11المميز لدينا

صلاة العيد.. مناسبة للتعبد والفرح وفعل الخير وصلة الرحم

خرج مئاتُ المصلين منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 15 يونيو 2018 متوجهين إلى مصلى “ولاد وجية” بمحافظة القنيطرة القريبة من العاصمة الرباط مصحوبين بنسائهم وأطفالهم لأداء صلاة عيد الفطر وسط أجواء روحانية مفعمة بالإيمان والخشوع.

تقرير: عبدالرحمان الأشعاري/ المغرب

كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحًا من يوم الجمعة المنصرم عندما اخترقت مسامعي تكبيرات وتهليلات الأفواج الأولى من المصلين الذين وصلوا إلى المصلى، بحيث عمت التكبيرات والتهليلات المكان كله، وملأ دوي صداها الحي بأكمله.

على وقع هذه التكبيرات استيقظ سكان الحي ففتحوا أبواب منازلهم ليباركوا العيد لبعضهم البعض وأطلقوا البخور وشرعوا يعدون أنفسهم وأطفالهم للذهاب إلى صلاة العيد في أبهى وأجمل حلة، “القفطان هو اللباس المفضل للنساء في يوم العيد والرجال يلبسون الجلباب” يقول جاري السي عبدالقادر المتقاعد من مؤسسة المكتب الوطني لخطوط السكك الحديدية (64 عاما) لصحيفة “هتون” بعد أن تبادلنا التحية والدعاء والتبريك.

السي عبدالقادر الذي يحمل بين ذراعيه حفيده الصغير وهو يرتدي جلبابًا صغيرًا وطاقية بيضاء لم يفته أن يضيف لـ“هتون” بأن هذا اليوم مناسبة لتزكية النفس بالحرص على فعل الخيرات وصلة الأرحام وإدخال الفرحة والسرور في نفوس الأطفال، ويقول متحدثًا عن أطفاله “أذهب بهم قبل أيام من حلول العيد إلى محلات العطور والملابس وأقول لهم اختاروا بأنفسكم ملابسكم المفضلة فيختارونها”..

فصلاة العيد فضلًا عن أنها عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل، وننال بسببها الأجر والثواب، فهي مناسبة نستحضر فيها كل معاني الخير والفضل والإحسان والمحبة مع الأقرباء والجيران أولًا ثم مع باقي المسلمين والمؤمنين ثانيًا، فهي مناسبة يتواصل فيها المسلمون ويتزاوروا ويترابطوا ويتسامحوا ويتوادوا، ومناسبة أيضا تنتهي فيها كل  أشكال وأنواع التنافر والتخاصم والقطيعة.

ومن العادات التي اعتاد عليها معظم المغاربة في صباح يوم العيد تناول وجبة فطور سريعة وهي وجبة يسميها البعض “تندّرا”، وجبة الإفطار الأولى، التي تعقبها بعد صلاة العيد وجبة إفطار ثانية دسمة وفيها كل ما لذَّ وطاب.

بعد عشرة دقائق من المشي بدأت تظهر أفواج المصلين، الذين يقصدون المصلى من كل مكان، إنه مصلى “ولاد وجية” أحد أكبر المصليات بالمحافظة، إذ يتسع لحوالي 10 آلاف مصل، غير أن الذي يصل إليه يكون أكثر من هذا العدد، ولذلك يضطر بعض المصلين للصلاة بالأزقة والشوارع القريبة منه.

بعد أداء صلاة العيد بالمصلى بدأت الجموع تستمع للخطبة، والتي ذكر فيها الإمام المصلين بالأهداف النبيلة والقيم الفضلى التي يزخر بها شهر رمضان الأبرك والغاية الدينية والروحية من عيد الفطر الذي يعد مناسبة لاستحضار وشكر المولى عز وجل على فضله وكرمه ونعمه التي لا تعد ولا تحصى.

وأضاف الخطيب أن عيد الفطر يشمل منافع عظيمة وفوائد كريمة، إذ تعد العبادة والتقرب من الله عز وجل من أسمى فضائله ومنافعه، داعيًا المصلين إلى تأمل الآيات القرآنية التي تحث على تزكية النفس حتى تسمو هذه النفس في مدارج التزكية من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة إلى نفس مطمئنة موعودة من قبل الله سبحانه وتعالى بالرضا والرضوان”.IMG_9918

وقال خطيب صلاة العيد “فلنقبل أيها المؤمنون على كتاب الله عز وجل من أجل إصلاح ذنوبنا وتزكية أنفسها فذلك منطلق كل ما ننشده من صلاح وإصلاح لأحوالنا وأهلينا وأوساطنا ومجتمعاتنا”، مضيفًا “لابد أن نجعل من العيد منطلقًا للتعاون والتراحم والتزاور فيما بيننا؛ لتقوية أواصرنا، لأنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه”.

وحثّ الخطيب جموع المصلين وهم يحتفلون بفرحة حلول عيد الفطر السعيد أن يستحضروا إخوانًا لهم يعانون من قساوة العيش وويلات الحروب والدمار، داعيًا جموع المصلين إلى الدعاء لهم بالنصر والتمكين وأن يغلبهم على أعدائهم وأعداء الأمة الإسلامية لما في ذلك من أجر وثواب عظيمين عند الله.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. صلاة العيد تجمع الاهل والصدقاء والعائله ببعضهم ويشعرون بفرحه كبيره بهذا التجمع ربنا يعود عليهم الايام بخير

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88