مديري لا يعرف ما أقوم به
نصت مبادئ هنري فايول في الإدارة الكلاسيكية الأولى (حيث بدأت الإدارة بشكلها العلمي) على أن مراعاة الاختصاص مهم جدًّا للقيام بأي عمل، وحرص فريدريك تايلور (من رواد المدرسة الإدارية التقليدية كذلك) على أن اختيار الأفراد بعناية للقيام بأي مهمة، مهم جدًّا لنجاح العمل.
لقد كانت هذه الوصايا العلمية من أهم أسباب نجاح الإدارة وغزارة الإنتاج في ذلك الوقت، وما زالت هذه المبادئ أساسًا يتم العمل به إلى اليوم، وهي بذلك تثبت نجاحها بشكل مستمر.
اليوم نشاهد كثيرًا من الإدارات تدار بغير المختصين، وقد أحدث هذا الاختلاف فجوةً كبيرة بين الإدارة والعاملين، وأثرت بشكل حقيقي على الإنتاج والعمل، فلا يكفي أبدًا أن تكون مؤهلًا إداريًّا لتدير أي عملٍ مهما كان اختصاصه، فلا نتخيل مثلًا أن يرأس محكمة سوى قاضٍ، ولا مكتبًا هندسيًّا سوى مهندسًا، ولا مدرسة إلا أن يكون مدرسًا، وقس عليها كل منشأة بحسب اختصاصها، مع تأهيل المدراء إداريًّا أو قياديًّا بحسب متطلبات تلك المنشأة.
المستشفيات ليست بدعًا مختلفًا عن بقية المنشآت، هي كذلك جهة مختصة، تمتلئ بالتعقيدات والتخصصات، وتتميز بأنها موغلة بكل أقسامها بالتفاصيل التطبيقية العملية والفنية، وهي كذلك بحاجة ماسة وملحة إلى أن تدار وفق مبادئ (هنري فايول، وفريدريك تايلور)، ولعل من أكثر العاملين بالمستشفى كفاءةً ومهنيةً هم الأطباء، وذلك لسبب بسيط جدًّا، وهو أنهم المهنيين الوحيدين في المستشفى الذين يتعاملون فنيًّا وطبيًّا مع كافة أقسام المستشفى ويعرفون ما يدور بها، بل لا يكاد يعمل قسم من الأقسام بدون توجيه الطبيب، وعليه فلا بد من تأهيل الطبيب الأكفأ قياديًّا وإداريًّا ليدير منشأته، بدلاً من استعارة شخص من خارج التخصص الطبي ليدير الأمور الطبية، ويتم تكليف مساعد إداري للشؤون الإدارية والتي لا تتجاوز ٥٪ من حجم عمل المستشفى في الأغلب.
☘??☘??☘??☘??☘??
بقلم الكاتب د/ سلطان المطيري
دائما كاتبنا الحبيب يتلمس قضايا المجتمع ويناقشها ويستعرضها مع التوضيح والاسهاب المفيد ويقترح الحلول، فبارك الله فيكم وحفظكم الله والقراء جميعا
المستشفيات ليست بدعًا من الأمر، وصحيح أن الأطباء أدرى بأعمالهم ولكن ألا يغني المختصون في الإدارة عن الأطباء في إدارة المستشفيات؟!
كما يقولون أهل مكة أدرى بشعابها، موفق أستاذنا.
فعلا من أنجح أساليب العمل أن يوضع كل في اختصاصه.
طرح جميل وبه اقتراح لحل قد يبنى عليه.
أحسنت كاتبنا القدير في لمس المشكلة.
دائما ما يكون التأهيل عاملا مهما في إدارة أي عمل.
في البداية لم أفهم الرابط بين العنوان ومحتوى المقال، لكنني أدركت بعد برهة من التفكير خطورة الأمر، أن لا يكون مدير العمل مختصًا به يعني أن لا يعلم كيف يحاسب وكيف يقوم ويقيم، شكرا لك دكتور سلطان ولصحيفة هتون على هذه الزاوية المميزة.
اختيار موفق، وأعتقد أنه في صلب أي عمل وليست المستشفيات وحدها، فيجب أن تدار الأمور بمحركين أساسيين التأهيل والتخصص.
مقال مميز ويلمس ظاهرة تحتاج إلى إصلاح حقيقي.
جميل العنوان، وجميل الأسلوب السلس في طرح الموضوع دون تطويل ممل مع طرح الحل البديل.
جميل جدا هذا الحل، ولكن يجب التأكيد على أهمية التأهيل والتدريب.
دائما مبدع دكتور سلطان، تتحدث في صلب الموضوع طارحا المشكلة والحل دون مقدمات أو إسهاب.
تايلور من مؤسسي علم الإدارة ..