساء على حد سواء كما في سوريا الآن وقبلها، ولازال في العراق أمام سمع وبصر وسكوت عالم لم ولا ولن يُحرك ساكنًا؛ لأن القتلى والجرحى بالأسلحة المحرمة دوليًا هم مسلمون سنة، نعم مسلمون سنة، تحالفت ضدهم وتكالبت عليهم قوى الشر والبغي والضلال والظلام والظلم والعدوان من كل حدب وصوب لهزم راية التوحيد والقضاء على الدين الحق وأتباعه المؤمنين السائرين على هدي الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الأخيار وآل بيته الأطهار، واتحد وتوحد واجتمع الأعداء على هدف واحد هو القضاء على أمة العرب ودين الإسلام العظيم ونهجه القويم وهم الآن وبعد إنهاك العراق والشام وتدميرهما ومحاولة السيطرة على اليمن وخراب ليبيا وما آلت إليه مصر، فإنهم يتهيئون خيّب الله آمالهم وأهلك مرادهم وقطّع حبائلهم وأفشل مخططاتهم، يتهيئون كلما لاحت وسنحت لهم الفرص لإضعاف السعودية وبث سموم الفتن فيها وتمزيقها والقضاء عليها والسيطرة على الحرمين وهدم الكعبة ونبش قبور الخلفاء الراشدين وبخاصة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وهم أيضًا يخططون ويمكرون مع كل الأعداء الطامعين وبكل الطرق والوسائل والسبل لإضعاف الأردن وطن الأحرار الصامد المرابط وتخريبه وجره إلى الهلاك، لقد حان الآن وأكثر من أي وقت مضى ونحن على أعتاب قمة عربية قادمة تستضيفها الرياض، أن تلتقي القيادتان الحكيمتان الأردنية والسعودية لقاء أخوة ونخوة وقوة، ولقاء مصلحة مشتركة لدولتين عزيزتين ومملكتين آمنتين وحصنين قويين من حصون الأمة المتبقية وشعبين شقيقين متحابين، تجمعهما أواصر الدين الحنيف والنهج القويم وعُرى ووشائج القربى المنيعة وصِلات الدم والنسب الوثيقة وحُسن الجوار، ولقاء مصارحة ومكاشفة يفضي إلى اتفاق قوة للطرفين و معاهدة ملزمة على أهداف كبرى مشتركة في مقدمتها التأكيد الصادق على ( المصير المشترك والمستقبل الواحد) للأردن والسعودية والدفاع عنهما وعن منجزاتهما وعن مقدسات الأمة بالغالي والنفيس والعمل الجاد والمخلص على حماية أمنهما من أي خطر أو مؤامرة تستهدف وجودهما واستقرارهما وإزالة جميع العوائق والشوائب وتوحيد كل الجهود والإمكانات في الدولتين من أجل هذا الهدف الكبير ومن أجل حاضر المملكتين وشعبيهما وأمنهما وأمانهما، وتجاوز الصعوبات والنهوض من الكبوات ومن أجل مستقبل الأجيال فيهما وحل كل المشكلات التي تقف عائقًا أمام التعاون البناء والفعَّال والوصول إلى الطموحات الكبيرة والآمال العريضة في كافة المجالات إضافة إلى تأكيد الوقوف مع كل قضايا الأمة ومناصرتها وفِي مقدمتها القضية الأساسية الأُم، القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

د.عساف الشوبكي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الدكتور عساف من الكتاب المميزين وهو برلماني واعلامي وإستاذ جامعي عضو مجلس النواب الاردني السابع عشر وهو من كتاب صحيفة هتون وزاويته هذه المميزة دوماً من كل اسبوع ينيرها بقلمه المميز الصادق الذي لا يقبل المتاهرات والمجاملات .. وفقه الله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88