البيت والأسرةتربية وقضايا

ابنك وابنتك.. مَنْ الأكثر احتياجًا للعاطفة في التربية ؟

تنتشر في بلادنا العربية اعتقادات كثيرة فيما يتعلق بتربية الأبناء من الذكور والإناث، وفي معظم الأحوال، تدور هذه الاعتقادات في إطار ضرورة تنشئة الولد على أنه رجل، والفتاة على أنها أم وسيدة منزل في المقام الأول، ويعتقد الكثيرون أن التربية الصارمة القائمة على الأوامر والتوجيه والحساب الحازم على الأخطاء هو السبيل الأول والأمثل لتربية الذكور، مع إضفاء الحنان على التعامل مع البنات.

الفروق بين التركيبة العقلية والنفسية، وتطورات النمو بين الأولاد والبنات حقائق علمية لا يمكن تجاهلها، ولكن التطورات السلوكية تعتمد بصورة كاملة على أسلوب التربية والتعامل مع الأبناء، وأيضًا على الظروف البيئية والمعيشية المحيطة، والتجارب الحياتية المختلفة، فطريقتك في التعامل مع طفلك وتفهم احتياجاته هي المنبع الذي ينهل منه سلوكياته المستقبلية.

الطبيعة المختلفة لكلٍ من الإناث والذكور تحتم على الوالدين البحث عن وسائل ملائمة للتعامل مع كلٍ منهما.

تستجيب البنات في معظم الحالات للحوار والتشجيع، ويساعدهن على ذلك قدرتهن على التواصل البصري وقراءة وترجمة تعبيرات الوجه المختلفة، ومن سن مبكرة جدًّا، وهذا ما يجب على كل أم أخذه في الاعتبار عند التعامل من ابنتها:

حوار هادئ.

تعبيرات وجه تحمل الاهتمام والحب.

ملامسة اليد أو الوجه في أثناء توجيه النصح، ولا مانع من الاحتضان أيضًا.

الأمر يختلف بالنسبة للذكور، والاختلاف ينبع من عدم تمتعهم بقدرة تلقائية على التواصل البصري أو التعبير عن مكنونات أنفسهم أو مشاعرهم، في الواقع هم يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام والتشجيع للإفصاح عن خبايا نفوسهم، وإلى مجهود أكبر للتمكن من تكوين روابط وصلات قوية ترقى إلى صلات الصداقة مع الأب أو الأم.

إظهار الحنان والحب للأولاد:

قد لا يتقبل الطفل الذكر إظهار الحنان والحب بالطرق التقليدية المعروفة من الاحتضان والقبلات، ولكن إظهار الحنان والحب للأولاد قد يتحقق بتكوين روابط واهتمامات مشتركة، مثل الاهتمام برياضة الطفل المفضلة ومساعدته على ممارستها، أو مشاركته في الاهتمام بتشجيع فريقه المفضل ومتابعة أخباره، واصطحابه لحضور مباراياته أحيانًا.

قد يبدو الأمر هينًا أو سطحيًّا، ولكن تأكدي عزيزتي أنه الطريق الأمثل لبناء علاقة متينة مع طفلك، تتمكنين منها فيما بعد من البقاء في دائرته القريبة، وهي الطريقة المثلى التي تمكنك من التوجيه والتربية وتعديل السلوكيات الخاطئة.

يمكنك أيضًا استثارة أحاسيس التعاطف والعناية لدى طفلك بتكليفه برعاية أحد أجداده في حدود معينة، أو توجيهه لزيارة أحد الأجداد أو الأقارب كبار السن والاهتمام بهم.

مفتاح التربية للأولاد:

لعل مفتاح تربية أيٍ من أطفالك يعتمد بالأساس على مراقبة طفلك وملاحظة صفاته وسماته الشخصية المميزة، مع مراعاة الفروق بين الجنسين، فبعض الدراسات الاجتماعية تشير إلى أن السمات المميزة للذكور من الأولاد تظهر بوضوح فقط في ثلثي الذكور، بينما تظهر السمات المميزة للإناث بوضوح في ثلاثة أرباع البنات، والأطفال الموجودون خارج النسب السائدة يجب الالتفات إلى طرق التعامل معهم جيدًا وبطرق ملائمة.

فاقد الشيء لا يعطيه:

اعلمي عزيزتي أن الحنان والتفاهم بين الأم والأب وأولادهما يجب أن يكون أصلًا من أصول تربية الأبناء من الذكور والإناث على السواء، فذلك الضمان الحقيقي لخلق تواصل إيجابي فعال يضمن استجابة الأبناء للتوجيه والنصح من الأبوين، وكذلك فإنه السبيل الأول لضمان قدرة هؤلاء الأطفال في المستقبل على امتلاك العواطف التي يمكن أن تدعمهم في حياتهم الخاصة وعلاقاتهم الشخصية، ففاقد الشيء كما نعلم جميعًا لا يعطيه.

أحمد عباس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تربية الاولاد تختلف نوعا ما عن البنات الاولاد اصعب من البنات لانه يحس انه رجل له رأيه من سن مبكر فيكون من الصعب السيطره عليه بسهوله الا بالحب والاهتمام الشديد والمتابعه المستمره دون ان نسبب ازعاج لهم اما البنت فهى بطبعها حنونه وهادئه تشعر بخوف ومحبة الام بمجرد حضن او قبله يارب اهدى اولادنا وبناتنا على الطريق المستقيم ووفقهم لماتحبه وترضاه يارب العالمين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88