حوار مرئي

الممثلة المغربية فاطمة بوجو لـ”هتون”: أحلم بأداء دور المرأة الشريرة صاحبة المال والنفوذ.

عبَّرت الممثلة والفنانة المقتدرة الأستاذة فاطمة بوجو عن اعتزازها وفخرها ورضاها بالإنتاج الدرامي المغربي، وقال في حوار حصري لصحيفة “هتون” الإلكترونية “أنا أكثر من راضية عن أعمالنا الدرامية سواء في التلفزيون أو في السينما، ونتوفر على رصيد مهم ولائحة طويلة من المسلسلات الناجحة التي يتتبعها الجمهور وبكثافة”، مشيرة إلى أن من هذه الأعمال “قلوب تائهة” و”حياتي” و”بنات لالة منانة” و”الوجه الآخر” لياسين فنان، و”دار الضمانة” و”ولا عليك” لمحمد علي المجبود وغيرها من الأعمال الجادة والمتميزة.

فاطمة بوجو التي صرحت لـ“هتون” أنها منفتحة على جميع التجارب، لم تخف توهمها لفترة أنه يمكنها اختيار وانتقاء أدوارها بكل حرية في الأعمال التي تعرض عليه، قبل أن تفاجأ بأن ذلك مجرد وهم وضرب من ضروب الخيال، مؤكدة أن الممثل لا سلطة له وأنه يكون دائمًا رهن إشارة الجميع.. إلى نص الحوار..

أجرى الحوار : عبدالرحمان الأشعاري/المغرب

 

س) بداية.. من هي الممثلة فاطمة بوجو؟

ج) فاطمة بوجو ممثلة مغربية، خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية والتنشيط الثقافي -الفوج الرابع العام 1993 بمدينة الرباط، شعبة التشخيص.. وحاصلة أيضًا على دبلوم الدراسات المعمقة تخصص المسرح بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس عام 1996.. إطار بوزارة الثقافة (أستاذة التعليم الفني..)، شاركت في مجموعة من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية مع مخرجين مغاربة وأجانب من بينها مسرحية “الزعيم” التي لعب دور البطولة فيها الفنان عادل إمام، وفيلم “فهد” للمخرج الفرنسي كريستوفر كورديي، ومسرحية “الهياتة” لعبدالكبير الركاكنة..

س) ما هي أولى خطوات فاطمة بوجو للصعود للقمة؟

ج) أول خطوة لي على الخشبة كانت بدار الشباب رحال المسكيني بالقنيطرة مع الأستاذ حسين الراضي وشباب جمعية الفجر في مسرحية “الشاوش” التي عرضت بالقنيطرة وبالحي الجامعي السويسي بالرباط، وثاني خطوة كانت في إطار المسرح المدرسي بثانوية المسيرة بالقنيطرة مع أساتذتي أبو سيف محمد وجوهرة محمد وأخي عبد العزيز بوجو وزملاؤنا بالدراسة، فانفتاح المؤسسة التعليمية على تدريس الفنون كالفن التشكيلي وأيضا المشاركة في الاحتفالات الوطنية والدينية منحنا كتلاميذ فرصة لممارسة المسرح داخل المدرسة.

س) ماهي أهم الإنتاجات الدرامية سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون التي تفتخر الممثلة فاطمة بوجو بالمشاركة فيها؟

ج) لا وجود لفاطمة بوجو في السينما المغربية باستثناء مشاركة متواضعة في فيلم “جارات أبي موسى” لعبد الرحمان التازي و”جوهرة بنت الحبس” لسعد الشرايبي وهذه السنة في فيلم إطار فارغ لسناء عكرود وفيلم قصير “بصمات” لمجيدة بنكيران.. أما في التلفزة فإني أعتز بأني عملت مع أغلب رواد الدراما المغربية الكبار على رأسهم الفنان محمد عاطفي في مسلسل “المصابون “وشكيب بنعمر في مسلسل “حب لمزاح” وسلسلة من “دار لدار” وسلسلة “جيران الحومة “و”جنان الكرمة” لفريدة بورقية وحميد بناني في فيلم “أولاد لغيال”….وغيرهم.

س) هل قمت بتشخيص أدوار مع مخرجي الجيل الجديد؟

ج) نعم عملت أيضًا مع مخرجي الجيل الجديد كجمرلة البرجي بنعيسى في مسلسل”الزمورية” حيث استمتعت في البلاطو بتصوير شخصية زينب العانس وفي سلسلة “أمي لحبيبة” التي تستلهم شخصياتها من الحياة الواقعية، كما اشتغلت مع الفنانة سناء عكرود في فيلمها قوس قزح وغيرهم.. أعتز بمشاركاتي جميعها لأنها كانت دائما مع مخرجين يمارسون الإبداع الفني عشقا وحبا وليس من أجل المال..

س) وماذا بخصوص المسرح؟

ج) أما المسرح عشقي الأبدي فإنني أعتز باشتغالي في السنوات الأربع الأخيرة في ملحمتين وطنيتين بمشاركة فنانين كبار.. وفخورة بهذين العملين اللذين يعبران عن الانتماء للوطن والملك وعن الانسجام الدائم بين الشعب والأسرة الملكية…إضافة إلى مسرحية “الباطوار” من إخراج الأستاذ سعد الله عبد المجيد، و”أنا هو أنت” للفنان رشيد جدواني، ومسرحية “الهياتة” للفنان عبد الكبير الركاكنة ومسرحيتي”الزكروم” و”طبيب بزز منو “للفنان مؤذن عبد الواحد.. وقمنا من خلالهما بجولتين بأوربا كانت من تنظيم الوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج.

س) أيهم تفضلين الاشتغال فيه السينما أو المسرح أم التلفزيون؟

ج) أنا منفتحة على كل التجارب الفنية.. أعشق المسرح عشقًا لا حدود له، وأستمتع بالوقوف أمام كاميرا التلفزة وببلاطو التصوير، أما السينما فهي فقط تجربة لابد من خوضها لاستكشاف عوالم التمثيل ..

س) من هو الممثل (سواء كان مغربيًا أو أجنبيًا) الذي ترينه نموذجًا ينبغي الاقتداء به؟

ج) أعتقد أن لكل ممثل خصوصياته، ليس عليه أن يشبه ممثلًا آخر أو يستعمله كنموذج يحتدى به، لأن التمثيل عبارة عن قوة داخلية تنطلق في اللحظة وفي المكان أمام الكاميرا أو على الخشبة، لحظة انصهار تام بين ذات الممثل المادية وشخصيته الخيالية التي سيؤديها.. على الممثل أن يشبه نفسه ويثق في إمكانياته وقدراته على الخلق والابتكار دون الحاجة إلى رمز يستند إليه لتحقيق النجاح.

س) كيف ترين الظروف والأجواء التي يشتغل فيها الفنان المغربي بصفة عامة والممثل تحديدًا؟

ج) الآن على الممثلين أن يكونوا فخورين بأنهم يمارسون التمثيل في زمن تحققت فيه الموافقة بالإجماع على قانون الفنان والمهن الفنية بالبرلمان، الذي صدر بالجريدة الرسمية في 2016، كما حصل المبدع على بطاقة الفنان من وزارة الثقافة في انتظار تفعيلها من خلال النصوص التنظيمية للقطاع التي تشتغل عليها النقابة الوطنية لمهنيي الفنون الدرامية، بما يضمن حقوق الفنان.. زد على ذلك الدعم التي تحظى به السينما من المركز السينمائي المغربي، وهو ما أدى إلى الرفع من وثيرة الإنتاج بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة كما وكيفًا… كما تحظى الأعمال التلفزية بالدعم وأصبح لها لائحة طويلة من المسلسلات الناجحة التي يتتبعها الجمهور وبكثافة، وأيضًا نسجل استفادة الأعمال المسرحية من دعم الإنتاج ومن دعم الجولات.

وهذه السنة نظمت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لفائدة أزيد من 40 فرقة مسرحية، جولة شملت القرات الخمس.. كما أنه وطيلة السنة تنظم قطاعات حكومية وجمعيات مدنية العديد من المهرجانات السينمائية والمسرحية والتلفزيون تحتفي بالفنان والفنانين مغاربة وأجانب.

س) بمعنى أن الممثل لم يعد يعاني من أية مشكلة؟

 ج) الشيء الوحيد الذي يعاني منه الممثل حاليًا هو أن عدد الإنتاجات المتوفرة عاجزة عن احتواء العدد الكبير من الممثلين القدامى والجدد، مما خلق صراعًا مفتعلًا بين الأجيال الفنية.. وفي نفس الوقت التفاوت الشاسع بين أجور الممثلين، إذ أن فئة قليلة ممن حققوا النجومية يحظون بنصيب الأسد في الأجور، والفتات يوزع على باقي الممثلين.. وهذا أمر نجده حتى في الدول الأوربية وغيرها من الدول.

س) مِن المشاهد التي تسيء للجسم الثقافي والفني المغربي، اضطرار فنانين إلى طرق أبواب أهل الخير والإحسان، أو من ينتشلونهم من أنياب الفقر والفاقة، أو من يدفعون عنهم شبح المرض، يحدث هذا مع فنانين وممثلين مغاربة يقابلهم الجمهور بكثير من الاحترام والاحتفاء، بالنظر إلى مساراتهم الفنية المتألقة على امتداد سنوات طويلة، برأيك لماذا الفنان المغربي يعاني؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه المعاناة؟

ج) نتناسى إعلاميًا ذكر أن الغالبية العظمى من الممثلين ببلادنا تعيش في وضع مادي مستقر ومريح، وأن هناك فقط أقلية من الرواد ممن يعانون ماديًا بعد توقفهم عن العمل أو لقلة فرص الشغل في السنوات الأخيرة في غياب قانون منظم لمهنة الفنان، وفي هذا الصدد أعتقد أن المسؤولية مشتركة بين جهات متعددة، فقد يتحمل هذه المسؤولية طبيعة عقلية المواطن المغربي التي تتكل على الأبناء كحل يعوض غياب نظام التقاعد لدى غالبية المواطنين وحتى الفنانين، كما يتحملها أيضًا الفنان نفسه عندما ترغمه الحاجة أو حب الفن إلى التنازل عن حق من حقوقه الأساسية وبرضا منه وذلك بالموافقة على العمل بأجر زهيد لا يغني ولا يسمن من جوع، وأيضًا هناك فنانين ممن لم يحسنوا تحويل مداخيلهم، التي جنوها من العمل الفني في فترة الشباب إلى مشاريع، وفضلوا استثمارها فيما لا يفيد، ثم هناك فئة قليلة ممن تحترف التسول باسم الفن وتخفي ممتلكاتها لتحصل على المزيد..

وأخيرًا أقول أن هناك الآلاف من المواطنين بدون نظام تقاعد ومع ذلك لا يطلبون دعمًا لا من الملك ولا من الوزارات، على الفنان أن يكون مسؤولًا عن اختياراته في الحياة وعن أفعاله وقراراته، على اعتبار أنه كان في كامل وعيه عندما اختار مجال الفن وهو يعلم أنه مجال بدون قانون وبدون أدنى ضمانات العيش الكريم.

س) كيف تنتقي الممثلة فاطمة بوجو أدوارها؟

ج) بعد تخرجي من معهد التمثيل، توهمت لفترة أنه يمكنني الاختيار، وأننا كخريجين سنكون قاطرة التغيير الإيجابي، ولكن الواقع أثبت بأنني كنت على خطأ.. فمع قلة فرص الشغل أحيانًا يصعب علينا الاختيار، وذلك لأن الحاجة للعمل الفني يجعلك تتغاضى عن استعمال هذا الحق… لا سلطة للممثل في مجالنا.. الممثل هو دائمًا رهن إشارة الجميع.

س) هل تختار فاطمة بوجو أدوارها بنفسها أم تفرض عليها؟

ج) لم يحدث أن فرض علي دور ما… فقد كنت دائمًا أومن بأن الممثل عليه أن يلعب كل الأدوار وأن يشتغل مع كل المخرجين والمنتجين، لأن الممثل لا يمكنه أن يصل إلى المهنية والنجومية إلا إذا تغذى من كل التجارب المتعددة والمختلفة.

س) ما الفرق بين الممثل الذي يختار أدواره بنفسه والذي تفرض عليه؟

ج) سأجيب على هذا السؤال وان كنت أظن أنه لا يوجد بالفعل أي ممثل تفرض عليه أدواره، الممثل الذي يختار أدواره هو الممثل الذي حقق نجاحًا كبيرًا في مسيرته الفنية، ووصل إلى أعلى مراتب النجومية، وأيضًا حقق ثراء وغنى ماديًا من عمله، مما أكسبه استقلالية مادية ومعنوية.. أما من تفرض عليه الأدوار فهو ممثل يكون في بداية الطريق يعي جيدا بأن عليه الخضوع والطاعة حتى يحين أوانه.

س) ما هو الدور الذي لعبته فاطمة بوجو وأثر في شخصيتها؟

ج) إنه دور زينب العانس في مسلسل”الزمورية” للمخرجة المتألقة جميلة البرجي.. لا يمكنني القول أنه أثر في شخصيتي بقدر ما يمكنني القول أنه دور عشته أمام الكاميرا على أنه حقيقة مائة بالمائة، كنت أنسى نفسي في هذا الدور ولا أتوقف حتى توقفني المخرجة… إذ أني لم أتزوج إلا في سن الأربعين وكنت أرى نفسي في نفس الموقف وأنا أمام الكاميرا.

 

س) أي شخصية تطمحين لتجسيدها في أدوارك القادمة؟

ج) أحلم بأداء أدوار متناقضة مع طبيعتي كدور المرأة الشريرة صاحبة المال والنفوذ، وأيضًا أعشق الأعمال التاريخية وشخصياتها البطولية وملابسها التقليدية.

س) هل أنت راضية على الإنتاج الدرامي المغربي عامة؟

ج) أنا أكثر من راضية عن أعمالنا الدرامية سواء في التلفزيون أو في السينما، ونتوفر على رصيد مهم ولائحة طويلة من المسلسلات الناجحة التي يتتبعها الجمهور وبكثافة ومن هذه الأعمال: “قلوب تائهة” و”حياتي” و”بنات لالة منانة” و”الوجه الآخر” لياسين فنان، و”دار الضمانة ” و”ولا عليك” لمحمد علي المجبود و”دار الغزلان” و”زينة” لإدريس الروخ، و”اليتيمة” لمحمد نصرت “وسر المرجان” لسامية أقريو، و”القلب المجروح” لجميلة البرجي و”رضاة الوالدة” لزكية الطاهري.. و”مومو عيني” لهشام لجباري و”عز لمدينة” لحكيم قبابي وآخرون، إضافة إلى أفلام سينمائية تحظى بالعديد من الجوائز في المهرجانات الوطنية والدولية، ومن تم فيحق لنا أن نفتخر بالدراما المغربية لأنها تمتع الجمهور الوطني وتطمح مستقبلًا إلى اكتشاف جمهور عربي وعالمي.

س) أخيرًا.. ماهو جديد مشاركاتك في عالم الدراما؟

ج) الجديد إن شاء الله هو تصوير فيلم قصير “قطعن أيديهم” للمخرج والناقد محمد بنعزيز.. وفي 28 يوليوز 2018 ستقوم القناة الأولى المغربية بتصوير مسرحية “طبيب بزز منو” على خشبة مسرح مدينة سطات، بالإضافة إلى أني سأقوم باستكمال تعلمي العالي بالتسجيل في ماستر علم النفس، وتأطير ورشات تكوينية في المسرح لفائدة الأطفال والشباب.. وأكيد تصوير أعمال درامية جديدة ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88