حوار مرئي

المفكر والأديب خالد الخضري بين الإعلام وسبيل الوعي والأدب الروائي.

من أصعب المهام أن تقترب ممن هم يتقنون مهنتهم لدرجة الاحتراف محاولًا مباراتهم أو حتى تقليدهم، هذا بالضبط ما حدث لي، عندما فكرت في إجراء حوار صحفي مع نجم من نجوم الإعلام البارزين، سواء في مجال الكتابة الصحفية أو الاستشارة لعدد من الأكاديميات، فضلًا عن كونه مدربًا ومقدمًا تليفزيونيًّا …، فقد وجدتني رغم ممارستي للمهنة وحبي لها، وظني بامتلاكي لأدواتها أقف عاجزة عن إدارة أسئلة  تتناسب مع كم هائل من الخبرات الأكاديمية والإعلامية، وأعترف أن هدفي الحقيقي ليس محاورته بقدر ما هو محاولة للاستفادة من خبراته الكبيرة في فنيات الإعلام، واستشراف تجربته كمستقبل.

أجرت الحوار/ هتون الشمري

إنه الأستاذ/ خالد محمد الخضري، أستاذ فلسفة الإعلام بجامعة الإمام والمستشار في أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان سابقًا، وأحد الوجوه البارزة في الإعلامي العربي، وأحد المؤسسين لقناة فكرة للتدريب الأكاديمي، ووجه إعلامي بارز بشكل يومي في عدد من الفضائيات، ومفكر وأديب يعيش بين المقالات، والقصص، والخواطر.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]علاقتي بالشيخ بن باز طيب الله ثراه كانت سبباً لدخولي الصحافة[/box]

في البداية حياك معنا أستاذنا وتشرفنا بك، وأولًا نعطيك مجالًا لتعريف القراء بشخصكم الكريم، من حيث: ما هو منبع ثقافتكم وتعليمكم؟، وكيف كانت دوافع هذا التوجه للكتابة الأدبية والإعلام؟ وفيم كان يختلف الطفل خالد الخضري عن باقي أقرانه في مرحلة الطفولة؟

– كنت قد وجدت نفسي كاتبًا منذ بدأت تعلم الأبجدية في مراحل مبكرة من الدراسة، حيث أصدرت مجلة مدرسة في الصف الرابع الابتدائي باسم: مجلة الأصدقاء، كانت بمثابة ملتقى للأصدقاء، ولم تقتصر على كونها صحيفة مدرسية فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى أصدقاء الحي من أقراني الأولاد في ذلك بمدينة الطائف، مسقط رأسي ومدينتي التي أعشق، وقد أدت تلك المجلة البسيطة إلى بروز عدد من الكتاب، والشخصيات، الذين أصبحوا نجومًا لامعة في سماء الإعلام والعمل الإداري حاليًا، فكنت أؤمن بأن الموهبة تولد بالفطرة، ويمكن أيضًا أن تكتسب، أو يتم تنميتها، وكنت سعيدًا وقتها عندما بدأت في تكوين مكتبة ضمت عددًا من الكتب ذات الاتجاه الأدبي والديني، بسبب دراستي الابتدائية في المعهد العلمي الذي كان معبرًا لي للتعرف على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، الذي وجدت منه الدعم والتشجيع في سن مبكرة، حيث وافق سماحته – رحمه الله – على أن أقوم بإجراء مقابلة صحفية مع سماحته، وأنا في الصف الأول الثانوي، حيث كان ذلك اللقاء عربون عبور للعمل في الصحافة بصحيفة الندوة وقتها، وتم اعتمادي كصحفي متعاون. هذه البدايات كونت لدي اهتمامًا كبيرًا بالثقافة الدينية، وقرأت واطلعت على عدد كبير من الكتب والمراجع، في المجال الشرعي الفقهي، وكتب الحديث، ودراسة المصطلح، وعلم الرجال … وخلاف ذلك. هذه المرحلة المهمة أدت بي للعمل في مجال تحفيظ القرآن مع الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن بالطائف وإمامة المساجد، وفي ذات الوقت لم يغب عني مطلقًا الاهتمام بالأدب والكتابة، حيث كنت أكتب القصة القصيرة وأراسل الصحف السعودية وقتها، ثم تطور الحال، وبدأت أنحو نحو الصحافة بصورة كبيرة، وخف لدي الحماس نحو الاتجاه الديني، انضممت بعدها للعمل مع الصحافة الخليجية ـ مجلة المجالس الكويتية ـ حيث أصبحت مراسلاً لها في السعودية بداية التسعينيات الميلادية، ثم النهضة، فالسياسة والهدف الكويتية، وكنت أكتب بها أعمدة أسبوعية منتظمة، ونشرت بصحيفة الهدف الكويتية، ذائعة الصيت في ذلك الوقت، روايتي الأولى (جوانا وجزيرة النسيان)، وكانت علاقتي وعملي بعد ذلك بالنادي الأدبي بالطائف كمسؤول علاقات عامة محطة مهمة أدت إلى تكويني الفكري والثقافي، هذه كانت إرهاصات البدايات باختصار.

س// من خلال اطلاعي على سيرتكم الذاتية الزاخرة بالعديد من الأعمال والمهام في جهات عدة، وكذا الاستضافات في قنوات تلفزيونية .. كيف توفقون بين ذلك وحياتكم الأسرية؟

– أؤمن أن هناك وقت كافٍ لتنفيذ المزيد من المهام، وأن ضغوط العمل هي السبيل لتوفير الوقت، لماذا؟ لأن ضغوط العمل تعلمك شيئًا مهمًّا في حياتك، وهو الانضباط، واحترام الوقت، واحترام مواعيدك، والقدرة على توزيع الوقت بشكل منتظم، وبحسب الأهمية. الفارغون يا سيدتي هم من يعيشون أزمة مع الوقت، ومن يدعي أنه لا يمتلك الوقت، أو ليس لديه وقت كافٍ، يفتقد للمصداقية مع نفسه. كل الناجحين عرفوا قيمة الوقت، وتعاملوا معه باحترام وإجلال كبيرين، الوقت ثمين، وعلينا أن ندرك ذلك جيدًا، وهو ما أحاول أن أنشره بين طلابي وأبنائي، وأخلق لهم وعيًا جيدًا في هذا الجانب.

س// ما بين عمل طال ١٥ عامًا في الإعلام انتقلتم خلالها للعمل الحكومي، ألا ترون أن العمل الحكومي الرسمي نوعًا من الأعمال التي تُخفِتُ طموحَ وأهداف الإعلامي بسبب ما يلقاه من ضغوط وبيروقراطية؟
– هذه نقطة جوهرية مهمة فعلًا، لكن الإنسان يضطر لذلك من أجل البحث عن الآمن الوظيفي بعد سنوات من العمل في الصحافة ـ كمؤسسات قطاع خاص ـ لا تخلُ من الصراعات والتنافس غير الشريف، والمحسوبيات في كافة جوانبها.

س// كيف توجهتم للإعلام والصحافة هل كانت موهبة وعشت محاولات إثبات وجود أم كانت ضربة حظ؟
– موهبة ارتبطت ببدايات حبها من الصف الرابع الابتدائي، كما ذكرت ذلك في سياق إجابة السؤال الأول، وتحولت بعد ذلك – كما ذكرت – لإثبات وجود.

س// عفوا أستاذي، هل قدمت نوعًا من التنازلات في بدايات مشوارك الصحفي؟

– لا أعرف ما المقصود بالسؤال، لكنني أتذكر أننا كنا نعمل بأجر بسيط جدًّا، ومكافآت غير مجزية، ونضحي بأوقاتنا لساعات طويلة في مقابل أن نحقق خبطات صحفية متفردة، وفعلًا كان هناك إنجاز وتفرد، وتنافس مع صحف أخرى منافسة.

س// من كان يبهر خالد الخضري من الصحفيين الكبار؟

– عثمان العمير، وعبدالرحمن الراشد، وخالد المالك والذي أصبح أستاذًا لنا فيما بعد، وشرفني بكتابة مقدمة لكتابي “خطابات مؤثرة في الصحافة السعودية” الذي أصدره نادي الباحة الأدبي مع دار الانتشار العربي، وفي طائفنا المأنوس كان عمدتنا عمدة الصحفيين في الطائف الكاتب والصحفي حماد السالمي الذي كان ولا يزال أستاذًا تعلمنا منه الكثير، وأصبح صديقًا وأخًا … وآخرون كُثُر، وأرجو المعذرة لعدم التمكن من ذكرهم جميعًا.

س// تنقلت بين صفحات الصحف ما بين الفن، والسياسة، والأدب، والمجتمع… فأيهم أقرب إليك؟

– المجتمع هو القضية التي تعنيني الآن حتى في دراساتي العليا، حيث درست التربية في الماجستير، وفي الدكتوراة في علم النفس. عشقت قضايا المجتمع، هموم الناس منذ اللحظة الأولى في عملي الصحفي، وإلى الآن، وقدمت برامج تلفزيونية معنية بهذا الجانب، لكن يظل الفن والأدب لصيقان لي لا يمكنني الفكاك عنهما بالذات، وقد أصدرت 5 مجموعات قصصية ورواية ومجموعة نثرية، وأعمال أدبية أخرى، تجاوزت الـ 10 إصدارات، فستظل عشقي الأول الذي كون ثقافتي واهتماماتي الفكرية والمعرفية.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]رئيس تحرير الجزيرة الاستاذ خالد المالك أوقف لي أكثر من مقال [/box]

س// هل كانت تتم إجازة كل مقالاتك في الصحافة أم تتعرض لمقص الرقيب أحيانًا؟
– آخر انتظام لي في الكتابة كان مع صحيفة الجزيرة، مع أستاذنا الإعلامي الكبير خالد المالك، ميزة هذا العملاق أنه يتصل بك شخصيًّا في حال وجود ملاحظات على مقالك، وقد أوقف لي عدد من المقالات بعد أن أقنعني بتقديم مقالات أخرى غيرها، ومنها ما كانت تتعلق بالتطرف الديني في الأعوام 2009 و 2010م، حيث كان الحديث في هذه الجوانب ومفاصل دقيقة منها حساسًا حينها، وكنت أحاول أن اقنع أبا بشار بإمكانية تعديل المقال، أو حذف جزئيات منه، لكنه كان يفضل استبعاده، لكن بأسلوب لبق، وباحترام شديد لقلمك ككاتب، رجل متميز عملًا وخلقًا، حفظه الله ورعاه.

س// عملتم في تحرير صحيفة المدينة هل ترون أن الصحافة الإلكترونية ستطغى يومًا ما على نظيرتها الورقية؟
– لي رأي قاسٍ في هذا الجانب يتمثل في أن شكل الصحافة التقليدي يتحول حاليًا، وسوف يتحول تمامًا. ليست المسألة مسألة تنافس بين الورقي والإلكتروني كصحافة، بل المسألة أبعد من ذلك بكثير، حيث أن حضور السوشيال ميديا ومنصاتها المتعددة حاليًا، وتحول النشر من النخبوي إلى الشعبي، وشراكة كافة أبناء الشعب في هذا الأمر، سوف يلغي فكرة الصحافة بشكلها التقليدي القديم، سواء أكانت ورقية أم إلكترونية. الورقي إلى زوال، والإلكتروني كصحافة لن يصمد، ولن يكون له شأن، وليس له مستقبل فيما أظن، ولم أرد أن أحبط أصدقائي وأحبابي من أصحاب الصحف الإلكترونية التي أصبحت اليوم أكثر من البقالات والمحلات التجارية العشوائية، لكني أؤكد أن الصحافة الإلكترونية لن تكون بديلًا للصحافة الورقية، ولن يستمر العمل الصحفي بطابعه القديم إطلاقًا، اليوم تويتر والسناب شات أهم من كافة وسائل الإعلام مجتمعة.

س// هناك من يرى أنه يتم استقطاب الكتاب في “الصحف السعودية” بناءً على من يقدم الولاء والصداقة لرؤساء التحرير والعلاقات الخاصة وليس على المهنية .. تعليقك؟

– هذا الكلام فيه جانب من الصحة فعلًا، لكنه عهد مضى، اليوم الكتاب لا يعنيهم النشر الورقي لأنه لم يعد مقروءًا، ولا أفضل الحديث حول عهد مضي، وفي طريقه للزوال، الصحافة كلها سوف تتغير، أسلوب الكتابة، طريقة التناول، والطرح، والأسئلة، كل ذلك سوف يتغير، حتى الخبر الصحفي يتحول الآن إلى تغريدة سريعة، أشبه بعنوان قصير حسب تصورات الصحافة التقليدية، فصناعة الخبر في الأيام القادمة سوف تأخذ أشكالًا أخرى، وكذلك العنوان. الإعلام كله يتغير يا سادتي.

س// من خلال خبرتكم كيف يحقق الصحفي الامتلاك الكامل للأدوات؟

– حتى الأدوات اليوم تتغير، الأشكال تتغير، لغة الإشارة، ولغة الجسد عادت للبروز مجددًا، نلحظ ذلك من خلال (الإنفوجرافك، والموشن جرافك، والأنيميشن)، هذه لغة العصر الإعلامية، والصحفي اليوم بشكله القديم يتقهقر للخلف، ويغيب بين الأنقاض.

س// أغلب الصحفيين لم يستمروا في العمل الصحفي سوى لثلاث أو أربع سنوات، والكثير منهم يبني له علاقات خلال هذه الفترة مما يسهل انتقاله إلى وظيفة في قطاع آخر نتيجة للعرض الأفضل والضمان الوظيفي، هل مررتم بذلك ويطبق على عملكم كمستشار في عدد من الأكاديميات؟

– صحيح أن الصحفيين يتميزون باقتناص الفرص، لكنني لم أكن محظيًّا بذلك، حيث خسرت من الفرص بسبب مثاليتي الزائدة في تلك الفترة، وعملي في مجال الاستشارات لدى بعض الشركات، والمراكز، والقطاع التعليمي الأهلي، جاء من خلال ما كسبته من خبرة في العمل الإعلامي لسنوات.

س// ما هي مجالات عملك في مجال الإعلام؟

ـ استشارات إعلامية، وأحرص أن أكون مواكبًا، ومتجددًا، واجتهدت في القيام بعمل عدد من الدراسات والبحوث الإعلامية التي تواكب هذا التغير، وهذا الزخم الكبير من المعلومات التي نجدها عبر محركات البحث، والتقنية الحديثة التي بدأت تلغي كثيرًا من الوظائف والأعمال، لهذا تتمثل فكرة مشروعي في تقديم خدمة تحويل الكتب إلى كتب إلكترونية، وكتب صوتية من خلال فريق احترافي، وتقديم خدمة الترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية من متخصصين احترافيين في هذا الجانب، وأقدم مجال الاستشارات الإعلامية، وصناعة وتطوير المحتوى الإعلامي بشكل احترافي.

س// كيف كانت بدايتك مع الإعلام بوجه عام ومع قناة الرسالة بوجه خاص؟

ـ عملت مع قناة الرسالة بدعوة كريمة من مشرف عام القناة الأستاذ ماجد الخضير، وكنت في البداية ضيفًا دائمًا بشكل أسبوعي، ثم قدمت برنامجًا قصيرًا بعنوان: “فكرة” اهتم بجوانب تربوية وتطوير الذات، قدمت منه في حدود 100 فقرة قصيرة، مدة الفقرة 5 دقاتق عُرضَت بالكامل، خلال دورتين برامجيتين كاملتين.

س// كيف وجدت أول ظهور تلفزيوني وهل من صعوبات واجهتك؟

ـ أول ظهور تلفزيوني كان عبر القناة السعودية الأولى، حيث قدمت برنامج تلفزيوني أسبوعي باسم (شباب وطموح)، وكنت قد قدمت قبله عددًا كبيرًا من الرسائل اليومية الثقافية من معرض الكتاب والجنادرية، فترة إقامة الفعاليات الثقافية. وعندما أسست القناة الثقافية ساهمت في تأسيس قطاع الأخبار بها، وكنت رئيسًا لتحرير برنامج الثقافة اليوم الذي كان من أفكاري مع مدير عام القناة وقتها محمد الماضي.

س// الشخص الذي تأثرت به ممن التقيت بهم إعلاميًّا؟

بالنسبة للشخص الذي تأثرت به إعلاميًّا، لا أظن أني تأثرت بشخص معين بعينه، لكن كنت أقتبس وأستفيد من شخصيات كتيرة، وأحاول مزجها بطابعي الخاص قدر الإمكان، وهناك أسماء كثيرة نتفق معهم، أو نختلف مع وجهات نظرهم، لكنهم جيدين من ناحية تقديم البرامج والدورات … وما إلى ذلك، مثل طارق السويدان الذي ربما نختلف معه في وجهات نظر كثيرة، وأسماء أخرى، منها صديقي الرائع خالد المدخلي، في الواقع يعجبني أسلوبه كثيرًا، لا أقول أني تأثرت به، لكن يعجبني كثيرًا أسلوبه، والأسماء كثيرة لم أجد نفسي تأثرت بشخص معين، وإنما أخدت شذرات من مجموعات مختلفة.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]برنامج فكرة برنامج شامل يسعى لمساعدة الأخرين لتطوير الذات [/box]

س// هل هناك هموم أو عوائق قابلتك خلال عملك كمذيع ومقدم لفقرة (فكرة) جعلتك تنقله لقناة على اليوتيوب؟ 

مشكلة الهموم الخاصة بالعمل الإعلامي خاصة التلفزيوني، أنه غير مستقر مع الإعلامي الذي يقدم برامج، خاصة من يعملون وقت إضافي، يعانون من مشكلة عدم الاستقرار في العمل الإعلامي، إلا في حال أصبح (سوبر ستار)، عندما يصبح نجمًا كبيرًا يختلف الموضوع، ولكن أمثال الدرجة الثانية في الإعلام مثلنا، يمكنهم تقديم برنامجًا اليوم في إحدى القنوات، وغدًا في قناة أخرى .. وهكذا. أنا أعرف أصدقاء لي مثلي، استطاعوا أن يواصلوا طريقهم ويصمدوا، ولكن نحن مشاكلنا الأخرى تشغلنا، خاصة فيما يتعلق بالوظيفة والعمل اليومي المرتبط بالأبناء والأسرة، ويعد العمل الإعلامي عائقًا لتلك الارتباطات والمشاغل الأسرية، لذا من الأفضل أن يكون الإعلامي متفرغًا لعمله، وبالنسبة لي، كنت متفرغًا للصحافة، وعدت للعمل الوظيفي الحكومي.

س// ما سبب تسمية البرنامج بهذا الاسم (فكرة) وهل يحتاج الشباب إلى تسليط الضوء عبر البرامج التلفزيونية حول جوانب تخصهم في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعي؟

سبب هذه التسمية، سهولة الاسم، فضلًا عن أنه يتناول أكثر من فكرة، ومن خلاله يسهل تقديم أفكار كثيرة، والعنوان عندما يكون عام وشمولي يتيح لك تقديم العديد من الأفكار، وعندما يكون العنوان محددًا يحصر البرنامج في إطار معين، ولهذا كان البرنامج مهتمًّا بتطوير الذات عمومًا، والجوانب التي تعزز الشخصية الإيجابية على كل الجوانب، وكل الاتجاهات، وقدمت منه 100 حلقة قصيرة، مدة كل حلقة 5 دقائق، وعرض بالكامل بشكل يومي في قناة الرسالة، والمشروع تحول لليوتيوب كمشروع أشمل من مجرد كونه برنامجًا إلى مشروع تطوير ذات عام، واستشارات وتدريب بالدرجة الأولى، يهتم بتجميل الحياة بشكل عام، وهذه هي الجوانب التي نحاول تحقيقها من خلال ذلك المشروع.

س// ما هي أهم مقومات الإعلامي الناجح؟

اليوم لم يعد هناك إعلامي ناجح وإعلامي فاشل، اليوم السوشيال ميديا، استطاعت أن تجعل من كل مواطن إعلاميًّا، وفكرة الإعلامي ستنتهي مع الزمن، ستصبح شيئًا من الماضي، نحن لا نزال نعيش جزءًا من بقايا الأمس – كما يقال -، وآثار هذه البقايا لا تزال موجودة، وسيأتي اليوم الذي يختفي فيه لقب (إعلامي)، جميع المواطنين يمكن أن يكونوا إعلاميين من خلال جوالاتهم، والتطبيقات التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتيح المجال للجميع، أن يقدم ما لديه، وزمن النخبة الذي يقدمه الإعلام انتهى بدون رجعة.

س// الصراع الطائفي في عالمنا (انتهى أم بدأ) وفي إشارة إلى الأحداث الأخيرة، كيف ترى الصراع الطائفي في السعودية؟ وكيف للإعلام أن يسهم في معالجة مثل هذه الصراعات؟

– فيما يتعلق بالطائفية، السياسة السعودية ذكية، استطاعت أن تواجه هذا الأمر، وأن تتعاطى معه بذكاء داخلي وإطفاء هذا الوباء الكبير، وتتعامل مع الموقف بذكاء سياسي استطاع أن يلملم شمل المجتمع السعودي قاطبة، والذي يتفاعل هو الآخر مع السياسة المحلية، ولذلك نعيش أمنًا عظيمًا، ولا بد أن نحافظ عليه. ومعالجة مثل هذه الصراعات إعلاميًّا، أعتقد أنه بالمساهمة بترسيخ الوطنية بصورة كبيرة، وتعزيز قيمة الوطن في أذهان الشعب، والتركيز على أهمية الوطن، ولُحمَة ووحدة الوطن أمر مهم جدًّا. ويساهم الإعلام بصورة كبيرة جدًّا في الحرص على المساهمة في هذا الكيان الكبير، والحرص على الأمن الذي نعيشه. هذه المسائل مهمة جدًّا، أعتقد أن دور الإعلام مهم وكبير في هذا الجانب، ويجب علينا جميعًا كإعلاميين أن نعمل من خلال كتاباتنا، وبرامجنا التلفزيونية على المساهمة الجادة في خدمة الوطن في هذا الجانب.

س// هل يمكن الحديث عن إعلام تقليدي وإعلام جديد (بديل)، وكيف ترى المنافسة بينهما؟

– السوشيال ميديا هو الإعلام الجديد والمستقبل له، وهو أكثر أثرًا اليوم في حياة الناس وفي الإعلام عمومًا، وقنوات اليوتيوب هي بديل القنوات التلفزيونية التي تساهم في التأثير وسحب البساط، وهذا الكلام سبق أن قلته في بحث محكم شاركت فيه في مؤتمر في مكة، وكثير من القنوات الخاصة أُغلِقَت بسبب تأثير اليوتيوب الطاغي علي الناس، وما بقيت سوى القنوات التي لها حضور قوي، وهي مهددة بسبب ضعف قلة الإعلانات، ولذلك سوف يمر الإعلام المرئي التلفزيوني بنفس ما مرت به الصحافة الورقية.

س// بماذا تنصح الشباب المقبل على مجال الإعلام والصحافة؟

– بالنسبة للشباب المقبل على مجال الصحافة والإعلام، أنصحهم بأن يبحثوا عن عمل آخر غير هذا المجال، أو تقديم وعرض أنفسهم وأعمالهم عبر السوشيال ميديا عمومًا، مثل إنشاء قنوات في اليوتيوب، وتسويق نفسه وصفحته وقناته بشكل جيد ومنافس، ويتحقق الانتشار من خلال المحتوى الجيد، والترقية المدفوعة للحسابات والصفحات، كما أنه يمكن الاستعانة بحسابات أخرى ذائعة الشهرة والصيت لتحقيق الانتشار المستهدف، غير ذلك ليس هناك مستقبل للإعلام، والإعلام التقليدي إلى زوال. وعندما أنشأت وكالات الأخبار مواقع لها على الإنترنت ألغت دور الصحف تمامًا، لأن الصحف هي حاضنة أخبار الوكالات.

س// بعض مطبوعاتك مثل (نقطة ضعف) و (لوحة فوق الماء) يغلب عليها الطابع الوجداني، كيف ترى هذا النوع من الكتابة الآن، وهل أنت مع المطالبين بتغييره؟

– صحيح بعض مطبوعات مثل ” سيدة المرايا” وهي مجموعة نثرية وهي ليست شعرًا بعضهم اعتبرها قصيدة نثرية، لأن فيها الإيقاع الموسيقي الداخلي، وفيها لغة مكثفة، بالطبع ميزة (سيدة المرايا) المجموعة الوحيدة التي أصدرتها في مجال القصيدة النثرية، نشرتها في سوريا في دار الحوار في اللاذقية، ووجدت صدى جيدًا، ووجدت دراسات نقدية في حينها عام 2002 م، وبعض المقاطع وأجزاء من القصائد النثرية تم تحويلها لفيديو كليب، موجودة على اليوتيوب، ولكنها ليست كثيرة. بالنسبة (للوحة فوق الماء) هي ليست عمل وجداني، بل مسرحية ميلودرامية قام بتمثيلها فريق ورشة العمل في جمعية الثقافة والفنون بجدة، وحضرها عدد كبير من نجوم التمثيل والمسرح والدراما في ذلك الوقت.

س: تُصور شخصياتك، كما لو كنت تلاحقهم بكاميرا تلفزيونية أو سينمائية، إلامَ يرجع ذلك؟

– هذا في نظري يعد ميزة فأنت عندما تكتب نصًا إبداعيًا يجسد الأحداث والشخصيات، كما لو أنك كقارئ تراها وتبصرها بعينك وأمامك، فإنك تعيش الأحداث بحذافيرها وتشعر أنك لست أمام قصة على ورق بل أنت أمام حقيقة وواقع تعايشه أمامك ..
س// مجموعتك (امرأة من ثلج) لِمَ هذا الشتات والجفاف العاطفي الذي تعيشه البطلة، والإرباك فيما تريد وما ترى؟ وهل تمثل رأيك في حواء؟

– بالنسبة لبطلة (امرأة من ثلج) تحديدًا هي حالة إنسانية مثل أي حالة إنسانية يعيشها رجل أو امرأة، ولا تمثل نظرتي أنا للمرأة، هذا غير صحيح، إنما تمثل نظرة أي رجل للمرأة، في زوايا كثيرة تناولتها القصص التي قدمتها ليست هذا الجانب إنما في زوايا أخرى اتضح من خلال قصة شبحها يسكن الظل وتأملات في صورة هيفاء، وغيرها من القصص التي عكست جوانب من نظرة الرجل للمرأة وعلاقته بالمرأة عمومًا، وهي جوانب إنسانية بالدرجة الأولى. طبعًا العمل الإبداعي بطييعته لا يسلط الضوء، ولا يتناول دائمًا الجانب المظلم في حياة الإنسان، قد يتناول الجانب المضئ أو الجانب المظلم، على حسب حالة الدهشة التي تحدث للكاتب في ذلك الوقت، وهي الحالة التي من خلالها يستطيع أن يجسد حالة إنسانية معينة، المقصود في الأخير، على الكاتب أن يوظف كل حالة إنسانية لتخرج عملًا إبداعيًّا.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]في أعمالي الأدبية تطرقت لقضايا بما فيها القضايا المسكوت عنها [/box]

س// ما المسكوت عنه، وتخاف أن تقوله في كتاباتك الأدبية؟
– لا يوجد فيما كتبت أمر مسكوت عنه بل بالعكس فهنالك في نصوصي جزئيات تناولت الكثير من المسكوت عنه بصورة ملحوظة، وكذلك عدد من الدراسات النقدية أكدت هذا الجانب، منها دراسة د/ عبدالعزيز السبيل، د/ فيصل الجهني، د/ علي القرشي، د/ دريد يحيى الخواجه من سوريا، وعدد من النقاد الذين تناولوا أعمالي، ولا تحضرني الأسماء، وتناولوا بالذات مجموعة (امرأة من ثلج)، والعمل الأدبي لا بد أن يكون فيه تضمين للواقع مع التطرق للمسكوت عنه بكل جراءة وصراحة لا تعيب العمل بقدر ما تسعى لنشر الوعي القيمي والاجتماعي.

س// ما مدى شعورك بالرضا عن كتاباتك الأدبية؟ وما بين نشر مجموعتك القصصية (كوابيس المدينة)  ورواية (رعشة جسد) أين تجدون النقد من الأديب خالد الخضري؟

– توجد عدد من الاشادات تشعرني بالرضا وتناول عدد من الأدباء كتاباتي، منهم دكتورة/ غالية خوجة، وتناولت (امرأة من ثلج)، وكانت متعمقة في ذلك ودراساتها موجودة على اليوتيوب. أيضًا كانت هناك إشادات جيدة من الكاتبة الكبيرة/ غادة السمان، التي أرتبط معها برسائل أدبية، ومراسلات، وقد اعتبرتني ابنًا لها في الأبجدية، وصار بيننا تواصل كبير، وكتبت عني في جريدة الحياة، ومجلة الحوادث اللبنانية في مقالتها في الصفحة الأخيرة، وفي بعض الصحف الخارجية في لقاءات معها أشارت إليّ إشارات جميلة، كنت أعتز بها كتيرًا، وأحتفظ للآن ببعض رسائلها التي أرسلتها لي وإهداءاتها في إصداراتها الأخيرة

س// تحدث عن تجربتك ومشاركتك في حلقات من المسلسل الكوميدي (شير شات).

مسلسل (شير شات) أنا سعدت جدًّا بترشيحي لأكون أحد المطورين للنص، من قبل أستاذنا الغالي الروائي الجميل سعد الدوسري، وأيضًا تزكية من الصديق القديم النجم الكبير راشد الشمراني الذي كانت تربطني به صداقة قوية في مرحلة سابقة، ولا زالت، ولكن ظروف الحياة تفصل الناس عن بعضهم، نظرًا لمشاغلهم الكبيرة، وأعتز كثيرًا بهذه الأسماء اللامعة، وقد سعدت كثيرًا باهتمام الأستاذ/ سعد الدوسري، تحديدًا الروائي والقاص الجميل وهذه اللفته الجميلة منهم جميعًا، وقد تعاملت مع الفنان حسن عسيري في مسلسل (شير شات) وحاولت أن أساهم في تطوير نص (شير شات)، وقدمنا فعلًا ملاحظات حول مرئيات كل حلقة على حدة في (الثلاثين حلقة) الذين قدموا، وعرضوا بالكامل في شهر رمضان، وكنت فخورًا جدًّا بهذه المهمة.

س// هل ترى أن المرأة العربية عامة والسعودية  خاصة تلعب دورًا في صنع القرار وهل هي مساهمة في مسيرة الوطنية؟

– بالنسبة للمرأة السعودية تساهم الآن فعلًا، والمرأة السعودية شريكة، والسياسة السعودية تعمل على تعزيز دور المرأة بصورة كبيرة عما كانت عليه بالسابق، اليوم المرأة السعودية عضو في مجلس الشورى، ونائبة للوزير في كثير من الوزارات، ربما تكون وزيرة في يوم من الأيام وأتوقع ذلك قريبًا، واليوم المرأة السعودية تقود السيارة، ولها الكثير من الحقوق التي لم تكن تمتلكها في فترات سابقة. المرأة السعودية لها حضورها الفاعل اليوم، ولها مشاركاتها ولها حق العمل في أي مجال كان يتناسب معها حسب اتجاهاتها ورغباتها، وليس هناك حدود لما يمكن أن تشارك فيه المرأة السعودية، واليوم نحن دولة متقدمة ومؤثرة إقليميًّا ودوليًّا.

[box type=”shadow” align=”aligncenter” ]مصير الصحافة الورقية والإلكترونية مصير مشترك وهما إلى زوال.[/box]

س// في عجالة علق على الآتي برأيك:

(إذا لم تكن معي فأنت ضدي)

– طبعًا إذا لم تكن معي فأنت ضدي، أنا ضد هذه الفكرة، لا أحب أبيض أو أسود، كما يقال، قد تكون على الحياد .. لست معي ولست ضدي، وفي نفس الوقت أحترمك، وفكرة معي أو ضدي فكرة عقيمة جدًّا، وعكسها أن أحترمك وأقبل رأيك كما أنت.

(رحى المطابع تنشر ما هب ودب ولمن يملك المال من كتب لأجل التجارة)

– اليوم أصبح بيزنس الطباعة أو تجارة الطباعة ليست مربحة، ولهذا هم يشتغلون لما يعود عليهم بالفائدة، والهدف المادي مهم في هذا الموضوع، يجب أن لا نتغافله، ومع الإنترنت أصبح الكتاب الورقي مهددًا بصورة كبيرة، وتراجع الآن، والمكتبة الإلكترونية صارت بديلة، وهناك الكثير من الكتاب والأدباء أهدوا كتبهم ومكتباتهم للمكتبات مثل (مكتبة الملك فهد) لأن الكتب ضاقت بها الأماكن.

(معارض الكتاب وإخفاق حاد في منصات التوقيع)

– فيما يخص منصات التوقيع أعتقد انه تقليد بدأ من عام 2002 م. أنا من الذين شاركوا مع بدايات هذا التقليد في معرض الكتاب بجدة بمجموعتي النثرية (سيدة المرايا)، وكان قلة من الكتاب يوقعون كتبهم في تلك الفترة، فطبعًا هذا التقليد بدأ ينتشر بصورة كبيرة وحق كل كاتب يسوق نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، واليوم أصبح هذا التقليد بشكل تقليدي عادي، وليس عليه إقبالًا كبيرًا، سوى من يُطلق عليهم ( سوبر ستار) ولهم حضور كبير عند القراء، نجوم كبار، ولا أنصح كل شخص يصدر له كتاب، بالبحث عن توقيع، حتى لا يُصاب بإحباط؛ لأنه لا أحد يرغب بذلك.

– (صحف إلكترونية تعتمد على النسخ واللصق)

– بالنسبة للصحف الإلكترونية التي تعتمد علي النسخ واللصق، طبعًا أنا ضد ذلك، ولكن على كل حال معظم الصحف الإلكترونية تعتمد علي ما يتم نشره، عدا تلك المواد التي يصنعونها بأنفسهم، وهذا جيد، يصنعون محتوى خاص فيهم، والذكاء كيف تتعامل مع المواد المنقولة من خلال تغيير تحريرها، وإعادة صياغتها وصناعتها من جديد.

س// ما أمنيتك.. وإلامَ تطمحون؟

– أتمنى في حياتي أن أساهم بصورة كبيرة في التنوير الذي تسعى إليه الكثير من المؤسسات المجتمعية الحالية، وأن أكون جزءًا من هذا الحراك التنويري النير، والرسالة التنويرية رسالة سامية عظيمة إن استطعنا أن نقدمها بشكل جيد لعامة الناس.

س// هل من كلمة أخيرة تود إضافتها؟

– في الختام، أشكر صحيفة هتون، وأتوجه لكم بالامتنان على هذا اللقاء، وأنا سعيد جدًّا، ولي الشرف باهتمامكم بشخصي المتواضع البسيط، أتمنى أن أكون قدمت شيئًا نافعًا ومفيدًا، وفيه إضافة .. لعل القارئ الكريم يجد ما قدمت شيئًا يستحق .. وشكرًا جزيلًا.

☘️-المزيد اضغط على الصورة ☘️

 

مقالات ذات صلة

‫41 تعليقات

  1. ابداااع منقطع النظير، ولا أجمل ولا أروع، كل الشكر والتقدير لمفكرنا الكبير وحواره الرائع وفكره النير المستنير

  2. قامة كبيرة نفخر بها
    فكر متجدد وارادة صلبه
    مزيد من التألق كاتبنا المبدع
    وكل التحية والتقدير لصحيفتنا هتون
    وما تقدمونه من أعمال متميزه

  3. والذكاء كيف تتعامل مع المواد المنقولة من خلال تغيير تحريرها، وإعادة صياغتها وصناعتها من جديد.

    اوافقك تماما

  4. مصير الصحافة الورقية والإلكترونية مصير مشترك وهما إلى زوال.

    هذا كلام خطير ويحتاج لتأمل

  5. صحيح الطباعة ما عاد لها دور زي زمان الأنترنت خله الأمر مختلف ومواقع التواصل تنقل الحدث فور وقوعه الورقية اغلب أخبارها بايته

  6. اشكركم جميعا، غمرتوني باهتمامكم، والشكر لسيدة الإعلام هتون الشمري، التي تقدم عملا منفردا، مزيدا من النجاح.

  7. شكرا صحيفة هتون شكرا للاعلامية هتون على هذا الحوار الشيق والممتع بما فيه من الكم الهائل من المعلومات التي يحتاجها الشباب الاعلامي شكرا للاديب الخضير

  8. حوار جميل وممتع مع شخصية إعلامية وأدبية مهمة سيرة عطرة للضيف رأيه عن حاضر الإعلامي واقعي ولو كان قاس على أنفسنا لكنها حقيقة شكرا صحيفة هتون والرائعة دكتورة هتون الشمري وفق الله الجميع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88