حملاتنا ومبادرتنا

“رمضان في غزة” … للحكاية فصولٌ أخرى.

شهر رمضان المبارك الذي يستزيدون فيه من الخيرات الكثيرة التي وعد الله بها عباده الصالحين، فمنهم من يتفرغ للعبادة، وآخرون يعدونه فرصةً جيدة لاكتساب الرزق، غير أن الحكاية في غزة تبدو دائماً مغايرة للمألوف.

إن أسواق قطاع غزة التي تتوشح كعادتها في كل عام بأصنافٍ من المواد الغذائية التي يزيد طلب المواطنين عليها في هذا الشهر الكريم، لم تعد هذا العام كسابقتها رغم أن عددًا لا بأس به من البضائع يتوفر اليوم بصورة تبدو مناسبة، لكن تخوفات من نفاذها تنتاب المواطنين.

ويعود السبب في ذلك بحسبهم إلى استمرار فرض الحصار وإغلاق المعابر والأنفاق، بعد أن كانت المنفذ الوحيد الذي يتنفس الغزيون منه.

 ويعكف التجار على تجهيز وشراء السلع الغذائية والتوابل والأواني، وهي الأكثر بيعًا بهذا الشهر، وآخرون ينهمكون بإعداد أماكن لبسطاتهم السنوية بالمفترقات الرئيسية وأمام المساجد وسط المدن.

معشوقة السنين

وسط سوق الزاوية، يقف أبو رامي مونس “60 عامًا” أمام بسطة المخللات التي صادقها من سنين، فهي بالنسبة له المعشوقة بحسب تعبيره، فمنذ أن أبصر النور وهو يبيع تلك السلعة التي يزداد الطلب عليها في شهر رمضان، فهي تفتح الشهية وتعوض الصائم عن نسبة كبيرة من الأملاح التي يفتقدها خلال ساعات الصوم.

ولم يخفِ أبو رامي تخوفه من عدم تمكنه من البيع بصورة كبيرة كما كل عام بسبب الأوضاع المعيشية للناس، فلا انتظام في صرف الرواتب، ولا دخول لمواد تموينية للسكان، حتى أن “الأنفاق أغلقوها وكتموا أنفاسنا حسبنا الله ونعم الوكيل”، هكذا يقول.

أزمة الفكة

أما بائع التوابل الحاج أبو أحمد إنشاصي فيصف حال السوق بالجيد، لكنه ليس بالدرجة التي تلبي احتياجات المواطنين، مشيرًا إلى أزمة الفكة التي قد تزيد الأمر تعقيدًا.

وعن أهم وأكثر السلع التي تلاقي رواجًا عاليًا لديه فيقول” التوابل بكل أنواعها تحظى باهتمام ربات البيوت فالطعام لا يحلو طعمه دون توابل”، أبو أحمد قالها ممازحًا.

واستدرك وهو منشغل بترتيب أكياس التوابل والسلع الغذائية التي تملأ محله “الناس عادةً تشتري قمر الدين والعصائر المصنعة، والمكسرات والمشمش المجفف، والمربى والحلاوة والزبيب والتمور بكافة أنواعها”.

عمل مؤقت

ويعد شهر رمضان بالنسبة للكثيرين، لا سيما المتعطلين عن العمل، فرصة تشغيل مؤقت يمنحوها لأنفسهم، تنتهي بانتهاء الموسم بحسب تعبير أيمن الشرافي الذي يستعد لتحضير عصير الخروب المشروب الأكثر انتشاراً بين الناس.

وتابع “الحمد لله على كل حال، ننتظر قدوم الشهر والرزق على الله”، مبينًا أن إقبال الناس على شرب الخروب يعود للفوائد الكبيرة التي يحتوي عليها، علاوة على أنه يكون بارد ومثلج ويروي ظمأ الصائمين.

أما أم روان السطري “36 عاماً “، والتي كانت تقف أمام أحد بسطات المواد التموينية، فطالبت التجار بعدم احتكار البضائع المتوفرة في الأسواق، مشددة على دور وزارة الاقتصاد في متابعتهم وملاحقة المحتكرين، إضافة إلى التخلص من الأغذية الفاسدة والتي يسعى عدد من التجار للتخلص منها في رمضان نظراً لاحتياج المواطنين الزائد لتلك السلع.

وعن استعدادها للشهر الكريم أضافت “لا استعدادات تذكر، فهو شهر الخير يأتي ومعه الخير كله، لكن أكثر ما أفكر به كيف أعلم أطفالي الاستفادة من رمضان على الصورة الأمثل”.

إعداد / خالد عبد الرحمن

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ‏اللهم لاينتهي شهرك الفضيل الا وقد رحمتنا وغفرت لنا تقصيرنا وجعلتنا من عتقائك من النار اللهم اعدهُ لنا اعواماً مديده وتقبل صيامنا وقيامنا على الوجه الذي يرضيك عنا ..

  2. رمضان شهر كريم ونتمنى ان يعود رمضان على افضل صوره وفرحه فى غزه نتمنى ان تفرح غزه معنا بهذا الشهر الكريم والفضيل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88