“كُن.. ذا أثر”

تختلف بصماتنا الشخصية كما تختلف بصمات الإبهام، فأنْ تترك أثرًا جميلًا في نفوس من حولك شيئًا رائعًا، فجميعنا لم نخلق للبقاء فاترك أثرًا طيبًا يتحدث عنك من بعدك، أنْ تكون ذا أثر يعني أن لاتعيش لأجلك فقط! يعني أن ترسم على نوافذ المتعبين صورًا بهية تخبرهم أن خلف كل زجاجةٌ متسخة ربيعٌ فاتن، أن تضع لمسة لك ولو في محيطك الصغير عائلتك، أصدقاؤك، جيرانك، أن تضيء شمعة لمن سيأتي بعدك أو تبذر بذرة شجرة يستظل بها من يخلفك .
لنكن ذوي أثر يجب أن نكون غيمة فرح سخية نهطل لنحيي قلوبًا أرهقها الحزن، وتربت على أكتاف الآخرين لنجسد معنى العطاء، كن ذا أثر و ازرع داخل كل من يقابلك زهرة واسقها بطيب التعامل فتزهر بأطيب الآثر ، كن شخصًا مزهرًا بالأمل والتحدي .. وستصنع فارقًا في الحياة بتحقيق أحلامك وأنت قادر على ترك الأثر، كن ذا ذوق جميل بكلامك وتصرفاتك وتعلم مهارة النسيان، نظّف أرشيف عقلك باستمرار، ولاتحتفظ فيه إلا بالجميل من الذكريات، عقلك هو سيد أفعالك وقلبك مجرد مستشار لا أكثر، فلا تجعل الأدوار معكوسة، فلن يفقدك بعد رحيلك إلا: مَنْ كنت ترعاه بصدقة، مَنْ أيقظته للصلاة، مَنْ واسيته بكلمة طيبة، مَنْ نصحته سرَا، ومَنْ صنعت له معروفًا، فازرع داخل الآخرين شيئًا يخصك إن لم يكن حبًا فليكن احترامًا ..
أنت عابر في الدنيا، فكن ذا آثر جميل
مها السليم