الروائي وصاحب جائزة نوبل في الأدب “نجيب محفوظ” رحمه الله.
في هذه المقالة سنسرُد لكم تاريخ الأديب العربي الراحل _ رحمه الله _ نجيب محفوظ الذي سطع نجمه عالياً في سماء العالم العربي ، تميز بكتاباته ورواياته التي جذبت الكثير من القراء والمتابعين له بلهفة رحل .. ولكنه سطر تاريخاً لا ينسى كلماته لا زالت تُردد إلى الأن من حولنا ، شخصية أبدعت وسطرت الكثير في عالم السينما والتلفزيون.
من هُو :
نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا ولد في 11 ديسمبر 1911 وهو روائي مصري وأول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب كتب نجيب محفوظ منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى 2004 تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم من أشهر أعماله : الثلاثية وأولاد حارتنا و التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب.
بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أديباً واقعياً، فإن مواضيعًا وجودية تظهر فيه، ويعد محفوظ أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون، سُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده عبد العزيز إبراهيم للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.
حياته وبدايات نشأته :
وُلد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة والده الذي كان موظفاً لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، وفاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر ، وكان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سناً إليه كان عشر سنواتٍ فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد ،كان عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة 1919 التي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.
التحق بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب، انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف (1938 – 1945)، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 – 1971)، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها في تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام،
وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة، ولم يُعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنواتٍ من حدوثه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.
مسيرته الأدبية وبداياته مع القصص :
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة في 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية ثم نشر كفاح طيبة ورادوبيس منهياً ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة وبدءًا من 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق، جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية وثلاثية القاهرة فيما بعد اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته الشحاذ، وأولاد حارتنا التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في التحريض على محاولة اغتياله كما اتجه في مرحلة متقدمة من مشواره الأدبي إلى مفاهيم جديدة كالكتابة على حدود الفنتازيا كما في روايته (الحرافيش، ليالي ألف ليلة) وكتابة البوح الصوفي والأحلام كما في عمليه (أصداء السيرة الذاتية، أحلام فترة النقاهة) واللذان اتسما بالتكثيف الشعري وتفجير اللغة والعالم، وتعتبر مؤلّفات محفوظ من ناحية بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارها تدويناً معاصراً لهم الوجود الإنساني ووضعية الإنسان في عالم يبدو وكأنه هجر الله أو هجره الله، كما أنها تعكس رؤية المثقّفين على اختلاف ميولهم إلى السلطة.
أعمال الراحل نجيب محفوظ :
بدأ نجيب محفوظ الكتابة بكتابة المقالات الفلسفية في مجلات وصحف مختلفة في الفترة بين 1930 و1939 ،ثم اتجه بعد ذلك للكتابة الأدبية. صدرت روايته الأولى عبث الأقدار عام 1938 ونشرها له سلامة موسى صاحب “المجلة الجديدة” الذي كان ينشر مقالات نجيب محفوظ منذ أيام دراسته في الثانوية ، وفي عام 1947 بدأ بكتابة سيناريوهات لأفلام السينما واستمر حتى عام 1960 وفي فترة لاحقة كان يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الأهرام بعنوان “وجهة نظر” حول مواضيع سياسية واجتماعية ، استمر في كتابة الزاوية بانتظام من عام 1980 حتى توقف عام 1994 بسبب حادثة الطعن. ثم استأنف الزاوية على شكل حوارات أسبوعية يجريها مع الكاتب محمد سلماوي ، واستمرت الحوارات حتى قبيل وفاته عام 2006.
البعض من الروايات :
|
|
مجموعاته القصصية :
|
|
الأفلام :
لم تتجه السينما المصرية إلى الاعتماد على الاقتباس من الأدب الروائي إلا في بداية الخمسينات ، ولم يبدأ اقتباس روايات نجيب محفوظ إلا في فترة لاحقة أول الستينات، رغم أنه كان قد كتب 11 رواية ، يذكر نجيب محفوظ عن ذلك في مقابلة تلفزيونية: “ظللت مدة طويلة أعمل سيناريوهات، لكن السينما لا تعمل لي أي عمل لرواياتي الأصلية مع أنها كانت موجودة”.
كان الممثل والمنتج فريد شوقي أول من التفت إلى روايات نجيب محفوظ، حين اشترى حقوق رواية بداية ونهاية، بعد ذلك حوّلت معظم روايات نجيب محفوظ إلى أفلام ولم يكن محفوظ يتدخل في سيناريوهات تلك الأفلام المقتبسة، فهو يرى أنه “من الصعب عليه باعتباره [كاتب النص الأصلي] أن يتخلص من أسره الأدبي له مما قد يضر بالفيلم نفسه”.
عنوان الفيلم | تاريخه | الرواية | بطولة | إخراج |
---|---|---|---|---|
بداية ونهاية | 1960 | بداية ونهاية | عمر الشريف – فريد شوقي | صلاح أبو سيف |
اللص والكلاب | 1962 | اللص والكلاب | شكري سرحان – شادية | كمال الشيخ |
زقاق المدق | 1963 | زقاق المدق | شادية – صلاح قابيل – حسن يوسف – يوسف شعبان – حسين رياض | حسن الإمام |
بين القصرين | 1964 | بين القصرين | يحيى شاهين – آمال زايد – عبد المنعم إبراهيم – صلاح قابيل | |
الطريق | الطريق | شادية – رشدي أباظة – سعاد حسني | حسام الدين مصطفى | |
القاهرة 30 | 1966 | القاهرة الجديدة | حمدي أحمد – سعاد حسني – أحمد مظهر – عبد المنعم إبراهيم | صلاح أبو سيف |
خان الخليلي | خان الخليلي | عماد حمدي – سميرة أحمد – حسن يوسف | عاطف سالم | |
قصر الشوق | 1967 | قصر الشوق | يحيى شاهين – آمال زايد – عبد المنعم إبراهيم – نور الشريف | حسن الإمام |
السمان والخريف | السمان والخريف | محمود مرسي – نادية لطفي | حسام الدين مصطفى | |
ميرامار | 1969 | ميرامار | شادية – يوسف شعبان – عماد حمدي – نادية الجندي | كمال الشيخ |
السراب | 1970 | السراب | ماجدة – نور الشريف – رشدي أباظة | أنور الشناوي |
ثرثرة فوق النيل | 1971 | ثرثرة فوق النيل | عماد حمدي – عادل أدهم – ماجدة الخطيب | حسين كمال |
الأعمال الفنية المقتبسة عنه :
يعتبر الفنان نور الشريف أكثر من شارك في أفلام ومسلسلات مقتبسة عن روايات نجيب محفوظ. إذ شارك في أكثر من 10 أفلام ومسلسلات وتعتبر شاديةأكثر ممثلة في أفلام نجيب محفوظ وأما كتاب السيناريو فكان أكثرهم ممدوح الليثي بسبعة أفلام ثم مصطفى محرم بستة أفلام ، ومن المخرجين حسن الإماموحسام الدين مصطفى .
ويرى بعض النقاد أن الأفلام المقتبسة أكثر نضجًا من الأفلام التي كتب لها نجيب محفوظ السيناريو بنفسه، وقد لعبت السينما دورًا هامًا في تحقيق شهرة أعمال محفوظ في مصر والوطن العربي.
المسلسلات :
عنوان المسلسل | تاريخه | الرواية أو القصة | بطولة | إخراج |
---|---|---|---|---|
اللص والكلاب | 1975 | اللص والكلاب | رجاء حسين – عزت العلايلي | إبراهيم الصحن |
اللص والكلاب | 1998 | عبلة كامل – رياض الخولي | أحمد خضر | |
الباقي من الزمن ساعة | 1982 | الباقي من الزمن ساعة | عزت العلايلي – فريد شوقي | هانى لاشين |
بين القصرين (الجزء الأول) | 1987 | بين القصرين | محمود مرسي – صلاح السعدني – هدى سلطان | يوسف مرزوق |
قصر الشوق (الجزء الثاني) | 1988 | قصر الشوق | محمود مرسي – شويكار | |
قشتمر | 1994 | قشتمر | مدحت صالح – وائل نور – سوسن بدر | علوية زكي |
حضرة المحترم | 1999 | حضرة المحترم | أشرف عبد الباقي – سوسن بدر | سيد طنطاوي |
الأقدار | 2000 | عبث الأقدار | عزت العلايلي – سمية الألفي | خالد بهجت |
حديث الصباح والمساء | 2001 | حديث الصباح والمساء | ليلى علوي – أحمد خليل – أحمد ماهر | أحمد صقر |
السيرة العاشورية | 2001 | الحرافيش | نور الشريف – إلهام شاهين – أحمد بدير – ماجدة زكي | وائل عبدالله |
قسمتي ونصيبي | 2001 | قسمتي ونصيبي (قصة قصيرة) | مصطفى فهمي – دلال عبد العزيز – عماد رشاد | رضا النجار |
أفراح القبة | 2016 | أفراح القبة | منى زكي – جمال سليمان. | محمد ياسين |
الجوائز التي حاز عليها :
- جائزة قوت القلوب الدمرداشية – رادوبيس – 1943
- جائزة وزارة المعارف – كفاح طيبة – 1944
- جائزة مجمع اللغة العربية – خان الخليلي – 1946
- جائزة الدولة في الأدب – بين القصرين – 1957
- وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى – 1962
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب – 1968
- وسام الجمهورية من الطبقة الأولى – 1972
- جائزة نوبل للآداب – 1988
- قلادة النيل العظمى – 1988
- جائزه كفافيس 2004
تكريم أسم الفنان الراحل نجيب محفوظ :
تم تكريم اسم نجيب محفوظ في الكثير من المناسبات، حيث أطلقت محافظة الجيزة عام 2001 أسمه على ميدان سفنكس الشهير الذي يقع في حي المهندسين، كذلك يوجد ميدان وشارع نجيب محفوظ المتفرع كورنيش النيل في منطقة العجوزة، وأطلق اسمه على أحد الشوارع في مدينة نصر وكذلك في المعادي، كذلك قامت الهيئة القومية للبريد عام 2010 بإصدار طابع بريد له بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده، وكذلك أطلقت مؤسسة الأهرام اسم نجيب محفوظ على أحد أكبر قاعاتها، وتم إطلاق أسمه على العديد من المدارس في أنحاء مصر، وتوجد جائزة أيضاً باسم “جائزة نجيب محفوظ” هي جائزة أدبية وتم إنشائها بواسطة قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1996م وتمنح في حفل يقام كل عام في 11 ديسمبر اليوم الموافق ليوم مولد نجيب محفوظ.
كذلك في عام 1994 قام المجلس الأعلى للثقافة المصري بإنشاء”جائزة الروائي العالمي نجيب محفوظ للرواية العربية” والتي توقفت عام 1999 ثم عادت مرة أخرى عام 2017، وتصدر أيضاً دورية سنوية باسم نجيب محفوظ من قبل المجلس الأعلى للثقافة، أيضاً قامت جامعة القاهرة بإفراد جائزة خاصة باسم “جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي والفكري” كجائزة مستقلة بذاتها في الذكرى 106 لميلاده والتي قررت أيضاً إطلاق اسم نجيب محفوظ على دورة عيد العلم لعام 2017.
وقرر محافظ الجيزة في عام 2002 إنشاء تمثال لنجيب محفوظ مصنوع من البرونز بارتفاع 3 أمتار يجسد “محفوظ” وهو يحمل جرائد يسير بها في الشارع متكئا على عصاه، في البداية قررت اللجنة المشرقة وضع التمثال أمام بيت نجيب محفوظ على النيل ولكن تراجعت عن الفكرة لصالح فكرة إقامته في الكيت كات إلا أن بعض الجماعات الدينية رفضت وضع التمثال متعللين أن الميدان يطل على مسجد وجمعية شرعية مما أثار حاجة من الجدل والاستهجان في الأوساط الثقافية، وانتهى الأمر بوضع التمثال في ميدان سفنكس بالمهندسين.
وفي عام 2006 أصدر وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني قرار وزاري بتخصيص جزء من تكيّة محمد أبو الدهب بالأزهر لإنشاء متحف وقاعة باسم نجيب محفوظ، وسيضم المتحف مقتنيات نجيب محفوظ ومكتبة تضم مؤلفاته بالإضافة إلى قاعات عرض، إلا أن هذا المشروع تعطل لأكثر من 10 أعوام بسبب مشاكل وبسبب اعتراض وزارة الآثار على بعض أعمال التجهيز التي لا تتناسب مع مبنى أثري قديم وقد يؤثر عليه، وفي عام 2015 قام وزير الثقافة حلمي النمنم بزيارة أعمال تجهيز المتحف وصرح بأنه سيتم عمل افتتاح جزئي للمتحف خلال شهر ديسمبر 2017.
وفاته :
تُوفي نجيب محفوظ في بداية 29 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 95 عامًا إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشكلات صحية في الرئة والكليتين، وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع.
روائي وكاتب مبدع استحق جائزة نوبل
ربنا يرحمه الكاتب الكبير نجيب محفوظ كل القراء يستفيدوا من
كتاباته