إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

تلقي المعلومات بين الماضي والحاضر

عندما كنت على المقاعد الدراسية في الجامعة منذ أعوام ليست بقريبة، كان مصدر بحثي الوحيد هو الدخول إلى مكتبة الجامعة، والبحث لساعات عن المعلومات التي تُطلب منَّا، ثم الجلوس لساعات أخرى لتدوينها بالقلم والورقة.

كانت عملية شاقة للغاية، ومجهدة، لكني كنت أستمتع بها، وأهيم نشوة وبهجة للبقاء بين تلك الزهور الجميلة لساعات في حديقة الجامعة (المكتبة)، كما كنت أسميها.

عشقي للكتب ولد معي ونضج وكبر، وسرى بدمائي، فلم أتمكن من التخلص منه حتى بعد هذه الثورة التكنولوجية الحاصلة في عصرنا الحالي. بكل صدق ما زلت أستمتع بشراء الكتب، وما زلت أمتلك مكتبة منزلية تحتوى على أكثر من 3000 كتاب منها الديني، والعلمي، والتقني، والأدبي … وغيرها. حين أشعر بالوحدة أقف أمام مكتبتي، لأتخير ما أجده مناسبًا لأقرأه بكل حب وسعادة.

أصبحت اقرأ من كتاب، للمتعة أكثر من البحث عن معلومة. واليوم بضغطة زر تدخل لمصادر البحث المتنوعة في النت لتلقي المعلومات.

“جوجل” ذلك المحرك العجيب الذي ما إن تضع بداخله كلمة حتى وإن كانت غريبة، إلا وأعطاك عشرات بل مئات من المواقع التي تتحدث عن تلك الكلمة! وما قيل فيها!

وهناك محركات بحث متعددة وتخدمك بنفس المستوى، ولكن ربما أمثالي لا يقتنعون بالبحث بهذه الطريقة إلا ما ندر.

اليوم يمكننا التثقيف بطرق تعددت وكثرت، فليس الكتاب هو المصدر الوحيد لتلقي الثقافة أو المعلومة. اليوم يمكننا تلقي الثقافة من التلفاز، وانتقاء البرامج الوثائقية والهادفة والممتعة في نفس الوقت.

التجول بين صفحات النت وعالمه من جهاز صغير تحمله في جيبك أو حقيبتك مصدر سهل وسريع لتلقي المعلومات والثقافة.

وكثير ممن يحب القراءة، يفضل القراءة من النت عن التصفح في كتاب أو جريدة.

أصبح السفر والتنقل بين البلاد مصدر جيد لتلقي الثقافات المختلفة، وأخذ ما ينفع منها ويوافق شريعتنا ومنهجنا في بلادنا الحبيبة.

نعم نحن نعيش حاليًا في زمن مختلف، وأصبح أبناؤنا وأحفادنا يفكرون بطرق مختلفة عنا، فلا بد من مواكبة ومسايرة الأجيال الحديثة، ولا بد من النهل من ينابيع المعرفة الحديثة، ولا بد من مواكبة التطورات السريعة التي تحدث في عالمنا، لكن تبقى القناعات القديمة ساكنة بدواخلنا في هدوء وسكينة.

ويبقى الكتاب صديقي الصدوق بالرغم من كل ذلك!!

فهو الرفيق والحبيب والأنيس .. ولا تستغربوا إن قلت أنه لا يمكنني الاستغناء عنه مهما حصل. فهل توافقوني الرأي؟

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الكاتبة والأديبة العربية/ ابتسام عرفي 

مقالات ذات صلة

‫60 تعليقات

  1. مقال رائع أخذنا الى الذكريات الجميله في البحث عن المعلومة في اروقة المكتبات وقضاء الساعات في البحث والمتعه.
    الشكر للكاتبه الفذه والشكر موصول لهتون الرائعه.

  2. وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة خطوة للامام.

    صدقت الكاتبة في خاتمتها حين قالت( فهو الرفيق والحبيب والأنيس)

  3. أوافقك الرأي في أنه من العسير التخلي عن صداقة الكتاب، لكننا يجب أن نمهد طرقا أكثر سهولة للأبناء والأحفاد حتى لا ينصرفوا عن القراءة.

  4. شخصيا كنت لا أقنع سوى بالكتاب الورقي، أما الآن فإن التقنية تدخلت في تفضيلاتي أيضا فأصبحت أحب القراءة على الهاتف أكثر من الكتاب.

  5. انتقلت مكتبتي الأرشيفية من الكتب الورقية إلى نسخ إلكترونية أكثر سهولة في الاستخدام، خاصة مع ارتفاع أسعار الكتب.

  6. فلا بد من مواكبة ومسايرة الأجيال الحديثة، ولا بد من النهل من ينابيع المعرفة الحديثة، ولا بد من مواكبة التطورات السريعة التي تحدث في عالمنا.
    نصيحة جميلة جدا!

  7. لا بد أن نواكب التطورات لنواكب فكر أبنائنا، فجهلنا بطرق تفكيرهم وبما يتأثرون به يجعلنا بعيدون عنهم.

  8. مقال جميل، لكن هذا لا يعني أن نتجنب البحث في المصادر التكنولوجية الجديدة، فإن كان الكتاب يقدم وجهة نظر صاحبه فالبحث في جوجل مثلا يقدم عديدا من وجهات النظر المختلفة المتصارعة حينا والمتكاملة أحيانا.

  9. ستبقى رائحة الكتاب أشذى من القراءة عبر غيره … وإن كان يُحسب للتقنية البحث السريع للمعلومة لكن يبقى التأكد منها تصدق صحته بين رفوف المكتبة .. تحية طيبة لكاتبنا … ولوفائها للكتاب الذي أراه سلوة وأنساً وعبقاً ونوراً لأسلافنا … فلذا قال المتنبي :
    وخير جليسٍ في الزمان كتاب

  10. مقال تميز بتسجيل حالة للكاتبة توافق نفس مانعيشه من بحث لكن يظل ابو البحث وجدهم وعمهم قوقل هو الكسبان شكرا استاذة ابتسام .

  11. للناس فيما يعشقون مذاهب فمنهم من يبحث عن المعلومة بواسطة النت ومنهم من يبحث بواسطة الكتب …
    لكن كما قلت استاذة ابتسام البحث في الكتب له متعته وقد وجدت أن هنالك معلومات قوقل لايستطيع أن يأتي بها لذا فالكتاب أفضل منه .
    مقالك كما تعودنا يزخر بالمفردات المتميزة ويعكس أسلوبك الروائي الجميل الذي لطالمًا تبحرنا ونهلنا متعة منه
    سلمت أناملك وحفظ الله يراعك لهتون ودمت بود

  12. الذي لا يقرأ لا يرى الحياة بشكل جيد فليكن دائما هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قراءاتك له

  13. على الرغم من التطور الموجود من خلال استخدام الانترنت لكن الكتاب أفضل عشان الانترنت ممكن يحصل تشتت تجدين هذا وبعدها تغيري ويشد انتباهك شئ تاني يعني تبحثين عن شئ وتشاهدين حاجة تانية خالص

  14. فعلا لا بد من مواكبة التطويرات التكنولوجية الحديثة هي دي حلقة الوصل بين الماضي والحاضر عشان نعرف ازاي اولادنا كيف بيفكر لازم نعرف اية الاختلاف اللي اصبح موجود في زمانهم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88