سفر وسياحة

فاتنة جازان “فيفاء” وطبيعتها الساحرة.

فيفاء هي محافظة في جنوب غربي المملكة العربيّة السعودية، وهي فاتنةُ جازان الشهيرة بجمالها وإعتدال جوها ، وبطبيعتها الساحرة والخضرة ، وتشتهر بجبال فيفاء، وهي مجموعة من الجبال الملتفة حول بعضها الواقعة شرقي منطقة جازان، وتحدها من الشمال والشرق منطقة عسير، ومن الجنوب الحدود اليمنية.

نبذة عن جبال فيفاء :

حيث تبدو تلك الجبال من بُعد على شكل جبل واحد هرمي الشكل، مما أجاز لها التسمية الثنائية المعروفة، لذلك يطلق عليها جبال فيفاء أو جبـل فيفاء وهي كتلة صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في كل الاتجاهات، وعرة المسالك والدروب، كثيرة المنعطفات ، وصفها الرحالة البريطاني (فيلبي) بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق ، وتتكون من صخور تعود إلى عهود سحيقة والقاعدة مركبة من صخور السيانايت والجرانيت التي تقطعها عروق الكوارتز في أجزاء عديدة وصخور فيفاء ذات صلابة متوسطة إلى شديدة ويمكن تفتيتها.

أما ارتفاع جبال فيفاء عن سطح البحر فيقدر بحوالي (12000) قدم وتعتبر قمة (العبسيّة) أعلى قمة في الجبل، أما المساحة ففيها بعض اختلاف حيث يختلف تقديرها من باحث إلى آخر وتقدر المساحة بعرض 20 كيلومترا في طول 30 كيلومترا أي 600 كيلومتر مربع.

ولصعوبة المواصلات إليها، لم يعتن بها أحد من الرحالة والمؤرخين القدماء، حتى أن الهمداني لم يذكرها باسمها في صفة جزيرة العرب، بل ذكر جزءاً منها (انافية) في غرب جبل فيفاء وهو اسمها القديم، فعاش الجبل بأهله في عزلتهم، فلم نقف -فيما قبل القرن الحادي عشر الهجري- على خضوعهم لدولة، أو غزوهم بجيش، فيما تحت أيدينا من كتب التاريخ وإذا كان الهمداني في استقصائه لمعالم وأماكن الجزيرة العربية عامة، وجنوبها خاصة، قد أغفل اسمها، فغيره من الجغرافيين لا يلام لبعدهم عن الجزيرة، ومن وصل منهم إلى جنوب الجزيرة – على قلتهم – لم يصل فيفاء لبعدها عن طرق المواصلات، واعتزال أهلها عن الاتصال بغيرهم.

تضاريس فيفاء ومناخها :

يتكون جبل فيفاء من سلسلة من القمم المتفاوتة الارتفاع، اشهرها قمة العبسية ويتموضع الجبل فيما يشبه القوس من الشمال إلى الجنوب، ويحيط به وادي ضمد، من الشرق إلى رأس القوس غربا ووادي جورى في الشمال والغرب حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب الجبل. وفيفاء وعرة الطرق ولكن هذه الوعورة لم تصمد أمام من استوطنوا هذه المنطقة فبتعاونهم شقوا الطرق في عرض تلك الجبال لتنقلاتهم بمواشيهم من والي الجبل وخلاله، طوعوا الطبيعة لصالحهم فمن حجارته بنوا بيوتهم ولضيق المساحات المسطحة أولا ولمقاومة العوامل الطبيعية وكذلك للتحصين جعلوا هذه البيوت اسطوانية الشكل وانشئوا المدرجات لتحتوي التربة لاستغلالها في الزراعة.

على الرغم من وقوع جبال فيفاء ضمن مناخ قاري حار رطب صيفاً ومعتدل نسبياً شتاءً إلى أن هذه الجبال تتميز بمناخ فريد خاص بها أملته الطبعة الجبلية الخضراء والأرتفاع الشاهق. ويكثر الضباب في فصل الصيف مما يضفي على جمال تلك الطبيعة في فيفاء جمالاً آخر؛ ولذا توصف جبال فيفاء بأنها معشوقة الضباب.

المناخ في جبال فيفاء معتدل تقريبا طوال العام، إلا أنه يميل في الشتاء إلى البرودة في أعالي جبال فيفاء، وإلى الحرارة صيفا في سفوح تلك الجبال، وتترواح درجة الحرارة في هذه الجبال صيفاً ما بين (16) و(28) تقريباً، وشتاءً ما بين (3) و(25) درجة مئوية ، حيث تصل نسبة الرطوبة في الشتاء إلى 50 بالمئة، وصيفاً إلى 30 بالمئة، وبهذا يكون الجو معتدلا في فصل الصيف، وأقرب إلى البرودة في فصل الشتاء.

وتكثر الأمطار في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر من فصول السنة، وتكون الأمطار عادة مصحوبة بالعواصف الرعدية، وتترواح نسبة الأمطار ما بين 35 إلى 45 سنتيمتر مكعب في السنة.

الزراعة وما تشتهر به فاتنة جازان في محاصيلها الزراعية :

تعتبر المدرجات الزراعية في فيفاء من أبرز العناصر الجمالية لهذه المنطقة، والتي أذهلت زوارها، وتشكل المدرجات في فيفاء أسطورة من حيث بنائها، وعددها الكبير.

كما تشير نتائج وتحاليل التربة التي أخذت من أماكن مختلفة من الجبل إلى أن التربة تختلف من مكان إلى آخر، وبصفة عامة فهي تربة طينية رملية، كما تختلف درجة الملوحة فتتراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة، وتتوفر بها كميات من الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم.

 

وتنقسم المحاصيل الزراعية إلى ثلاث أقسام:

  • محاصيل حبوب وأهمها (البن -القمح – الذرة بنوعيها – الشعير – الدخن- البر)
  • محاصيل فاكهة وأهمها (المانجو – الليمون – السفرجل – الموز – الجوافة – التين بنوعية)
  • النباتات عطرية وأهمها (الكادي – النرجس – البعيثران – الريحان – البردقوش – الخزام)

الأماكن السياحية في فيفاء :

توجد في فيفاء أماكن سياحية كثيرة أهما:

العبسية :

وهي أعلى قمة في جبال فيفاء، وتطل على معظم أنحاء جبال فيفاء، ومن جميع الجهات، وتطل على مناظر خلابة، ومدرجات زاهية الخضرة، وتعطره أنسام محملة بروائح الزهور المنتشرة في جنبات الجبل الشاهق، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق العبسية المتفرع من الطريق العام، مرورا بمستشفي فيفاء العام في مروح، حيث يعود ليلتقي بالطريق العام مرة أخرى في موقع النفيعة، وطريق العبسية مسفلت يمكن أن تسلكه أي سيارة، ويوجد بالموقع جلسات من تنفيذ بلدية فيفاء.

الخوشيـن :

وهو عبارة عن غابات وعرة كثيفة وخلابة تقع في ذراع آل يحيى علي وتمتد شمالاً من (بئر المعاين) حتى نهاية (المفرة)، ويشتهر الخوشين بتنوع نباتي كبير استفاد منه الكثير من الباحثين في الطب الشعبي، وكان قديماً مورداً مشهوراً للمياه لوقوعه في منتصف الجبل، ويعد الخوشين من الأمكان المغرية للاستكشاف خصوصاً أنه يحتوي على الكثير من الحيونات المعمرة والأفاعي الضخمة الخطيرة.

السمّاع :

وهو موقع جميل، منه تستطيع أن تطل على بقعة العذر ذات المناظر الجميلة والخلابة، وتطل من هذا الموقع على النفيعة، ووادي الحجوري، والدفرة، ومعظم مواطن قبيلة آل عبدل، وتشاهد من هناك الجبال المجاورة، ومناطق السهول، ويمكن رؤية مدينة جيزان، ومحافظة صبيا، ومحافظة أبي عريش، وسد وادي جيزان، والعارضة، وغيرها من المواقع، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق السماع المعبد، والمتفرع من طريق العبسية.

اللعثة :

تقع في أعلى قمة جبل آل عبدل و هي مطلة على أكثر المناظر روعة في فيفاء ويمكن مشاهدة العبسية و الدفرة و النقيل و سهول تهامة

الوشر :

وهي بقعة منبسطة ذات مزارع جميلة وخلابة، وهي تقع في مواطن قبيلة المشنوي، في موقع متوسط الارتفاع من جبال فيفاء، ويمكن الوصول إلى هذاالموقع من خلال طريق الوشر، المتفرع من الطريق العام رقم 12 في غرب جبال فيفاء.

الصامل :

يقع في شرق جبل المشنويّ ويتميزبوجود بئر جوفيه تتدفق من بين الصخور كان يستخدم سابقا للسقيا وبه غابات كثيفه.

الخطم :

وهو موقع يوجد في بقعة حيدان، يطل على غرب مواطن قبيلة آل عبدل، وغرب مواطن قبيلة آل الداثر، ومن هذا الموقع يمكن مشاهدة جبال بلغازي، ويمكن مشاهدة المدرجات والمزارع، ويمكن رؤية جذيمة، وهي عبارة عن صخرة شاهقة الارتفاع، ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق بقعة حيدان، المتفرع من الطريق العام بجوار استراحة فيفاء للشقق المفروشة.

العـذر :

وهي منطقة تتوسط جبال فيفاء، وتعد أجمل بقاعها، لاستواء سطحها، وكثرة خضرتها وعمرانها، وتشتهر بكثرة مياهها، ووفرة محاصيلها الزراعية، ويقع بها العديد من الدوائر الحكومية والمدارس.

متفرقات عن جبال فيفاء وسكانها والعادات :

  • من غرائب الأمور في فيفاء، أنك تجد للمنازل القديمة أسماء خاصةً بها تميزها وتميز أهلها، فيكون المنزل كأنه علم من الأعلام، حتى أن الأشخاص ليعرفون باسم منزلهم، ومن النادر أن يتكرر اسم منزلين في جميع أرجاء الجبال، وفي الغالب ما يكون هذا الاسم إما دالّاً على صفة مثل صفة “السماع” لأن موقعه يسمح بسماع ما تحته وما فوقه من الجبل بسهولة، أو يكون للإسم مناسبة معينة، أو بسبب حادثة معينة.
  • أيضاً من الغرائب والعجائب في جبال فيفاء، أنها تتميز بكثرة المنازل التي تكون على شكل اسطواني، فأنت لا تجد في أي منطقة أخرى هذه الميزة، فدائماً ما تكون المباني الأسطوانية الشكل في المناطق الأخرى مخصصة للحرب والحراسة.

  • ولكل قبيلة من قبائل فيفاء والتي تربو على 18 قبيلة، جبـل خاص يعرف باسمها، وقد تشترك قبيلتان في جبل واحد، ولكن يختلف ارتفاع الجبال، حيث نجد أن بعض جبالها يكون ارتفاعه 3000 قدم عن سطح البحر.
  • تحوي فيفاء تراثاً شعبياً كبيراً، قل أن يُوجد مثله، خاصة في منطقة صغيرة كفيفاء، ففي فيفاء آلاف من الأمثال الشعبية، والأساطير، والحكم، والشعر، والأحاجي بالإضافة إلى الفنون الشعبية المتعددة.
  • فيفاء كذلك تتميز بوجود المدرجات الحجرية فائقة الدقّه في التصميم والبناء مما لا تجده في أيّ مكان من العالم ممن يبنون المدرجات. فمثلا في جمهوريّة الفلبين في بلدة “باقيو” تبدو المدرجات فيهاوكأنها كومات من الحجاره، وكذلك الأمر في بعض مقاطعات الصين ونيبال وبعض دول أمريكا اللاتينيّه بل في اليمن المجاورة ليست المدرجات بضخامة ودقة وهندسة تلك التي في فيفاء. وقد بلغ من دقة هذه المدرجات وبراعة تصميمها أنّها جميعا تتبع أنماطا في البناء مثل نمط “الكشم” وهو مجموعة المدرجات الصغيرة والقصيرة شديدة الأنحناء، وهناك نمط “الّلوح” حيث المدرجات كبيرة وطويله خفيفة الأنحناء، والعديد من الأنماط الهندسيّه الأخرى مثل “اللصبة” و “الحبيل” و “النقيل” ونحوهم. وقد بلغ من دقّة التصميم أيضاً أن كل مدرج به أدراج “سلّم حجري” يسهل الوصول إلى المدرج الذي يليه. ناهيك عن أن 70% – على الأقل – من جبال فيفاء مبنيّة بالمدرجات مما يجعل فيفاء بحق أضخم بناء حجري.

  • انّ هذه المدرجات بما تحويه من فنّ وجمال وبما لها من تاريخ بالغ القدم لتعتبر بحقّ تراثا إنسانيا عالميا يجب الحفاظ عليه وصونه من الضياع كي تنعم به الأجيال القادمة.
  • في فيفاء كذلك ارثاً حضاريّاً اّخر ألا وهو الطرق والمسالك الحجريّه القديمة المخصصه للأنسان والدواب والتجاره وهي شبكة ضخمه تربط كل مواقع وأسواق المنطقة قديماً ببعضها وتشكل بوابات للدخول أوالخروج من جبال فيفاء، وتمتاز بجمالها المعماري وحسن بناء السلالم الحجريه بها. هذه الطرق لم تعد مستخدمه في الوقت الحاضر فقد تم الإستغناء عنها منذ زمن بعيد .

 

ولا تزال فيفاء حاضنة لطبيعتها وجمالها الفاتن ، وتعتبر من المناطق ذات الطابع السياحي التي تستقطب العديد من الزوار من خارج المنطقة وداخلها ، وتحضى بالعديد من التطورات التي تزيدها إزدهاراً وجمالاً وتقدم من مستوى الخدمات بها.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88