حوار مرئي

حوار حصري مع الأديبة المُبدعة “فتيحة رحمون” الجزائرية

عيشوا الحياة لأنها لن تُعاد مرة ثانية ، أترك جدار الوهن الذي تدعي أنه يســـــــــندك .. سيأتي يوم و يريب .. تعالوا جميعكم لتشهدوا معــــيے إعدام الألم تحت مقصلة الأمل .. حاولوا أن تكونوا كل شيء تريدونه ..

 فأنتم لأنفسكم وأنفسكم لله

 فتيحة رحمون

حوار مع الأديبة المبدعة : فتيحة رحمون الجزائرية 
قام بإعداد الأسئلة وإجراء الحوار م .خالد عبد الرحمن 

س : هل  لكي أن تُعرِّفي القُرَّاء على نفسك ؟

الأديبة فتيحة رحمون من مواليد 1980م؛من الجزائر؛ متزوجة و أم لأربعة أطفال؛ أُحضِّر رسالة دكتوراه في علوم الإعلام و الاتصال.

س : حدثينا عن بداياتك وبواكير أعمالك، وهل تأثرت بكاتب أو أديب معين، أو شعراء معنيين؟

بداياتي كانت منذ الطفولة؛ منذ أن كان عمري 12سنة، كنت أكتب الخاطرة، ثم تطورت إلى شعر التفعيلة و بعدها دخلت عالم القصة القصيرة فالرواية، و كتبت بعض المسرحيات.

تأثرت بالشاعر محمود درويش كثيرًا في بداياتي، فكنت لا أمل من قراءة ديوانه؛ أما أول رواية دفعتني للكتابة و أثرت في هي رواية المغارة المتفجرة للكاتبة الجزائرية يمينة مشاكرة.

س : هل تميلين إلى الشعر أم كتابة الرواية ولماذا؟؟

أحب كل الفنون الأدبية و أحب أن أعطي كل فن منها حقه لكن مؤخرًا أصبحت أميل إلى الرواية على الشعر.

أجد في الرواية متنفسًا آخر، أجدني أفضي إلى الأوراق بكلام كثير يعجز لساني عن سرده في الحقيقة، فأجدني أعبر به إلى خيالاتي، و أروح به عن مختلجاتي، و أؤنس وحدتي و أملأ خلوتي، و أطير كالعصافير إلى مدن الأحلام.

س : هل لكي أن تتحفينا ببعض نصوصك الشعرية التي لها موضوع خاص في قلبك وما هي مناسبتها ؟

جميل لدي نص شعري من النصوص القديمة التي كتبتها في مرحلة الثانوي،قصيدة سامحيني:

سامحيني…

اغفري رشح العيون…

آه منك لو تكوني …

درة القلب الحزين…

غني؛ غني و اطربيني…

و اطربي حولي نساءً …

هن أيضًا مثل مثلي….

في شجون…

راحل لمي جراحي…

اجمعي رشح العيون…

راحل لا لست أدري…

 هل عتاب أم مصابي …

أم الى بر أمين…

اجمعي شملي شتاتي…

و انقشي تاريخ حبي..

وسط مرآة الجبين..

ومن رواية لنفترق قليل

نفترق قليلًا…

كريح صامتة تجرفه إليها وتنحني إليه في سكون حالم لتؤجج رغبته في تحديها

ثم تخرج منه لتعود إليه بائسة من دونه، متورمة منه و خائفة مرتجفة من أن تخسره…و خوفًا من أن تخسره عاشت عمرها مرتجفة بجواره تطلب الأمن منه فلا تجد…

إنها مكبلة بحبه العمر كله… 

كيف تمكن رجل من هجر فراشة بزهو الربيع تهرع إليه تارة و تحبه تارة أخرى،هو يحبها وقت ما يشاء ،و ينثرها  وقت ما يشاء…

هو أناني كباقي الرجال لكنه أناني أكثر منهم و نرجسي يعبد ذاته …

لكنها أوشكت أن تعبده…في محراب حياتها. و كادت أن تكفر لحظة اعتناقها له حبيبًا و عمرًا.

تمكن بصمته من إغراقها. و كانت تغرق لوحدها في بحر غرامه،و لا أحد استنصر لرغبتها في الفكاك من قبضته، لم تكن نيتها صادقة في التخلي عنه.

غرقت و انتهت و فات الأوان لإنقاذها …

لم يطاوعها قلبها …قد أشرع كل شيء له..و غاص في أدغاله لينتهي بها إلى الوحل…

فمن ذا الذي يمد يده لينقذها؟

ما من قشة تشبثت بها و هي غريقة لتنجو فما نجت، كأنما شاءت أن تغرق…

إنها تغمض ما تبقى من عمرها في بحره،  قد مدت روحها و استسلمت للموت في أعماقه، ثم أوشكت أن تنهض من غفوتها؛ غمرها دمعها، لم تألف عمق بحره فقط حاولت أن تتأقلم…

أن تعيش كائنًا بحريًا،يتحمل الملوحة، و انتفاء الأوكسجين و تغلق على شمسها لا ترى النور في عتمة أبدية ستعيش حتما ما تبقى من مشاعرها…

س : تعريفك للرواية من وجهة نظرك، وكيف ترينها في أيامنا؟

الرواية هي سرد للواقع في جلباب الخيال أو العكس، و هي في أيامنا هذه خاطرة شعرية أو نثر شعري على الأغلب.

س : من شجعك على دخول غمار هذا الفن الأدبي الرائع لاسيما في نعومة أظفارك ؟؟

شجعني أساتذتي فلهم كل الاحترام و الحب.

س : كيف كانت رحلتك مع كتابة و نشر روايتك حوريات على أوزليم ورحى الذاكرة ؟ والى ماذا ترمز وما هي الفكرة التي تودين توصيلها من روايتك؟

رحلتي مع أوزليم و رحى الذاكرة هي كونها عمل ابداعي فيه توأمة بين العمل الروائي الجزائري و العمل الفني التشكيلي الفلسطيني حيث شاركني الفنان الخلوق “وائل ربيع من فلسطين هذا العمل باللوحة الفنية التي تزين الغلاف.

و الرواية تحكي قصة لاجئ فلسطيني يعيش رحى الذاكرة بعدما هجر عنوة من وطنه فتلقفه وطن آخر الفتاة التركية أوزليم التي التقى بها و هو على حافة الموت لتعيده الى الحياة في ظرف كئيب حيث يتزوج بها و لكن لا يستطيع التحرر من ذاكرته ذاكرة الحرب و الموت و الخراب فيبقى تعتصره الآمال للعودة الى أحضان الوطن و يترصده حب لم يكتمل بعد فيمضي بقية حياته بين مطرقة الذاكرة و سندان النسيان.

س : هل تكتبين نوع معين من الروايات ؟؟ وما هو هذا النوع ؟؟وما هو سر اختيارك لهذا النوع؟

أحب الرواية الشعرية، أو الرواية الخاطرة لأني أجد نفسي أكتب النثر و الشعر مع

س : ما هو رصيدك من الكتابات الأدبية و الروايات  ؟؟ وما هي الأكثر محببة إلى قلبك ؟؟ وهل ممكن أن تكلمينا عنها بإيجاز ؟

الروايات كتبت أربعة و نشرت واحدة فقط، والمفضلة لدي هي رواية”لنفترق قليلًا” التي سأنشرها عما قريب بإذن الله.

الرواية تحكي قصة طبيبة نفسية تعيش بين الوهم و الحقيقة لتكتشف في النهاية أنها كانت تتقمص شخصيات مرضاها و تعيش آلامهم و حزنهم و توهم نفسها دائمًا بأنها على ما يرام، و أنها تبحث في كل حالة عن وجع أكثر استعصاء من وجعها لتعيش على أمل أن تشفى مع كل حالة و لكن تكتشف في الأخير أنها في سجن من الحقائق و أنه وجب عليها أن تتخلى عن أوهامها لتعيش فتبحث عن طبيب نفسي لتبرأ.

س : هل هناك مشاريع روايات مستقبلية في الأفق القريب ؟؟ وهل تستلهمين رمزية رواياتك أو نصوصك الشعرية من الواقع الجزائري أم العربي أم تطوفين بخلدك نحو الخيال وخلجات النفس ؟

هناك مشاريع أخرى إن شاء الله؛ و نصوصي الأدبية استلهمها من الواقع العربي و أقدمها برمزية حثيثة و خيال جذاب.

س :هل للمرأة العربية ولاسيما الفلسطينية ومشاكلها وهمومها وقضاياها الاجتماعية دور في رواياتك؟

أكيد و هذا تجلى في الكثير من القصائد و المسرحيات و روايتي أوزليم و رحى الذاكرة أكبر دليل على تبني لقضايا المرأة الفلسطينية بل أنا كتبت نصوصًا باللهجة الفلسطينية، ما هو رائج من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربي و أزماته و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاته

س : أيهما أكثر قدره على التعبير و التواصل مع القارئ، الرواية أم القصة القصيرة، وهل يجب أن نعلن انتهاء زمن القصة القصيرة ؟

الرواية أصبحت أكثر رواجًا من القصة القصيرة، و لكن لكل دورها و مكانها.

س : ما هي أهم قضايا المرأة  الممكن معالجتها في رواياتك وهل أنت مع أم ضد مصطلح الأدب النسوي والحركات النسوية بشكل عام ، وما رأيك في المنتج الصادر عن الأقلام النسائية فى الوطن العربي ؟

كل القضايا تشدني لمعالجتها أدبيًا، و كل يدلي بدلوه سواء الرجل أو المرأة، و بالنسبة للمنتج الصادر عن الأفلام النسائية في الوطن العربي أساء للمرأة بدل أن يحسن لها، و أنقص منها بدل أن يضيف لها.

س : بالعودة إلى روايتيك أوزليم ورحى الذاكرة ما هو أوجه الشبه والاختلاف بينهما وبين روايتك الجديدة ؟وهل من الممكن أن تخصينا بنبذه عن روايتك الجديدة وما اسمها إن وجدت ؟

الرواية الأولى لا تشبه الثانية لا في موضوعها و لا في أسلوبها

س : هل أنت مع أو ضد تحويلات الروايات إلى مسلسلات تلفزيونية أو إذاعية، وهل تلقيتي عروضًا بالخصوص وما وجهة نظرك ؟

بالطبع نعم.

تلقيت عرض حول رواية مالك بن نبي الفيلسوف  لكن أنا لم أنشر الرواية و العرض لم يتجدد.

س : كيف تقيمين الحركة الروائية  في والوطن العربي ؟وهل أنصفك الكتاب والنقاد؟

الحركة الروائية في الوطن العربي دؤوبة على التطور و بالنسبة للنقاد و الأدباء أظن أنهم أنصفوني.

و روايتي وصلت الى العديد من الدول العربية و الأوروبية و لدي قراء شغوفين بإبداعاتي قلوا أو كثروا

كما أن روايتي اختيرت للدراسات الادبية النقدية داخل و خارج الوطن و حتى في الجامعات اختيرت كأنموذج في الدراسات العليا.

س :مَنْ مدَّ يد العون لكي بداية مشوارك ومن من الأشخاص الاعتباريين  تشكرين ؟

في بداياتي الفضل يعود لأساتذتي أما الآن فالفضل يعود لزوجي الذي لطالما شجعني على المضي قدمًا بإبداعاتي.

كل الشكر لزوجي الكريم الذي لولاه لما وصلت إلى القارئ الكريم.

ويحضرني سؤال ماذا يضايق الكاتبة فتيحة رحمون على الصعيد الاجتماعي أو  الأدبي والثقافي؟

يضايقني الواقع المقيت الذي نعيشه على كل الأصعدة.

س :أي الدول العربية تتمنين زيارتها والاطلاع على مخزونها  الأدبي والروائي عن قرب ؟

أتمنى زيارة كل الدول العربية .

الحديث معك لا يمل وللحديث بقية ونتمنى أن تكون حلقتنا المقبلة أو حوارنا القادم وقد حققتي ما تصبين إليه ولكن هل من كلمة ختامية  توجهيها إلى جمهورك ومتابعيك ؟

أتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي، و أن تكون إبداعاتي قد لامست جراحهم و عبرت عن وجعهم و عبرت بهم إلى تحقيق الأحلام، و لهم مني كل الحب و الاحترام.

و شكرًا لصحيفتكم الغرَّاء هتون و لشخصكم الكريم على هذا الحوار الشيق مهندس خالد عبد الرحمن.

في الختام أشكركم باسم فلسطين وباسم صحيفتنا هتون ونعدكم أن نتابع مسيرتكم ونسلط الضوء على أعمالكم ونتابع مسيرتكم الأدبية بإذن الله … 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. لكام كنت سعيدا وانا اجري هذا الحوار فقد كان رائعا دون تصنع …كما تعاملت مع الاخت فتيحة بروحها المرحة الطيبة فشكرا لها وشكر لصحيفتنا هتون التي ما بخلت علينا من تقديم مساندة او عون وتذليل للصعاب ….

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88