أخبار حصرية

القاص والروائي الفلسطيني/ سليم عيشان: الأدب ” لعنة ” تصيب البعض .. وقد أصابتني تلك  ” اللعنة “

ابن فلسطين البار، عاش النكبة الأولى وتجرع مرارة البعد والحرمان، لكن العودة عروسه المنتظرة، تراه ويراها في نبض شرايينه، وحنايا ضلوعه، وزوايا بيته، وحتى المرايا، هجرته تماما كما الطيور ما تلبث أن تعود وإن طال بها سفر أو ضاق بها مكان؛ فلا بد للعودة من قدر مهما طال الزمان، يطرز في كل يوم خارطة من الشوق والحب ويتوشح بالكوفية ويهتف بعنفوان القضية، ولا فرحة لديه بدون وطن يحاكيه في الليل والنهار مع الدمعة الحزينة، حتى مع الريح والمطر وضحكة الأطفال يسافر إليها في كل حين.

تفجرت منه ينابيع الأدب منذ ما يزيد عن نصف قرن فالإبداع غريزة كامنة فيه، كتب الشعر والنثر وتنقل بين زهور الأدب؛ فكان له مع المسرحية والرواية شأن وبرع في القصة أيما براعة، وتوج الرحلة بكتابة السيرة الذاتية، إنه الروائي والقاص سليم عوض عيشان.

حوار  القاص والروائي الفلسطيني: سليم عيشان حفظه الله
إعداد وحوار:  م/ خالد عبد الرحمن

 

نرحب بكم  في صحيفتنا الغراء هتون بوابة الثقافة العربية ونبدأ الحوار معكم  بعد  الحمد والتوكل على الله  بهذا السؤال:
س: ممكن نتعرف على شخصكم الكريم (البطاقة التعريفية- طفولتك – الدراسة – الهوايات – الاهتمامات – الدورات – العمل – ….الخ )؟

لا يسعني في البداية سوى تقديم وافر الشكر وجزيل الامتنان لشخصكم الراقي ومقامكم الرفيع ولموقعكم الزاهر ولكل الأحبة الغوالي أعضاء فريق (صحيفتكم الغراء هتون بوابة الثقافة العربية) .. فكل مفردات قاموسي وقواميس العالم قاطبة لن تفيكم حقكم كما يجب من الشكر والعرفان والتبجيل لهذا الاهتمام العالي الغالي … وكم أعتز بكم وأفخر …

السيرة الذاتية

للروائي القاص/ سليم عوض عيشان  ” علاونة “

الاسم بالكامل/  سليم عوض سليم عيشان ” علاونة “

مكان الميلاد/   حيفا – فلسطين

تاريخ الميلاد/ 13/11/1945م

مكان الإقامة/   غزة – فلسطين

العنوان الحالي/ غزة فلسطين – الشيخ رضوان 

المؤهل العلمي/ بكالوريوس تجارة – شعبة محاسبة

جامعة بيروت العربية – فرع الأسكندرية 

العمل المهني/ محاسب سابق

موظف سابق في البنك العربي – فرع غزة

الحالة الاجتماعية/ متزوج .. عدد من الأبناء الذكور والإناث.

النواحي الأدبية:

عضو اتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين – فرع غزة

عضو رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين – فرع غزة

عضو العشرات والمئات من الجروبات والمنتديات والمجموعات على الفيس بوك والإنترنت.

كاتب قصة قصيرة  – رواية  – مسرحية

بدأت الكتابة الأدبية منذ بداية الستينات من القرن الماضي وحتى الآن.

الأعمال المنشورة ورقيًا ” كتب ” :

– حكاية قرية شريف جداً  – مجموعة قصصية

– البندقية لي .. والقلم لك – رواية

– العنكبوت  – رواية

– الكونتيسة– مسرحية

الأعمال غير المنشورة ورقيًا:

– مجموعة كبيرة من الروايات

– مجموعة كبيرة من المسرحيات

– مجموعة كبيرة من القصص القصيرة .

تم النشر في الصحف والمجلات والدوريات المحلية

لمجموعة كبيرة جدًا من الأعمال في مجال القصة القصيرة .

النشر في ” النت ” والفيس بوك “

تم النشر للعديد من القصص القصيرة على المجموعاتو والمنتديات والجروبات المختلفة على الإنترنت والفيس بوك طوال الأعوام الماضية.. بلغ عددها مئات الأعمال.

فاز بالعديد من الجوائز والمسابقات الأدبية على مدار مسيرته الأدبية.

فازت قصته القصيرة ” العصفور الصغير القادم من وراء السحاب ” بالمرتبة الأولى والجائزة الأولى  في المسابقة التي أقامتها جريدة ” النهار ” المقدسية .. على مستوى الوطن  ( غزة – الضفة الغربية – القدس – الداخل المحتل ) في شهر أبريل سنة 1988م.

تم القيام بالعمل والتمثيل المسرحي  على خشبة ” رشاد الشوا ”  لمسرحيته ” محسوب على مين ” .

فازت مسرحيته “أصل الحكاية” بالمرتبة الأولى في مسابقة المسرح للمدارس الثانوية.

تم منحه شهادة ” دكتوراة  فخرية ” في الأدب من المجلس الوطني الفلسطيني بالقدس.

تم تكريمه من وزارة الثقافة الفلسطينية بغزة في مجال الأدب في العام الماضي.

تم منحه العديد من شهادات التقدير من الجروبات، المجموعات، المنتديات الأدبية  على الفيس بوك والنت .

س: هلا حدثتنا عن مسيرتِكَ الأدبيَّة والثقافيَّةِ منذ البدايةِ وإلى الآن وأهمّ المحطَّات في حياتِكَ الأدبيَّة؟

عندما أعود بالذكريات الأدبية ومنذ بدايتها، أجدها كانت محصورة في عدة أمور، تتمثل فيما يلي:-

  • الميول الأدبي والاستعداد الفطري نحو النثر بشكل خاص؛
  • مجلات المصور القديمة وما فيها من أدبيات؛
  • قصة جمال عبد الناصر والتي لم يكملها (في سبيل الحرية)؛
  • المكتبة العامة في غزة؛
  • قصة الملك سيف بن ذي يزن؛
  • رواية ألف ليلة وليلة؛
  • الأفلام والروايات والأدباء والكتاب المصريين.

بعض الأمور الأخرى

في البداية؛ ومنذ المراحل الدراسية الإعدادية؛ كنت أحاول كثيرًا البحث عن شيء معين في نفسي كهواية أو ميول بشكل عام؟!! .. فحاولت أن أجرب نفسي في هواية ” الرسم “؛ خاصة بعد أن رأيت رأي العين ذلك الرجل العجوز (وهو من عائلة الشرقاوي) ؛ والذي كان يحمل مقعده المتواضع ولوحة كبيرة (ستاند) ويجلس في أماكن معينة في الحواري والأزقة، فيقدم له أحدهم صورته الشخصية (وهي في العادة صورة صغيرة جدًا)، فيقوم الرجل العجوز بتكبيرها على ورقة كبيرة بعد أن يقوم بتقطيع الورقة (بقلم الرصاص) إلى مربعات متساوية فيكون لديه في النهاية صورة مكبرة طبق الأصل للصورة الصغيرة  – وهذا الأمر استهواني كثيرًا – وشعرت بأنني قد عثرت على ضالتي المنشودة  بأن أصبح “رسام” في المستقبل، لكني وبعد عدة محاولات وتجارب “محاولات رسم متواضعة وفاشلة”، تأكدت بأنني لا يمكن أن أكون “رسام” في يوم من الأيام؛ فقمت بغض النظر عن تلك الهواية؛ والبحث عن هواية أخرى.

منذ المراحل الأولى في حياتي ومن خلال سنوات دراستي الإعدادية والثانوية؛ كنت أشعر بميول معين إلى الشعر بشكل عام؛ فشعرت بأنني من الممكن أن أكون شاعرًا؛ فكانت لي عدة محاولات شعرية متواضعة جدًا؛ ولكنها لم ترقَ لمستوى الشعر بأي حال من الأحوال؛ وشعرت بأني قد فشلت بالفعل في قرض الشعر؛ وفشلت أيضًا في أن أصبح شاعرًا تمامًا، كما فشلت من قبل في أن أكون رسامًا؛ فعدت إلى المربع الأول للبحث عن هوايتي المفقودة التي كنت أبحث عنها، وأظن بأنني قد عثرت على ضالتي المنشودة أخيرًا؛ ألا وهي الأدب بشكل عام، وكتابة القصة القصيرة والرواية والمسرحية بشكل خاص، وأظن بأن هذا كان يعود لرزمة عوامل مجتمعة وليس لعامل واحد فحسب.

رغم الفقر المدقع الذي كانت توسم به أسرتي، إلا أنني كنت بين الفينة والأخرى أقوم بشراء كتاب، صحيفة، مجلة، ليس هذا أو ذاك عن بذخ وإسراف، بل عن ادخار بسيط لقروش زهيدة على حساب حرماني النفسي والجسدي من التمتع المتواضع بأشياء بالكاد أستطيع شراءها من مصروفي البسيط .

 س: أي الفنون الأدبية (الرواية – القصة -…الخ) الأقرب إلى قلبك ولماذا؟

قمت بكتابة الرواية، والمسرحية، والقصة (القصة القصيرة أعني)، لكني بصراحة أجد نفسي في (القصة القصيرة) وأجدها أقرب الفنون الأدبية لقلبي رغم ميولي الكبير للرواية والمسرحية.

وأظنني قد دخلت في (رهان داخلي مع نفسي) بأن أدحض تلك النظرية الغربية التي تقول ( أن عقلية كتاب وأدباء دول الشرق الأوسط بشكل عام وعقلية العربي بشكل خاص لا تجيد حبك القصة القصيرة)، وأظنني قد دخلت في تحدٍ لهذه المقولة بأن أحاول وبقدر إمكانياتي المتواضعة أن أثبت بطلانها المطلق.

 س: الأستاذ سليم  والقصة توأمان تندرج هي في حنايا قلبك وتندرج أنت بين ضلوعها.. هلا حدثتنا عن علاقة العشق بينك وبينها؟

هي حكاية عشق قديمة قديمة .. بدأتها منذ أكثر من نصف قرن، وأظنني ما زلت في بداية الطريق.

مطالعاتي المتواضعة تلك لعلها كانت نواة تعلقي بالأدب والكتابة، فلقد تعرفت إلى أسماء أدباء عالميين، وأدباء عرب مشهورين، ففي أثناء نقاشاتي الطويلة مع زملائي الأطفال الكبار، أو الشباب الصغار، كنت أتفوه بأسماء مشاهير الأدباء فأقول لهم شيئا عن نجيب محفوظ .. أو عباس محمود العقاد، ونبذة عن يوسف إدريس أو يوسف السباعي، وفي أحيان أخرى كنت أسرد على مسامعهم مقاطع من كتابات أدبية لأمينة السعيد أو سنية قراعة وغيرهن من الكاتبات المبدعات.

عرف زملائي شدة تعلقي بالأدب والقصص، فكانوا لا يبخلون عليً بقصاصة من صحيفة ممزقة، أو قطعة من مجلة مهترئة وجدها أحدهم على قارعة الطريق في طريق عودته من المدرسة البعيدة، ويقدم لي آخر قصة أدبية عزف عن مطالعتها بعد أن أجبره شقيقه الأكبر على المطالعة، فأتناولها بحرص بالغ وسعادة طاغية، ولا يلبث الصديق أن يبتسم ابتسامة عريضة ذات مغزى وهو يتمتم: “أرجو أن تعيدها لي خلال ثلاثة أيام على أكثر تقدير، ثم يتبع: “وأن تفهمني فحواها في وقت أقصاه ثلاث دقائق على أكثر تقدير”، يتبع شارحًا “لكي يتأكد شقيقي من مطالعتي للقصة”.

فلا يسعني، والأمر كذلك، سوى الانصياع لأوامر وتعليمات الصديق خشية عدم حصولي على الكنز الثمين، فأعيدها له قبل الموعد المحدد، واختصرها له في وقت أقصر فيسعد صديقي أكثر، وأحصل على كتب أخرى.

 س: القصة القصيرة شجرة حب خضراء تفرعت أغصانها فوقك وظللتك بأوراقها الوارفة .. أين موقعها الآن؟ وكيف يمكن لها أن تعود عروسا غراء تكشف عن سحر جمالها؟

قد يتهمني البعض بأنني متحيز بشكل تام لصالح (القصة القصيرة) على حساب الرواية والمسرحية على حدٍ سواء، لكن الحقيقة الواضحة الجلية بالفعل أنني أشعر بأن القصة القصيرة هي قلب الأدب، ومحوره الرئيس، ولن أقول بأن هناك بعض المحاولات – الحديثة المحدثة – قد عملت على تشويه القصة القصيرة؛ فأدخلت عليها ما يسمى (القصة القصيرة جدا) والتي  يحلو للبعض أن يطلق عليها (ققج)؟ .. والتي ما فتئت أن لحقت بها محاولات أخرى لا تقل عنها تشويها؛ فأطلقوا عليها (القصة الومضة) ؟ وأحس بأنه سوف يتلو هذه وتلك (القصة الكلمة).

وأعتقد بأن مثل هذا وذاك يعتبر عملية (إجهاض) للنص الأدبي بشكل عام .

علماً بأن المفهوم الذي وضعه المهتمين والمفكرين لتعريف القصة القصيرة (بأنها تصل إلى 12 صفحة). وقال بعضهم بأنها قد تصل إلى 30 صفحة، ولن أفاجئ القارئ بأن بعضهم قال بأنها قد تصل إلى 50 صفحة، ولن أفاجئ القارئ أكثر بأن أحدهم قد قال بأن القصة القصيرة قد تصل إلى 100 صفحة!!..

وبدوري فلن أرجح رأيا على رأي .. مع اعتناقي وإيماني  باتخاذي منهجا وسلوكًا أدبيا، بأن لا تتجاوز صفحات القصة القصيرة (12 صفحة) على أكثر تقدير.

س: برأيك الخاص .. ما هي أهم عناصر القصة القصيرة التي تشكل المحور الأساسي لفن القصة؟

لا شك بأن العنصر المحوري والأساس في القصة القصيرة هي الفكرة، والتي تعتبر العمود الفقري للعمل الأدبي.

ولن أنكر ما لعنوان النص من أثر عظيم على القارئ (المتلقي)؛ فهو الواجهة الأولى لمشاهدة القارئ، والتي قد تشد انتباهه، أو تفت من عضده منذ الوهلة الأولى.

ولا شك بأن لطريقة الكاتب أثرها الرائع، ومنذ بداية النص، باستعمال أدواته الفنية الأدبية من أجل استمالة القارئ، وجذب انتباهه بشكل جيد؛ لكي تصل الأمور إلى درجة تعلق القارئ بالنص ومعايشته 

ولا شك بأن للحبكة الفنية في النص أثرها الفاعل في عملية تفاعل القارئ (المتلقي) ومشاركته في تقمص الشخوص والأحداث من خلال النص.

وبالطبع فأنا لا يمكنني أن أنكر الدور المهم (جدًا) للنهاية (القفلة – الخاتمة) والتي – حسب وجهة نظري – يجب أن تكون (صادمة، صاعقة، مباغته) .. لم يكن القارئ (المتلقي) يتوقعها إطلاقًا … ولكن الكاتب والأديب بحذقه ودرايته وخبرته كان يسحب القارئ إلى مكان ما، توقع ما، أمر ما، ولا يلبث أن يفاجئه بأمر آخر لم يصل ذهن القارئ له ولم يتوقعه.

س: تمتلئ صفحات الفيس بآلاف القصص القصيرة، هل برأيك كثرة الكتابة في هذا الفن يدل على استجابته لمشاعر المتلقين؟

دعنا نقول، بأنها محاولات جيدة وواعدة بشكل عام ولا بأس بها ، وهذا قد يوحي لنا من طرف خفي بأن هناك وعي عام بالأدب بشكل عام، والقصة القصيرة بشكل خاص، لكن القارئ الذواق يستطيع بخبرته التمييز بين الغث والسمين، بين هذا وذاك.

وبشكل عام هناك إشكالية حقيقية تحدث من الكتاب المبتدئين بشكل عام، هو تعجلهم للنشر؛ لكي يروا اسماءهم تلمع على مواقع الفيس بوك … والنصيحة التي أسديها لنفسي وللجميع دوما، أن اقرأ كثيرا قبل أن تفكر بالكتابة اقرأ الف كلمة كي تكتب كلمة .. ولا تتعجل الكتابة.

س: من هو القاص البارع الذي استطاع ان يؤطر لفن القصة القصيرة في عالم الأدب العربي؟

حسب معلوماتي المتواضعة، فقد قام بهذا العمل الكاتب المصري الأديب الروائي الدكتور/ يوسف إدريس، في الستينات من القرن الماضي، وأنا أذكر بأن العمل الأول له والذي قام بتقديمه كنموذج للقصة القصيرة  كان هو عمله الذي لا زلت أذكره (العصفور والسلك) والذي ما لبث أن حذا حذوه الكثير من الكتاب.

س:  تنتشر على السنة كتاب القصة القصيرة القصة الصرعة أو ما يسمى بالقصة( ق-ق-د) ما موقفك من هذا النوع من القصص؟ هل كتبت مثل هذا النوع؟

لن أقول بأن هناك بعض المحاولات الحديثة المحدثة قد عملت على تشويه القصة القصيرة، فأدخلت عليها ما يسمى القصة القصيرة جدا، والتي  يحلو للبعض أن يطلق عليها (ققج، أو ققد).

ولن أخجل بأن أقول بأنني قد فشلت فشلا ذريعًا في هذا المضمار المستحدث، سواء ككاتب، أو محكم في مسابقات هذا النوع من الأدب.

س: بين القصة القصيرة وملفات الحياة حكايات لا تنتهي هل حدثتنا عن بعض القصص الحياتية الملفتة للانتباه؟

.. من المتعارف عليه لدي الكاتب والقارئ على حد سواء (شاء الكاتب أم أبى) بأن الكاتب لا بد وأن يطل بأنفه،  بشخصيته، وبكليته أحيانًا من خلال النص، وفي بعض الأحيان يكون النص هو تعبير صادق، وتجربة شخصية لنفس الكاتب وتفكيره وشخصيته.

في كثير من الأحيان يلجأ الكاتب إلى أسلوب التحدث بصيغة المتحدث (الأنا)، أو المشاهد، أو الراوي، أو ناقل الحدث .

وفي كثير من الأحيان يروي الكاتب النص على لسان صديق له  (أو صديق  وهمي) أو راوٍ آخر، أو يسرد ما سمعه بأذنيه. أو ما شاهده بالعين.

في اعتقادي، فإن أصدق النصوص الأدبية هي تلك التي يقوم الكاتب أو الأديب بسردها على لسانه شخصيًا كما رأى الأحداث النصية، وكما سمعها مباشرة .

ليس بالضرورة أن تكون مثل هذه الأعمال الأدبية سيرة ذاتية للكاتب أو جزءًا من السيرة الذاتية، ولكن لا بد أن يكون قد تأثر بها بطريقة ما، وقد تكون انعكاسا لما يدور في خلده ونفسه من أمور وأفكار مختزنة.

كما أن تلك النصوص التي يكتفي الكاتب فيها بدوره كمحايد، ويجعل أحداثها تدور بدون تدخل منه على الإطلاق، وعلى لسان بطل النص ذاته تكون أكثر مصداقية وأبلغ أثرًا في نفسية القارئ المتلقي.

س: ينتظر المتلقي والقارئ من أديب قاص مبدع مثلك أن يتعرف على مجموعاتك القصصية، وأن تذكر له أهم قصصك الناجزة؟

للأسف الشديد أقول بأنني لم أصدر مجموعات قصصية (في مجال القصة القصيرة) سوى مجموعة واحدة، وبجهد وإمكانيات ذاتية محدودة، وهي ( حكاية قرية شريفة جدا) مع أن مجموع القصص التي قمت بنشرها في الصحف والمجلات والنت والفيس بوك والدوريات تربو على ألف قصة قصيرة أو ما يزيد.

وذلك يعود لألف سبب وسبب أهمها بأنني (كاتب مغرور،  لست محسوبًا على أحد)، كما أن تكاليف الطباعة والنشر في دور النشر تجارية بحته ولا أملك الإمكانيات المادية لتغطيتها .. ولأنني ما زلت في بداية الطريق في المشوار الأدبي الطويل.

س : كيف كانت رحلتك مع كتابة و نشر أعمالك ؟

قضية النشر قضية عويصة جدًا؛ فهي تحتاج (اسم لامع، وتغطية مادية مرهقة، وأعمال عالمية في مستوى الهبوط، ودور نشر مغامرة).

س: حدثنا عن أعمالك المنشورة من حيث المناسبة والغرض حكاية قرية شريف جدًا (مجموعة قصصية) – العنكبوت  (رواية) – الكونتيسة ( مسرحية)؟

(حكاية قرية شريفة جدًا) هي مجموعة قصصية من أربع قصص، تدور أحداثها في القرية – أي قرية – يظهر فيها التخلف والعادات والتقاليد التي عفا عليها الزمن .. والتي تعمل على تأخير المجتمع القروي بشكل عام .. والتي يكون لها ضحايا في كل حدث مأساوي .

(العنكبوت) رواية وطنية .. فيها الأدب الملتزم لكاتب وأديب مؤمن بقضية وطنه، بهاعملية تأرخة بشكل أدبي وروائي لأحداث (الانتفاضة) الأولى  (1988- 1994م ) .

( الكونتيسة ) .. مسرحية تتطرق إلى المشاكل بشكل عام

(البعد الاجتماعي)

(البعد الطبقي)

(البعد السياسي)

وهي تمثل بشكل عام معالجة أفكار ومفاهيم قائمة بشكل خاطئ .

( البندقية لي والقلم لك) رواية جديدة، لن أنكر جهد السيدة الفاضلة الأديبة القديرة/  بدور التركي، صاحبة مؤسسة (بدور التركي للثقافة والأدب)، والتي تفضلت مشكورة بطباعة ونشر الرواية على حسابها الخاص، وتمت الطباعة العام الماضي في القاهرة، (بأعداد متواضعة جدا)

س: ما هي أهم أعمالك الغير منشورة وهل تواصلت مع دور نشر معينة ولماذا لم تنشر بعد؟

أعتقد بان أهم أعمالي (عدا الأعمال الأدبية في مجال القصة القصيرة والرواية والمسرحية) هي (السيرة الذاتية خاصتي، وأيضا بعض الأعمال الأدبية (ملهاة، وعوض، وسفينة الحب، وتاكسي مواقف طريفة) بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأدبية في مجال القصة القصيرة التي تدور حول شخصيات شعبية ووطنية فلسطينية. 

كما أن هناك عدد لا بأس به من الروايات والمسرحيات الجاهزة (مخطوطات) والتي لم تتم طباعتها ونشرها، ومنها:

– النفق  – رواية

– حتى لا يحترق الزيتون – رواية

– ليالي الكمالية – رواية -؛

– ثقوب في الثوب الأبيض ” رواية؛

– البندقية لي والقلم لك  – رواية:

– محسوب على مين –  مسرحية؛

– أصل الحكاية –  مسرحية؛

– الفهلوي – مسرحية؛

– حكايات يرويها البحر  – مسلسل.

قضية النشر قضية عويصة .. تكلف الكاتب الأديب الروائي الكثير من العبء المالي .. خاصة بالنسبة لي شخصيا .. فهي تمثل عبئا لا يستهان به من تكلفة طباعة ونشر  .. وليس بالإمكان القيام بالطباعة والنشر على حسابي الخاص.

س: القصة هي لب اهتمام القاص المبدع الأديب سليم عيشان .. هل يمكن لك أن تحدثنا عن مناسبات وظروف أشهر قصصك، ومتى تحب أن تكتب؟ وما هي القصة الأكثر قربا إلى قلبك؟

الكاتب بشكل عام سريع التأثر بالمواقف، وسريع التفاعل بالأحداث، ونتاجي الأدبي أعتبره كأبنائي؛ فلا يمكنني التميز بين ابن وآخر من أبنائي، والحال ينطبق تماما على أدبياتي، فلا يمكنني التحيز لصالح عمل على حساب العمل الآخر .

وبشكل عام، فإن أي نص أدبي يرتكز من البداية وحتى النهاية على حدث ما، شخصية ما، موقف ما، أخذ حيزا كبيرا من خاطري ومشاعري وتفكيري، وهزني بقوة.

وفي النهاية فإنني أعتبر كل نصوصي الأدبية عبارة عن مرحلة تمهيدية للكتابة الآتية اللاحقة التي آمل أن تكون أفضل وأجود.

س: ما هي أهم الجوائز والتكريمات الحاصل عليها أديبنا المبدع؟ وهل ترى أن النقاذ أنصفوك؟

لن أدعي بأن ردي على سؤالكم العميق المعمق سوف يكون سياسيا بحتًا.

فعلى أرض الواقع فإن الجوائز المعنوية هي أرفع وأرقى وأجمل بكثير من الجوائز العينية والمادية.

ولقد فازت قصتي القصيرة ” العصفور الصغير القادم من وراء السحاب ” بالمرتبة الأولى والجائزة الأولى  في المسابقة التي أقامتها جريدة ” النهار ” المقدسية على مستوى الوطن  ( غزة – الضفة الغربية – القدس – الداخل المحتل ) .. في شهر إبريل سنة 1988م.

تم القيام بالعمل والتمثيل المسرحي  على خشبة رشاد الشوا لمسرحيته محسوب على مين.

فازت مسرحيته ” أصل الحكاية ” بالمرتبة الأولى في مسابقة المسرح للمدارس الثانوية …

تم منحي شهادة ” دكتوراة  فخرية ” في الأدب من المجلس الوطني الفلسطيني بالقدس .

تم تكريمي من وزارة الثقافة الفلسطينية بغزة في مجال الأدب في العام الماضي ..

تم منحي العديد من شهادات التقدير والأوسمة والتكريم  من الجروبات / المجموعات / المنتديات الأدبية  على الفيس بوك والنت .

بالنسبة للنقاد بشكل عام، فأنا أحترم آراءهم كثيرا ولكني أحترم شخوصهم أكثر، وكم دعوتهم للتعامل مع نصوصي على شكل نقد، ولكن للأسف الشديد بأن أحدهم لم يتناول أي عمل من أعمالي بالنقد أو القراءة التحليلية على الأقل، رغم أني قمت بذلك للكثير من الأدباء والكتاب والروائيين.

س: أنت عضو في عدد من الجمعيات الثقافية والأدبية المحلية والعربية؟ هل استطاعت تلك الجمعيات أن تقوم بما تأسست من أجله أولا، وفي الدفاع عن حقوق أعضائها ثانيا؟

كلي ألم وحزن .. أن أقول بأن أي منها لم تحقق أي نسبة ولو كانت بالنزر اليسير من المهام الملقاة على عاتقها؛ وهذا ما يدعو للحزن والأسى والأسف.

ويمكن للكاتب والأديب أن يحقق أهدافه خارج هذه وتلك وبجهوده الذاتية الشخصية فحسب.

ويؤسفني أن أقول بأن كل ما يملكه العضو في هذه وتلك  هو مجرد حامل “بطاقة العضوية” فحسب؟؟!!

س : ما رأيك بالترجمة؟ وما وسيلة المبدع العربي كي يصل الى العالمية؟ ومن يقوم بهذه المهمة الخطيرة؟ ألا تجد ان الترجمة أصبحت خاضعة للعلاقات الشخصية؟

أين هي الأعمال المترجمة؟! وأين هم من يودون القيام بمجازفة ومخاطرة الترجمة  للأدب المحلي؟

هذه هي القضية 

س : هل سبق أن زرت دولا عربية، واطَّلَعت على المشهد الثقافي عن كثب هلّا نقلت لنا بعض الانطباعات؟

بألم ومرارة أقول وبكل أسف –  لا لم يحدث لي مثل هذا الأمر – فمثل هذه الأمور تعتبر حكرًا على البعض من رؤساء وأعضاء مجالس الإدارة في أي من تلك الجهات المعنية؛ ولا يحق للعضو العادي المغمور  – مثلي –  أن يفكر بمثل هذا أو ذاك؛ لألف سبب وسبب.

س : ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكتاب الشباب ، والكتابة من وجهة نظرك هل هي هدف أم وسيلة ؟

التبني هي أول العوائق وآخرها؛ فالكاتب لا يجد من يقوم بالتبني له ولأعماله؛ ومن ثم فإن دور النشر تعتبر عائقًا آخر لا يقل أثرا عن سابقه، فجل الكتاب من أمثالي معدمين، بالكاد يجدون قوت يومهم، وليس بمقدورهم  التعامل مع دور النشر للنشر على نفقاتهم الخاصة.

الكتابة هدف من الألف وحتى الياء، فهي رساله وهدف سام، وليست وسيلة للوصول لمكانة أو تكسب مادي.

س: حبذا لو سجلت لنا بعد الحوار أجمل قصصك القصيرة أو مقتطفات منها ليتمتع القارئ بجماليات فنك؟

(طائر النورس القادم من حيفا)

قصة قصيرة

بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )

=====================

( آخر ما جادت به قريحة الكاتب )

مقدمة :

.. عندما كان الكاتب الفرنسي العالمي ” جان بول سارتر ” يراقب مجموعة من ” الذباب ” التي كانت تحط على فوهة زجاجة الشراب التي كان يرتشفها … كتب نصاً عالمياً من أروع نصوص الأدب العالمي بعنوان ” الذباب ” .

فهل يرقى نصي المتواضع هذا إلى مصاف الأدب المحلي والعربي – على الأكثر – بعد أن كنت أراقب اليوم سرباً من طيور النورس التي كانت تحط على الشاطئ ؟؟!! ؟

( الكاتب )

===============

” طائر النورس القادم من حيفا ” ؟؟!!

.. أمران لا زالا عالقين في ذهني ومنذ سبعة عقود خلت – وهي سنوات عمري – .

الأول .. هو مشهد مدينتي الجميلة ” حيفا ” الواقعة على ساحل الأبيض المتوسط .. والتي كانت مسقط رأسي  .

والآخر .. هو مشهد بحر حيفا وأمواجه وشاطئه .

فلا زالت تلك المشاهد تعشش في ذهني وفي تلافيف عقلي وحتى الآن .. وإلى الأبد .

.. ثمة عطر رائع .. أريج فواح كان اللازمة المرافقة لكلا المشهدين .. وهي تلك الرائحة المميزة التي كانت تفوح من مياه البحر اللازوردية ذات النكهة والرائحة الرائعة والتي تدغدغ الأحاسيس وتغزو المشاعر وتسعد القلب وترطب النفس .

إن أنسَ فلا ولم ولن أنسَ ذلك المشهد فائق الجمال .. عندما كان والدي – رحمه الله – يقوم بتدريبي على فن العوم والسباحة في مياه البحر الفيروزية ومنذ بدأت أتعلم الحبو والمشي ..

لا ولن أنسَ بالمطلق تلك المتعة الروحانية التي كنت أشعر بها عندما كانت مياه البحر الرقراقة تلامس جسدي ونفسي وروحي فأشعر بالنشوة الطاغية والسعادة اللامتناهية رغم صغر سني .

في كل رحلة من تلك الرحلات الأسرية والعائلية لشاطئ البحر والسباحة في المياه ؛ كان المشهد يزداد جمالاً وروعة عندما كانت أسراب طيور النورس تحيط بي من كل جانب وأنا أتدرب على السباحة .. فأحس بأن الطيور تلك تقوم بالاهتمام والعناية بي .. وحراستي  .. أو أنها تزفني في سيمفونية فرح ملائكية .. أو أنها تقوم باستعراضها الخلاب في فن التشكيلات الرائعة والتحليق البديع في الفضاء  والغوص في مياه البحر بين الفينة والأخرى .

ثمة طائر منها يحاول الاقتراب مني أكثر فأكثر .. لعله كان يطلب صداقتي وودي .. أو لعله يود أن يساعدني في تعلم فن السباحة والغوص .. أو لعله يشاركني متعة السعادة ويتقاسمها معي .. أو لعله يحرسني ؟؟!! .

ثمة ألفة عجيبة وصداقة حميمة نشأت بيني وبين ذلك الطائر الجميل المميز .. فكم شعرت  بأنه يتفقدني في غيابي .. فيسارع للقاء الحميم بمجرد أن يراني قادماً عن بعد .. فيقوم باستعراض موهبته الفذة في فن التحليق والطيران والغوص في أعماق البحر بحركات بهلوانية رائعة .. تدخل السعادة والسرور إلى قلبي الغض ونفسي البريئة  ..

.. ثمة غراب أسود كريه .. عكر صفو تلك اللقاءات الحميمة ومتعة تلك السعادة .. وكأن مشهد الجمال والسعادة والنقاء لم يرق له .. فقرر أن يفسد السعادة في النفوس .. ويقتل الفرحة في القلوب .

.. فلقد سقطت مدينتي  – كما هو الحال بالنسبة للمدن الأخرى – في قبضة ذلك الغراب الأسود الكريه والذي يمثل العدو الذي اغتصب الأرض والبلاد .. وشتت الآمنين والعباد .. وقام بالقتل والبطش والتنكيل .

عندما سقطت مدينتي .. كان لا بد من الفرار .. فليس أمام الجميع من خيار .. سوى الهرب والفرار .. كما هو الحال بالنسبة للجميع .. طلباً للنجاة من موت محقق يمارسه العدو الغاصب ..  ونجاة بالأرواح والشرف والعرض .

تشتت الجميع في كل الأصقاع .. شمالاً .. وشرقاً .. وكان أن اتجهت أسرتي نحو الجنوب .. أقصى الجنوب .. إلى قطاع غزة .. ولم يترك لي العدو فرصة لوداع مدينتي .. أو لوداع أمواج البحر .. أو لوداع طائر النورس صديقي ..

.. عشت طفولتي .. صباي .. شبابي .. رجولتي .. كهولتي .. وشيخوختي  بعيداً جداً عن مدينتي .. بدون ” هوية ” .. وبدون ” شهادة ميلاد ” ؟؟!!

ففي خضم الهرب السريع من المدينة .. لم يكن لدى الجميع أدنى متسع من الوقت لحمل أية أشياء .. حتى لو كانت تلك الأشياء ذات أهمية قصوى .. ومن ضمن تلك الأوراق ” شهادة ميلادي ” ؟؟!!

طوال سبعة عقود عشت مشرداً .. ضائعاً .. تائهاً .. بعيدا عن مدينتي .. مسقط رأسي .. عشت بلا أرض بلا وطن بلا عنوان ولا هوية .. وبدون ” شهادة ميلاد ” ؟؟!! .

البارحة .. كنت أجلس على شاطئ البحر .. سرحت ببصري نحو البعيد البعيد .. في الأفق اللانهائي .. وجهت بصري ناحية الشمال .. إلى أقصى حد يمكنني الوصول إليه ببصري .

سرب من طيور النورس قادم من الشمال .. راحت مجموعته تستعرض فنها الراقي في الاستعراض المثير للدهشة .. في تشكيلات جميله فنية رائعة .

ثمة أريج عطر وشذى عبق يغزو أنفي وخيشومي .. ثمة عطر رائع جميل يدغدغ  حواسي ويثير بي نشوة رائعة .

ثمة طائر من بين سرب طيور النورس يقترب مني أكثر فأكثر … يحوم حولي .. يستعرض مهارته في فن الطيران والتحليق .. أشم فيه عبق غريب .. أثار بي لواعج ذكريات كانت قبل سبعة عقود خلت ؟؟!! .

دققت البصر فيه بشكل جيد .. عرفته .. عرفني  .. إنه صديقي طائر النورس الذي كان منذ سنوات طوال طوال .. عندما كنا نلتقي دائماً على شاطئ بحر مدينتي ” حيفا ”  .

راح يؤدي حركات بهلوانية جميلة رائعة وهو يحوم من حولي .. كأنه يرحب بي .. في لقاء رائع .. بعد طول غياب ..

ابتسمت له .. نهضت من مكاني .. فتحت ذراعيّ عن آخرها  لاستقباله  .. ألقى بنفسه إلى صدري .. إلى قلبي ..

شممت فيه عطر مدينتي ..  شذى بحر  مدينتي … تمتمت في سري :

” لا بد بأنه ” طائر النورس القادم من حيفا ” ؟؟!! .

بين جناحيه .. فوق ظهره … كان ثمة شيٍ ما .. مددت بيدي ناحية ذلك الشيء .. تناولته .. كانت مجرد ورقة ؟؟!!.. ورقة قديمة بالية .. مطوية بعناية وبشكل جيد .. أكل الدهر عليها وشرب ؟؟!!..

عندما شعر طائر النورس بأنني تناولت الورقة .. راح يصدر أصواتاً جميلة عذبة .. كأنه يغني .. وحركات إيقاعية راقصة .. كأنه يرقص … وكأنه يعلن بذلك النجاح في تأدية مهمة ومأمورية ما ؟؟!!

دار من حولي عدة دورات .. راح يحلق ويحلق في الفضاء  بحركات استعراضية جميلة .. ثم .. اتجه نحو الشمال ؟؟!!

فتحت الورقة بعناية ولهفة  شديدة … استولت الدهشة العظيمة على كل حواسي عندما وقع بصري على فحواها …

فلقد كانت ” شهادة ميلادي ” ؟؟؟!!!!

س: ما هي طموحاتُكَ ومشاريعُك للمستقبل؟

أطمح بأن أكون كاتبًا متواضعًا، هذا ليس تواضعا مني، ولكنها الحقيقة.

في ظل الظروف الراهنة .. فلا مشاريع أدبية في المستقبل، ولا مستقبل للأدب.

ماذا تقول في كلمة واحدة عن الأب ؟ الأم ؟ فلسطين ؟ غزة ؟  والصداقة ؟ والنجاح ؟ خيبة الأمل ؟السفر؟

الأم / فلسطين

فلسطين / أمي

غزة / حبيبتي

الصداقة / حقيقة

النجاح / سراب

خيبة الأمل / واقع

السفر / مستحيل

ما هو السؤال الذي كنت ترغب في الإجابة عليه ولم نسأله؟ وما هي الإجابة؟

كنت أود أن تسألني  لماذا تعلقت بالأدب؟  طالما أن لا طائل منه في النهاية ؟؟

وأجيب: بأن الأدب ” لعنة ” تصيب البعض .. وقدا أصابتني تلك  ” اللعنة ”  .

 

في ختام الحوار، الكلمة لك .. إضافاتك، تعريجاتك،  ما يجول في خاطرك، كلمة لقرائك .. المجال والميدان مفتوحان.

من يريد السير في درب الأدب كي يحصل على مكانة ما، أو يحصل على مكافآت ما، فليختصر الطريق قبل أن يبدأ .

في الختام أشكركم باسم فلسطين وباسم صحيفتنا هتون ونعدكم أن نتابع مسيرتكم ونسلط الضوء على أعمالكم.

 

 

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. في اعتقادي، فإن أصدق النصوص الأدبية هي تلك التي يقوم الكاتب أو الأديب بسردها على لسانه شخصيًا كما رأى الأحداث النصية، وكما سمعها مباشرة .

  2. حوار ثري وممتع ويتطرق للعديد من الجوانب الهامة والتي تشغل الأوساط الثقافية حاليًا، مثل التخصص في كتابة القصة القصيرة وهو أمر لم يعد شائعًا في زمن أصبحت فيه السطوة للرواية، وقضية الترجمة، ومشكلات النشر، وحاجتنا في الوطن العربي لجات تعمل على تقييم الأعمال بحيادية ومساعدة الكتاب على نشرها دون النظر لأي شيء سوى المحتوى الفني نفسه، مرة أخرى حوار رائع استمتعت به كثيرًا.

  3. جميل وممتع الحوار. تحياتي للكاتب سليم عيشان. وللصيفة الممتعه والقيمة بموادها

  4. الادر لعنة . الادب حب. الادب ثقافة. الادب حياة. الادب قدر
    الادب انسانيه. الادب شيطنه.
    لك كل الحب والاحترام . الاستاذ سليم عيشان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88