إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ألك هـدف ورؤية ؟

هناك أشخاص يعيشون فقط لأنهم هنا في هذه الحياة !  يعيشون دون هدف محدد، أو أمل يتطلعون لتحقيقه.

واجهت بعضًا منهم بحكم عملي، فسألت ذات يوم إحداهن وهي فتاة في الخامسة عشر من عمرها: ما هو هدفك في الحياة ؟ وكان سؤالي لها بناء على رؤيتي لشخصيتها المنطوية والهادئة جداً.

تفاجأت أنها لا تعرف معنى الهدف! ولم تفكر به ، وأن الأمر لا يهمها أساساً!!

كان إحباطها شديد، لدرجة أني أشفقت عليها كثيراً.. فكيف لفتاة في عمر الزهر الربيعي الجميل أن تعش دون معرفتها لأهم أساسيات الطموح والهمة وهو تحقيق الهدف حين تكبر وتُنهي دراستها؟

حرصت على توضيح أهمية الأمر لها، ومحاولة مسح تعتيم الرؤية المستقبلية ، لكن للأسف لم أجد منها سوى الصد.

هنا يكمن سؤالي لكل قارئ : أين دور الأسرة من أب وأم وأخوه أو أخوات؟

هل يمكن أن تكون الأسر بنفس التفكير والرؤية المعتمة؟

حينها فكرت بنشر ثقافة التخطيط للحياة من خلال وضع دورات بسيطة ومبسطة لتلك الفئة العمرية ، ربما تكون نافذة أمل يتطلع منهاالجميع أو البعض لحياة أجمل، لتفتح لهن أو لهم أفاق جميلة مستقبلية.

ولكن لم يكن كافياً، فدور الأسرة مهم وفعال جداً لبناء شخصية قوية وتفكير إيجابي، فبعض الأسر يتركون أطفالهم منذ الصغر يفعلون ما يريدون دون توجيه أو مراقبة، وتكون غالباً رعايتهم على المربية أو الخادمة التي تأتي من بيئة مختلفة وثقافة مختلفة. وكم خسرت تلك الفئات من الناس لأعظم مقومات التربية الصحيحة.

والبعض الأخر يتعاملون بقسوة وشدة مع ابناءهم وكأنهم في ثكنة عسكرية لا يوجد فيها أي مجال للحوار أو النقاش بل هي أوامر لابد من تنفيذها. وأيضاً خسروا ابناءهم!

وهناك من جمع بين الطريقتين وربما هي الأفضل ولكنها ليست افضل من التربية السليمة التي تعتمد على تطبيق منهاج سليم للشريعة الإسلامية . هو دين الوسطية فلا أفراط ولا تفريط فيه وهو أجمل ما يمكن ان نطبقه.

ومن هنا أنادي وأطالب كل أب وأم أن يطوروا أنفسهم بالطرق المتعددة للتربية الصحيحة، أما بالقراءة الجيدة أو بحضور الدورات التدريبية المتخصصة في هذا المجال، او بالاستماع لتلك المحاضرات المتواجدة في قنوات اليوتيوب للاستزادة والمعرفة . بهذا سيكونون أولاً قدوة لأبنائهم وكي يتعلموا قبل أن يُعلموا الأجيال القادمة …

كي يعيش الجميع في مجتمع مثقف وناضج وناجح وقوي .

هذا ما نرجوه لمجتمعاتنا العربية والإسلامية على الدوام.

———————————————————-

الكاتبة/ إبتسام عرفي

 

مقالات ذات صلة

‫18 تعليقات

  1. اسلوب الحوار والشفافية مع الأبناء منذ الصغر تجعلهم قادرين على اكتشاف مواهبهم وتوجهاتهم المستقبلية وبالتالي وضع الخطط المناسبة للوصول بهم نحو تحقيق الأهداف المرجوة

  2. إن قلت شكرا فشكري لن يوفيكم
    حقا سعيتم فكان السعي مشكورا
    إن جف حبري عن التعبير يكتبكم
    قلب به صفاء الحب تعبير ….
    وذلك لقاء الجهد الكبير والعمل المتميز الذي قامت به
    والمساهمة في إخراجه بالصورة المشرفة التي رأيناه بها
    وكانت موضع تقدير الجميع سائلين المولى عزوجل لها التوفيق والسداد . بوركت جهودك لابد من توعية طالبتنا ماهي اهدافهم وطموحاتهم وميولهم من سن صغير لتنمية هذه الطموحات وتحقيقها

  3. إن قلت شكرا فشكري لن يوفيكم
    حقا سعيتم فكان السعي مشكورا
    وذلك لقاء الجهد الكبير والعمل المتميز الذي قامت به
    والمساهمة في إخراجه بالصورة المشرفة التي رأيناه بها
    وكانت موضع تقدير الجميع سائلين المولى عزوجل لها التوفيق والسداد . بوركت جهودك لابد من توعية طالبتنا ماهي اهدافهم وطموحاتهم وميولهم من سن صغير لتنمية هذه الطموحات وتحقيقها

  4. موضوع مهم فعلاً تحديد الهدف يوفر سنوات من التخبط قد لا تنتهي الا بعد فوات الآوان .
    عساك على القوة عزيزتي ابتسام وبالتوفيق .

  5. إن قلت شكرا فشكري لن يوفيكم
    وذلك لقاء الجهد الكبير والعمل المتميز الذي قامت به
    والمساهمة في إخراجه بالصورة المشرفة التي رأيناه بها
    وكانت موضع تقدير الجميع سائلين المولى عزوجل لها التوفيق والسداد . بوركت جهودك لابد من توعية طالبتنا ماهي اهدافهم وطموحاتهم وميولهم من سن صغير لتنمية هذه الطموحات وتحقيقها

  6. لم يعد هناك موجهين ..
    الوالدين اصبحوا هم بأنفسهم بحاجة الى تربية وتعليم
    لأيصالهم فقط لمرحلة الرزانة .. لكي يفهموا بأن لديهم ابناء بحاجة
    الى قدوة وتعليم وغرس الفضيلة بداخلهم ..
    الناتج الان اباء وأمهات مشغولين بالتفاهات مع هذا العصر التافه
    والابناء في ضياع ..
    الوضع حقيقةً تجاوز الاهداف الوضعية الى تدمير المبادئ والعقول
    سيدتي ابتسام ..
    منذ زمن لم اشاهد تساؤولاتك التربوية
    كل هذا بسبب ابتعادك عن المقال ..
    اهلاً بهذه العودة العميقة ..!

  7. كل الناس مهوب بس البنت ماعندهم هدف ولاتخطيط اهم شيء المطاعم والملابس والتصوير اللهم ارحمنا

  8. من أجمل ماقرأت فقد تناولت غياب الاهداف والتخطيط لدينا
    واحسنت في اسلوبك من حيث سرد واعي لنقاط من المهم ان نبدأ بها
    ولديك قدرة على النقاش الواعي والكتابة الهادقه
    سلامي

  9. مقال مُذهل !
    بدأت فانتهيت وأنا لا أدري ..
    شريط مكتوب قد عبر فحسب ..
    سلس .. سلس جداً !
    لهذا أنتي مُذهلة !!

  10. شكرا ًً للجميع هنا .. شكر من أعماقي لمن رد وباح بما لديه
    شكري لمن عرفت ومن لم أعرف وكنت سعيدة بتواجد بعض من الذين أعرفهم فهذا الصرح هو للجميع .

    تقديري

  11. بعد غياب كان يتراوح بين اسبوع الى اسبوعين تقريبا
    وقعت عيناي لتلك الكلمات التي هي عمود لاهداف الحياه
    الجميع منا يطمح لتحقيق اهداف والمحزن الذي يسير في حياته باا هدف وبلا سعاء لتحقيق احتياجاته
    ولكن في الوجه الاخر ربما نضع اللوم للوالدين ولكن هذا في عصرنا الحالي
    معذرة لاكون معك واضح هناك عوائل والديهم لم يحصلو على التعليم وربما حدود افكارهم محصورة ببيئة مجتمع منحصره جداً
    وربما خرج منهم المتعلم جدا وسقط منهم من لم يصنع الاهداف بحياته
    التعليم له دور اساسي جدا في مسيرة حياتنا
    الاعلام في السوشيال ميديا له تاثير ايضا
    راق لي والحوار به شيق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88