الأدب والثقافة

الجمهورية التركية داخل الشعر

 

يقول مصطفى كمال أتاتورك :” إن الأدب سواء كان نثرًا أم شعرًا فإنه يشبه الرسم تمامًا ويُماثل فن النحت والتصوير لاسيما أنه يشبه الموسيقى التي تعد من الفنون الجميلة “.

فالأدب التركي هو مرآة الترك إذن ولاسبيل لمعرفة الترك إلا بفهمهم ثم قراءة أدبهم ثانيًا.

لم يعرف القارئ العربي من الأدب التركي المعاصر سوى “ناظم حكمت” شاعرًا ، أو “عزيز نيسين” أو “ياشار كمال” في السرد القصصي والروائي، بالرغم أن تركيا هذا البلد الشرقي المجاور، قد يكون الأقرب إلينا ثقافيًا وحضاريًا، فما سر قلة الترجمة العربية من هذا الأدب؟ سؤال نطرحه على المترجمين الذين قدموا لنا الأسماء والتجارب المذكورة أعلاه؟.

مع تشكيل الجمهورية التركية تنوعت الإتجاهات الشعرية لتتطور مع التطور على الساحة الأدبية التركية ، فمع ثورة تجديد وتغيير للقوالب والرؤى والأساليب القديمة جعل جل الشعراء المحدثين يسعون لانتقال جمالي في الرمزية الشعرية بتركيا،جمع بين فهم الواقع والانفتاح على الآخر.

ناظم حكمت إحدى الأصوات البارزة في الساحة الشعرية التركية وبالإضافة إلى جمال ثريا الذي يرى في  الشعر أكبر من أن يكون شكلًا أعطته هذه الرؤى أهمية كبرى.

ففي العقود الأخيرة ازدهرت الحركة الشعرية الشبابية لتواكب حركة الشعر العالمي وتمتاز بجاملية خاصة جمعت بين اللغة والتركيب.

وُلد “جمال ثريا” بمدينة أرزنجان وتخرج من كلية العلوم السياسة، اشتهر بترجمته لعدة عدة أعمال عالمية للغة التركية تركية كقصائد لوركا وكتابات لغوستاف فولبير من قصائده ويعتبر من أهم شعراء القيم الإنسانية وذو لغة بسيطة.

قصيد الخريف من القصائد التي اشتهر بها شاعر تركيا جمال ثريا حيث يقول؛
“ستجد يومًا من تثق به
شاهدًا ضدك مع الطرف الآخر
كم مؤلم ومأسوي ذلك
أكبر من ،وأكبر من الخشية
الحياة كالشجرة وحيدًا وحرًا

الجمهورية التركية داخل الشعر لم تخلو فيها فترة المعاصرين من الحضور الصوفي فالشاعر أشرف الجمال والذي يعد واحدًا من أهم شعراء الوجدانية المعاصرين، استطاعت أشعاره أن تحوي رؤى العشق والجمال وهو ما مزجه في الأبيات التالية؛
“ماحييت العشق
إن كنت تحفظ..
للعشق حرمته
واجهر بشكواك للطير”.

فمع تشكيل الجمهورية التركية بدأت الإتجاهات الشعرية تتغير وتتطور تماشيا مع الساحة الأدبية التركية، حيث إنفصلت عن  الخطاب الشعري إبان الدولة العثمانية وتجددت الثورة أيضا داخل الشعر ذاته.

ويعتبر البيت التالي للشاعر ناظم حكمت ” أخويا كغابة هذه هي رغبتنا” الأكثر استعمالا بتركيا حيث امتاز ببساطة اللغة وقوة المعنى.

إن الشعر الموجود والمتوافر داخل الجمهورية التركية الحديثة أصبح كله عبارة عن  ماينقله شعراء الحداثة من عالم التجربة الذي يشارك فيه كل الناس في كل الظروف.

وإذ لا يختلف احساسهم الداخلي بالحياة عن إحساسهم الشعري و لأن ما يستقطرونه من وعي ويحولونه إلى لغة شعرية موجود بشكل ما لدى الناس عامة على نطاق واسع في حياة المجتمع.

ونحن إذ نهمل  الترجمة من داخل هذه الثورة الشعرية فإننا بذلك نقاسي نتيجة إهمالنا للانفتاح على الٱخر، فما لم نتنبه له  وهو جمالية التجربة الشعرية التركية الحديثة التي تكمن في المعنى واللغة المبسطة والتي بدورها تغيب عن شعراء التجديد بعالمنا العربي وهذا ماخلف غياب التقييم الموضوعي لروح الجمالية الفنية نفسها داخل شعر الحداثة بشكل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88