كن جميلًا.

تختلف تلك المقاييس أو المعايير لدى كل شخص عند تحديد الجمال، فالبعض تنجذب لهم أرواحنا والبعض الآخر تنجذب لهم أعيننا، فكن حسن المظهر ولن تنساك العيون .. وأنا أقول كن حسن الخلق ولن تنساك القلوب، فمن يكن مقياسه جمال المظهر فإنه سيزول لأننا لم نختر أشكالنا بل  من أوجدنا في هذا الكون هو من خلقنا في أحسن صورة، أما من اختار أن يكون جمال قلبه ونقاء روحه وطهارته هي مقياس جماله فحقًا هنيئًا له، جميعنا خُلقنا وكرمنا مولانا بميزه نتفرد بها عن غيرنا .. فنحن جميعًا جميلون ، فهنالك  أشخاص أرواحهم جميلة ميزهم الله بإنجذاب الآخرين لهم، وهنالك أيضًا من نحب مجالستهم؛ لأن أنفسهم طاهرة نقية لايعرفون للكره والحقد والبغضاء طريق، ومن نحب أحاديثهم فنجدهم يحملون ويتفننون بأبسط العبارات وأرقى المعاني، للجمال دور كبير في حياتنا فمن تهواه القلوب يكن جميلًا ونتقبل منه كل شيء، هنالك من تبهرنا مظاهرهم وعند الحديث معهم تتعجب أن داخلهم أجوف فارغ قد يكون ذلك لاختلاف الميول أو لأنهم يهتمون بالمظاهر فقط ولايهتمون للجوهر، مؤسف جدًا أن نصل إلى تلك المرحلة من السطحية، لا نهتم بجمال الفكر أو جوهر الإنسان وهو جمال عقله وقلبه وروحه وأصبحنا نهتم بالمظهر، مُحزن أن تجد شخصًا وحيدًا، فقط لأنه لايملك من جمال المظهر ليكون شخصًا محبوبًا ، ولتعش جمال الحياة لا تهتم لما يقال فنحن من نساهم في جمال أرواحنا، فالجمال يعني مجرد ابتسامة وقلب نظيف ونفس متسامحه، كن جميل الخلق تهواك القلوب، فلاتكن جميلًا لأجل أحد .. كن جميلًا لأجل نفسك، كن سعيدًا .. بما يناسبك أنت، كن طيبًا ومسالمًا.. لأن الطيبة والسلام يليقان بك .. كن تقيًا لأن لباس التقوى خير من غيره وأنت تستحق الأفضل من كل شيء وفي كل شيء، نحن لم نختر جمال أشكالنا ولكن نستطيع أن نختر جمال أرواحنا .. فاحرصوا على جمال أرواحكم ، وكونوا جميلين ترون الوجود أجمل. 

مها السليم