حبيبتي

خامدًا دامثًا لا أهلب من بوى التأوه، ولا أشكو شجا المكتئب .. أنقمع وأحتجب منفردًا، لا أصاخ صخبًا إلا عزف قلبي، أتلجلج بدون إبطاء في باطن نفسي.

حبيبتي: فلسفة الوجود عليها طائلة إمبراطور حاقد، عاصر لكل عاشق محب، تحت سدف الطسوم الواشجة في ملتقى الأرض بالسماء؛ إنه يرضخ النجوم على أن تخمد وتخفت، بل تمتنع عن ضيائها لوقت من الزمان، ثم لا تستقر، وتنقشع عن العيون والأنظار.

لن أبقى في انزوائي هذا طويلًا، لقد اتقدت كل نواحي جسمي، وانطلقتُ ببصري إلى السماء، كأنما أطارد نهاية طلل، وأنا في طريقي المطروق إلى الملأ الأعلى ..!!!.

امتلأت عيناي بالدموع، وارتعشت يدايَ وشجب جبيني وكفا، وإني أنوح نحيب الشدة؛ إني ألمح بروزًا ترفرف على رأسي، وأشعر بطعنة عنيفة في جنبي، أهجع مرة، ويُغشى عليَّ مرات، أعتقد أني أترقب في سكرة حالي .. ها أنا أتيقظ، فهل أتمكن من الجلوس؟!.

حبيبتي: إني أنصت إلى ترانيم الكسا الممزوجة بالتأوه في هذه الدعجة الفحومة..!، استلب القدر، وفر هاربا، ليأتي عليَّ بأسرع من ضربة.

حبيبتي : إني أرى ملاك طوق رأسي بإكليل، و قد وعدني بأبدية الأبد، و اليسر الذي لا يفنى!!.

حبيبتي: وقال لي لن يأتي الوحش المفترس الذي كان ينغص عليَّ ويكدر صفوي. وأقر لي بأنه القدر الذي يقطف زهرات الشباب الغضة قبل أوانها ..!!
إني أباد في ظلمة دامسة ضاجعة، وأرجو بوارق الرشد فلا أهتدي ..!!
يشتد حزني .. أعتذر لك حبيبتي عما أتى مني، أمكث حائرًا، لا أدري ماذا أصنع؟!
لقد ظفر بي حنو الحب على كل عاطفة، أتوهم أن صدرك ملتصق بصدري، وأن رأسك ملقى على كتفي، وخدك تحت متناول لثماتي.

أحب أن أراك في ساعتي الأخيرة، وأنا طريح هذا الفراش لا أفارقه لحظة واحدة حتى مللت وبرمت، وبت أخشى إحنة الليل أكثر مما أخشى طائلة المرض، فلا تفارقني بعد الموت حتى يحكم الله بأمري ما يشاء.

الكاتبة الجزائرية/ ليلى بومدين