جيل الغد

السيارات في القرآن الكريم

حظيت وسائل النقل بالذكر في القرآن الكريم. وذكرت جميع وسائل النقل التي كانت معروفة زمن نزول القرآن الكريم. وذكرت معها إشارة ذات قيمة كبيرة. وهي البشرى بأن الله سبحانه سيخلق للإنسان وسائل نقل أخرى غير ما لديه . فهل صدقت النبوءة ؟ وكيف فهمها المفسرون على مدى العصور ؟

قبل الاجابة على هذين السؤالين نقرأ آيتين كريمتين ذكرت بهما وسائل النقل . اولاهما في سورة الزخرف : { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ  *  لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}( 43: 12-13) .

والآية تتحدث عن كل وسائل النقل التي كانت معروفة يومها وهي الانعام والسفن التي تبحر بقوة الريح . واعتبرت مجموعتا الوسائل من خلق الله .

والمجموعتان هما الانعام الحية التي لا يجادل احد انها من خلق الله . والسفن وما يشبهها التي تبحر بقوة الريح . وقد يجادل احد في انها خلق ويزعم انها من صنع الانسان . ولكنها رغم تجميع مادتها من خشب ومعادن الا انها تتحرك وفق قوانين طبيعية خلقها الله تعالى . وما كان الانسان ليهتدي اليها الا بفتح من الله وتوفيق . لذلك تعتبر من مخلوقات الله كالانعام تماما .

الآية الثانية التي ذكرت وسائل النقل وبشرت بجديد هي قوله تعالى في سورة النحل : {وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ  *وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}  ( 16: 5-8) .

وتشير الآيات الى صعوبة عملية النقل تلك الأيام  حتى مع وجود الأنعام والفلك . فالفلك رهينة الريح ومهددة بهياج البحر. وسيطرة الانسان عليها قليلة جدا ان لم تبد معدومة أحيانا.

والانعام قدرتها على النقل محدودة . ولكن البشرية لم تكن بحاجة إلى أدوات أكثر قدرة . ومع هذا تنصح الآيات بشكر الله على تلك النعم   عسى أن تصير الحياة أسهل .

والله العليم عنده مفاتح الغيب . وعندما يتعلق الأمر بشأن جماعي كبير كتطور أدوات النقل او الكهرباء او الاذن بالكشف عن سلاح خطير فربما يكون لذلك ارتباط بدرجة تطور الانسان . فوجود أدوات متطورة جدا مع إنسان غير متطور على صعيد القيم قد يودي بحياة البشر او يحيل بعضهم الى عبيد للبعض الآخر . لذلك يفتح الله على الناس بقدر يناسب درجة تطورهم الداخلي .

كما وعد سبحانه انه سيخلق للناس وسائل نقل لم يكونوا يعرفونها يوم نزول القرآن الكريم . والآية السابقة واضحة حيث يقول تعالى :  (  *وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ})

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88