التعليم بين الضغط على المُعلِم والمُتعلِم.

التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء الفرد، وتكوين شخصيته، وتنمية قدراته، فإنْ صَلُحَ الفرد صَلُحَ المُجتمع .

فالتعليم من أهم الركائز لتطوير وتنمية الشعوب والمجتمعات الصالحة، ومن المهم معرفة أساسيات التعلم الصحيح، فهو ليس مجرد تلقين وحفظ ثم اختبارات لتنتهي بنسيان المعلومات والسير دون هدف، الاهتمام بنوعية التعليم من أعظم الأمور التي يُوصى بها ويؤكد عليها.

وفي كثير من المجتمعات لا يحضى التعليم بالأهتمام الواجب دون ضغط على المعلم أو المتعلم ، الواجب أن تقوم الحكومات بدراسة جيدة لأمر التعليم حيث يكون هناك محفزات تجعل كلا الطرفين سعيد بالعملية التعليمية.

ومن وجهة نظري التعليم يحتاج لعُمق في الدراسة؛ لتوصيل الأفراد لقاعدة ثابتة وراسخة ومفيدة في الحياة .

فنحن نحتاج لتعليم الأخلاق للأطفال كبداية في حياتهم ، يحتاج الطفلُ لترسيخ مبادىء الحياة الصحيحة، وتنمية الأخلاق العامة للفرد وللأخرين، فمثلًا علينا ترديد العبارات الإيجابية في محافل التعليم على الأطفال، علينا زرع القيم الجميلة بين الأبناء كالنظافة، والتعاون، والاحترام، والأمانة …. الخ

قرأت منذ فترة بعد سماع بعض المعلومات من إحداهن عن التعليم في اليابان، في الحقيقة كنت مُنجذبة جدًا للحديث عن هذا الموضوع ، ولا أخفيكم كنت أتمنى بداخلي أن تطبق كل تلك الأمور لدينا .

اليابان من البلاد المتصدرة في تطور التعليم .. فهم يقومون بتثبيت وترسيخ القيم لدى الأطفال كما أشرت من قبل وكنت أحلم بأن تكون مدارسنا كذلك، فهناك ( في اليابان ) تدرس لديهم مادة تدعى ” طريق إلى الأخلاق ” من المراحل الابتدائية حيث يُعلَّم كيف يتعامل مع الآخرين بالاحترام والتقدير والتعاون وغيره.

كما أن في مدارسهم لا يوجد رسوب من المراحل الدنيا وحتى الثالث متوسط، لأن الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية وليس فقط التلقين.

ومن الجانب الأخر ، توفر مدارسهم كل أساليب التقنية والتكنولوجيا تماشيًا مع التطورات التي تزداد مع مرور السنوات، حيث يستخدم الطالب والمعلم كل البرامج التعليمية والشرح والتبسيط والتصحيح لكل مادة عن طريق الكمبيوتر وليس الكتب أو الكتابة.

والمذهل أنهم أطلقوا في عدد من المدارس الروبتات (Robots) لتقديم التعليم ، وفُتحت مدارس خاصة للطلاب لتعلمهم كيفية صناعة الروبوت للقيام بمهام مختلفة ، فإلى أين ستصل لديهم العملية التعليمة برأيكم؟!

بعد كل تلك المعلومات التي قرأتها، توقفت متعجبة مما نحن وكثير من البلاد مازلنا فيه ، لا أنكر حركة التغيير الحاصلة في التعليم لدينا، فهناك مجهودات كبيرة وعظيمة ، ولكن مازالت بعضُ مدارسنا تعمل بالسبورة والطباشير، ومازال هناك مباني غير صالحة كمدارس، ومازال لدينا أعداد مهولة في كل فصل أحيانًا تصل ل 50 أو 60- طالب أو طالبة ، والضغوط تزداد على المعلمين ، وكثرة الأنصبة في الحصص، والأنشطة اللامنهجية …. الخ

كل تلك تُرهق المعلم كأهم شخص يوصل المعلومة في العملية التعليمية، وترهق الطالب كمُتلقي.

أتمنى أن يكون لدينا تنمية عقول ومبادىء وأصول الحياة بالطريقة الصحيحة التي تخدم الفرد والوطن، والتفاؤل يسري مع أشراقات كل صباح.

____________

إبتسام عرفي.