إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

الماضوية ولحظة تفاؤل

سؤال ملح، يدور في خلَدي بشكل مستمر، لماذا نحن ماضويون؟، نتطلع دائمًا للماضي، نعتبره دائمًا هو الأجمل والأمثل، ولهذا نجد كثيرًا من التعليقات اليوم في السوشيال ميديا – على عقود مضت- بتسميتها بالزمن الجميل، وهل هو زمن جميل فعلًا، وقد كان آباؤنا وأجدادنا يعانون ضنك العيش، وضيق اليد، ومعاناة الحياة بكل أشكالها المختلفة، طبعًا إذا تحدثنا عنا نحن في الوطن العربي، على وجه التحديد.

أما في العموم، وعلى مستوى كوني فنجد أن هناك تحولًا كبيرًا فيما يتعلق باليوم، فقد تمكن إنسان اليوم من ركوب الجو، واختراق البحر، وتسخير كافة القدرات العلمية التي تحقق له مزيدًا من الرفاة، وتعمل على تخليصه من الألم، عبر الجهود العلمية العظيمة في المجال الطبي والفيزيقي عمومًا، اليوم كثير من الأمراض التي كانت مستعصية أو مستحيلة تم اكتشاف علاج جذري لها، وهناك كثير من المحاولات العلمية الجادة لإطالة عمر الإنسان وجعله يعيش عمرًا أطول، وقد أثبتت نجاحها فعليًّا، أيضًا الذكاء الاصطناعي وما وصل إليه من تقدم مذهل، كل ذلك من أجل خدمة الإنسان، والإنسانية عمومًا، لكن لو سألنا أنفسنا، لماذا نجد معظم المبتكرين من الدول المتقدمة، وليسوا من شعوبنا المتواضعة لوجدنا أن السبب يعود من وجهة نظري إلى ذات المشكلة الجوهرية، يعود إلى طريقة التفكير، فنحن ماضويون، بينما هم مستقبليون، لأنهم يتطلعون بشوق إلى المستقبل، ويعتبرون الماضي والحاضر نواة لصناعة مستقبل أجمل، ويعتبرون الحاضر والمستقبل تصحيح لأخطاء الماضي، حتى يكون المستقبل أكثر ازدهارًا وأكثر إبداعًا.

أتمنى أن تصل شعوبنا إلى نهضة حقيقية، وأن تنهض أولًا بتفكيرها، وتنمو بعقولها، وتفخر وتشجع إبداعاتها، ونحن بلا شك في الطريق، لكن لا يزال الطريق في بدايته، وهو طريق طويل، لكنني أرى أمامي بصيص ضوء، ومستقبل زاخر بالتفاؤل.

☘️??☘️??☘️????☘️??☘️??

بقلم المفكر والأديب العربي/ خالد الخضري 

مقالات ذات صلة

‫21 تعليقات

  1. مصطفى محمود
    المستقبل بالنسبة لله حدث في علمه وانتهى، وكل ما يأتي في الغد القريب والبعيد بالنسبة لله تحصيل حاصل، ولهذا نجد الله يصف أحداث يوم القيامة بالفعل الماضي مع أنها مستقبل. كما في قوله تعالي : ( ونُفخ في الصور فجمعناهم جمعا )

  2. النهضة هي شغل الفكرين الشاغل لانها هي التي ترتفع بعالمنا العربي الي مصاف الدول المتقدمة

  3. الانسان بطبعه يحن إلى ذكرياته الماضيه بغض النظر عن طبيعة الماضي في زمنه

    نشأت و والدي يحن لماضيه ويعتبره افضل من حاضرنا

    وانا الآن احن الى ذكرياتي في صغري وشبابي

    وكل ما مضى زمن شعرت بعد فترة بالحنين لذلك الماضي رغم اني وقتها لم أكن أشعر بهذه القيمة له

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88